اشتباك إيراني أمريكي في مناورة بالاجواء اليمنية
دخلت إيران والولايات المتحدة الأمريكية في اشتباك بمناورة سياسية على محور المواجهات بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين من انصار عبدالملك الحوثي
في شمال غرب البلاد مع دخول القتال الأسبوع السابع وبعد نسف المتمردين ثالث مبادرة قدمتها الحكومة لإيقاف العمليات العسكرية استجابة للدعوات الإنسانية بشأن المدنيين وعلى امل جنوح المتمردين للسلم ، وهو امل تبخر باصرارهم على مزيد من التصعيد في هجماتهم الارهابية ضد النازحين وقرى المواطنين ومواقع للجيش.
وتوحي المناورة الجديدة بين خارجيتي واشنطن وطهران بالأجواء اليمنية، في شق توافق “القلق” لما يجري من قتال بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين ، وفي شق اخر تضاد وجهتيها ، كرد طرف على الآخر .
الخارجية الإيرانية كانت قد استبقت امس الثلاثاء بالاعراب عن قلقها إزاء استمرار الاشتباكات ولمحت لمخرج سياسي يقضي بالاعتراف بما تراه حقوق المتمردين ، وعقبت الخارجية الامريكية بوقت مبكر اليوم الاربعاء بمشاركة طهران القلق مع الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار بين الحكومة والمتمردين لضمان سلامة عمال الاغاثة.
وبين هذا وذاك تسييس “منحرف ” لقضية صعدة ، امريكيا بابتزاز اليمن في اي موقف يمكن يساند جهود تعزيز امنه واستقراره ووحدته..وايرانيا بزيادة شراسة تحريض المتمردين ودعمهم والضغط باتجاه مصالحة تقرير المصير للحوثيين كدولة داخل الدولة.
وزارة الخارجية الامريكية وعلى لسان متحدثها الرسمي ايان كيلي في مؤتمر صحافي بوقت مبكر اليوم الاربعاء قالت “نحن قلقون للغاية بشأن الصراع الدائر بين الحكومة اليمنية والحوثيين شمالي اليمن” مطالبا “الطرفين باعلان وقف فوري للنار لضمان أمن العاملين في مجال المساعدات الانسانية في المنطقة”.
وجاء الموقف الامريكي بعد ساعات على نقل وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “ارنا” امس الثلاثاء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي قوله ان الاشتباكات التي شهدها اليمن خلال الشهر الماضي ،وخاصة خلال الأيام الأخيرة أسفرت عن مقتل وإصابة العديد ممن أعدهم “مدنيين عزل وجرح وتشريد العديد منهم الأمر الذي ترك آثارا سلبية كبيرة”.
وشدد قشقاوي على “المواقف المبدئية” لبلاده في هذا الصدد و قال ان طهران “تشدد دوما على ضرورة العمل للحيلولة دون استخدام العنف لحل المشاكل التي يعاني منها الشعب اليمني وتعتبر ان انتهاج سياسة مبنية على الحكمة في إطار تحقيق حقوق الشعب اليمني هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة.
وتأتي تصريحات متحدث الخارجية الإيرانية على هذا النحو المسوق لمغالطات بتصوير القتلى من عناصر التمرد على انهم مدنيين والتلمح لحل سياسي “منحرف” بدعوى الاعتراف بما يراه حقوق المتمردين الحوثيين ، تأكيدا في ان مفاتيح إشعال وإخماد فتنة التمرد بصعدة وهندسة أحداثها “إيرانية بحته ” .
وكان المتمردين الحوثيين انتقلوا مؤخرا مع انكساراتهم أمام ضربات محترفة للجيش ، إلى مرحلة استهداف النازحين ولاتخاذ منهم دروعا بشرية ، والاستماتة في عدم فتح ممر انساني امن للوصول بالمساعدات للنازحين ورفض مبادات الحكومة المتكررة لايقاف اطلاق النار لهذا الغرض ، وهي مرحلة تبرز فيها التصريحات الإيرانية المغلوطة والمضللة لتأكيد سيناريو هندسة طهران للتمرد ، وكإحدى وسائل الضغط على الحكومة اليمنية للقبول برعاية طرف ثالث ان ايرنيا او من احدى دول بمعسكرها العربي لوساطة تحقق للمتمردين اعترافا بندية الدولة وليس بوصفهم مواطنين خارجين عن القانون والدستور- بمعنى رعاية وساطة بين “جمهورية الحوثيين الاسلامية” والجمهورية اليمنية.
وتأتي هذه التطورات مع زيادة شراسة التحريض والدعم الإيراني سياسيا وماديا وعتادا حربيا للمتمردين الحوثيين، لاسيما بعد العثور على أسلحة ايرانية الصنع في مواقع للمتمردين ، فضلا عن ضبط خلايا للمتمردين في حجة وميدى الساحلية على البحر الاحمر مع أسلحة متطورة كانت تسعى لا مداد جبهتهم في صعدة ، حيث تشير التحقيقات الاولية الى تورط إيراني في شرائها خصيصا للحوثيين من احدى الدول- نتحفظ عن ذكرها حتى تنتهي التحقيقات – وتهريبها عبر عصابات للجريمة المنظمة (مافيا) لسواحل ميدي.
وتذهب ايران وفقا لما تروجه إعلاميا بعد ثبوت تورطها في دعم المتمردين الحوثيين واشعال فتنتهم في اليمن، الى اعتبار تصدي الحكومة اليمنية عسكريا للمتمردين ارتهانا لإرادة السعودية وتنفيذا للأجندات الاميركية والغربية في المنطقة ، فضلا عن تبرير إيران ومعسكرها ومن يسير بفلكه من دول وأطراف عربية، لاستمرار المتمردين في أعمالهم التخريبية والإرهابية ودعم مواصلة تمردهم على النظام والقانون وزعزعة امن واستقرار اليمن.