مسؤول قمري: لا نستبعد فرضية تعرض الطائرة اليمنية لصاروخ فرنسي
كشف مسؤول قمري النقاب لـ«الشرق الأوسط» عن أن بلاده لاتستبعد أن تكون الطائرة اليمنية التي تحطمت قرب مطار العاصمة القمرية موروني قد تعرضت لصاروخ من إحدى القطع البحرية الفرنسية مما أدى إلى إسقاطها فورا.
وقال المسؤول القمري الذي طلب عدم ذكر اسمه إن السفير الفرنسي في موروني أكد لبعض كبار مسؤولي الحكومة القمرية أن قطعا حربية تنتمي إلى الأسطول الفرنسي كانت موجودة في مكان الحادث قبل يوم واحد فقط من تحطم الطائرة.
وشكا من أنه بعد تحديد موقع الطائرة سحبت السلطات الفرنسية الغواصين إلى موقع آخر غير الموقع الموجودة فيه الطائرة فعليا، موضحا أن لدى فرنسا قوة عسكرية تتمركز في المحيط الهندي وخليج موزمبيق والمياه الإقليمية لجزر القمر.
وأضاف: «لا نستبعد حدوث هذا.. ليس عملا إجراميا، لكن يبدو أن
الطائرة وجدت في الوقت الذي لا يجوز فيه أن توجد»، متهما البحرية الفرنسية الموجودة في موقع الحادث بتعمد إبعاد فرق الإنقاذ والإغاثة غير الفرنسية عن مكان الحادث.
ولفت إلى أن اجتماعا عقده فريق الإنقاذ الحكومي القمري مساء أمس بمقر وزارة الخارجية، خلص إلى أن فرنسا لا تتعاون بما يكفي لإنقاذ الضحايا أو انتشال الجثث والعثور على حطام الطائرة.
واعتبر أنه ليس هناك أي تقدم في العثور على مزيد من الناجين أو اكتشاف وانتشال جثث الضحايا ومتعلقاتهم، مؤكدا أن الفرنسيين يعرفون تحديدا مكان الطائرة لكنهم يسحبون الغواصين إلى مناطق أخرى.
وأضاف: «تم تشكيل فريق من الغواصين من أربع دول هي فرنسا واليمن والولايات المتحدة وجزر القمر، وبالفعل الغواصة الفرنسية حددت موقع الطائرة إلا أنها تمنع الوصول إليها بطرق ملتوية».
واعتبر أن هذا يثير التساؤل حول مبرر سحب فرنسا للفتاة بهية بكرى التي تعتبر شاهد العيان الوحيد على الحادث، وتساءل لماذا لا يريد الفرنسيون وصول بقية الغواصين إلى مكان الطائرة ويمنعون وصول أي شخص إلى الموقع.
وقال: «لدينا معلومات غير رسمية عن قطع بحرية حربية فرنسية كانت على ما يبدو تقوم بمناورات عسكرية غير معلنة بالقرب من الطائرة.. يبدو أن الطائرة المنكوبة وجدت في اللحظة الخطأ في المكان الخطأ».
وأضاف: «هذه رواية تتردد بقوة في أوساط الحكومة»، مشيرا إلى أن الفتاة الناجية تكلمت إلى أحد ممن أنقذوها وقالت إنها سمعت ضجة كبيرة وانفجارا كبيرا أتى من خارج الطائرة.. الفرنسيون أرسلوا على الفور وزيرا وخافوا أن هذه الناجية الوحيدة تتحدث، رغم صغر سنها، بكلام لا يعجبهم».
وتابع قائلا: «بطبيعة الحال من مصلحتهم (الفرنسيين) بقاء الجثث أطول فترة ممكنة تحت سطح مياه البحر لكي لا يصبح ممكنا اكتشاف حقيقة ما حدث فعلا».
واستطرد المسؤول القمري الرفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «في كل مرة تهبط الطائرة في سلام وأمان، وهي صادفت سوء الأحوال الجوية، وهو أمر معتاد وطبيعي في مثل هذا الوقت، لكن يبدو أن الطائرة صادفت حظا سيئا في الاقتراب على ما يبدو من منطقة عسكرية محظورة».
وتزامنت تصريحات المسؤول القمري مع تأكيد مسؤولين حكوميين مقربين من الرئيس عبد الله سامبي لـ«الشرق الأوسط» أنه مستاء للغاية ومندهش ومنزعج جدا من تصرفات السلطات الفرنسية في هذا الموضوع.
وكان سامبي قد وجه في الساعة الثامنة من مساء أول من أمس خطابا باللغة المحلية إلى الشعب القمري وأسر ضحايا الطائرة اليمنية المنكوبة وذويهم، حث فيه فرنسا بشكل لافت على مزيد من التعاون مع الجهود التي تقوم بها حكومته لكشف الحقيقة ومعرفتها.
وقال مسؤولون حكوميون لـ«الشرق الأوسط» إن هذه التصريحات تحمل في طياتها استياء سامبي من عدم تعاون السلطات الفرنسية بشكل كامل مع الحكومتين اليمنية والقمرية لكشف كافة الملابسات المتعلقة بحادث الطائرة اليمنية المنكوبة.
وأعلن سامبي في خطابه المرتجل عبر التلفزيون المحلي حالة الحداد الرسمية في البلاد لمدة شهر كامل، داعيا مواطنيه إلى اغتنام الفرصة لقراءة القرآن الكريم ترحما على أرواح الضحايا من ركاب الطائرة الذين اعتبرهم في عداد الشهداء.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن سامبي كتب رسالة خطية إلى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ينتظر أن يحملها إليه اليوم وزير الخارجية أحمد بن سعيد جعفر، أكد فيها على أن «العلاقات اليمنية ـ القمرية ستظل راسخة وأزلية بغض النظر عن محاولات بعض الجهات (في إشارة إلى فرنسا) تشويه هذه العلاقات أو الصيد في الماء العكر».
وقال سامبي في الرسالة التي اطلعت «الشرق الأوسط» على فحواها إن هذا الحادث المؤلم لن يثني جزر القمر عن تعزيز علاقتها مع الشقيقة اليمن في مختلف المجالات.
.