دمتَ بخير أيها اليمن السعيد!! إبتسام اّل سعد ترد على بذاءة الحراك

ابتسام آل سعد – كاتبــة قطريـــة

وجه لي أبناء (الجنوب اليمني) سؤالاً وهو: ماذا تريدين من (الجنوب)؟!.. لماذا تهاجمين الانفصاليين وتظنين إن الوحدة يجب أن يتعايش (الجنوبيون) معها شاؤوا بذلك أم رفضوا؟!!.. تعالي إلى (الجنوب) والتمسي بنفسك حجم المعاناة التي يعيشها الشعب هناك، ولماذا يريد الانفصال عوضاً عن التغني بالوحدة وفوائدها السبع وأنت تسكنين برجاً عاجياً وتتناولين قضية اليمن دون أية معرفة بما يحدث في القاع!!..

وطبعاً لم أكن أريد أن أعرض لكم ما كتبه بعض هؤلاء والذي أساء لشخصي بصفات أقل ما يقال عنها إنها وضيعة وجارحة ولا يمكن أن أشرفها بالمثول في مقال تتابعه عيون راقية تترفع عن النواقص ولكن ليسمح لي (أبناء اليمن) باعتبار إني أرفض مناداة (الجنوب) باسمه وتحديده خشية أن يعتبره البعض دويلة متشعبة من الجمهورية اليمنية الواحدة والتي لن تنشق بإذن الله أولاً ثم بإرادة الشعب اليمني بكامل فئاته السنية والنوعية وبعقول شبابه الذي يجب أن يغذي نفسه بكل وسائل التثقيف والوعي بأن الوحدة اليمنية سبيل حقيقي وواقعي للنهوض باليمن وفي جميع المجالات وإن ذلك لن يتحقق إلا بتوثيق التعاون الذي يجب أن يتحقق بين الشعب والحكومة فالأخيرة لا تملك عصا سحرية لتبدل جبال اليمن ذهباً دون أن تلقى معونة من أبنائها في تفعيل مثل هذه العصا!!..

ليسمح لي هؤلاء أن أرد على استفسارهم الذي يبدو إنهم يلقون صعوبة في الحصول على إجابة شافية عليه ولكني سأقول وتوكلي دائماً وابداً على الله عز وجل إننا في زمن بات العالم كله يلتهم فيه القوي الضعيف ومن يفقد ظهره تـُفقأ عينه على غفلة منه فهل هناك أقوى من وحدة البلاد والعباد لمواجهة تبعات هذا الزمن الذي يموج بالصراعات والأطماع لا سيما على المنطقة العربية؟!..

لماذا ترون اليمن مجسدة في الرئيس علي عبد الله صالح فقط والذي أراه حتى آخر لحظة الأقدر على بناء اليمن واقتيادها إلى بر الأمان؟!.. هو رئيس سيبقى بقدر ما تشاء له الظروف أن يبقى وسيرحل.. نعم سيرحل فلا علم لي إن البشر مخلدون على هذه الأرض إلى الأبد!..

لماذا تعتقدون إن تدميركم للممتلكات العامة وإحراقكم لها هي الوسيلة الناجعة الناجحة لإيصال احتجاجكم إلى الحكومة بينما كل الذي تفعلونه في حقيقة الأمر هو تدمير لبلادكم وأرضكم وتعمير الحكومة لها من جديد يأخذ من سنوات تقدمكم وقوت عيالكم؟!!.. بالله عليكم حدثوا العاقل بما يعقل!!..

هل يحق لكم ما تفعلونه من تثوير للشارع اليمني في الوقت الذي يلقى أبناء محافظتي صعدة وعمران وغيرهما شتى أنواع القتل والتهجير والتشريد وسلب ممتلكاتهم وسرقة بناتهم زوجات قسرية لأفراد الشيعة الحوثيين؟!!.

ماذا تسمون ثورتكم خصوصاً في وقت الحرب مع هؤلاء المتمردين الخارجين عن أي دين أو عرف أو مبدأ؟!.. فهل يستحق اليمن العظيم مثل هذه المؤامرات الدنيئة وهو الأحق بأن يصطف كل أفراد شعبه موالون ومعارضة في صف واحد لرد العدوان ودحر هؤلاء واجتثاثهم من أرض بلقيس؟!..

ألا تستحق اليمن كأرض وتاريخ وأصل يعود إليه كل من يريد أن يوثق نسبه أن يتكاتف شعبه من الشمال وحتى الجنوب مشرقه ومغربه للقضاء على فتنة عظيمة تحل عليه كالأعاصير التي تقلع كل ما تجده أمامها دون هوادة أو رأفة؟!.. وعليه كان دفاعي عن الوحدة التي مازلت وسأبقى لآخر لحظة في عمري أدافع عنها..

فلست خسيسة لأن أستغل ظرفاً قاسياً يعيشه أخي بجانبي ويلقاني أنا في وجهه أزيده هماً فوق همه!!.. وهذا ما يجب أن يطبقه الأحرار اليمنيون في الظروف القاسية التي تعيشها اليمن وألا يكون بعضهم جلاداً ينكب على ظهر وطنه بسوط قاس وهو يعلم بأن هذا الوطن يعاني من نزف عميق في وجهه يكاد يخفي ملامحه الأصيلة!!..

لذا قفوا بجانب بعض فمن يسكن جبال صعدة من الخارجين الحوثيين تتوجه قيادتهم الضالة إلى مد يد الدمار والخيانة إلى (المعارضة) ليس للقضاء على ما يروجون له من أهداف خادعة مضللة ولكن لتدمير تاريخ وشعب وأرض وحضارة ما كانت لولا أن حظاها الله بقحطان وعدنان ينجبون لنا يمنيين قادرين على الحفاظ على هويتهم الحقيقية التي تثبت في كل مرة إنها الأصل والفصل لكل عربي لا يختلط دمه بدم أعجمي..

فكروا بذلك يا بعض (أبناء اليمن) الذين يبحثون عن شخصي لشتمه وسبه ويجهلون إن الشجرة المثمرة لا يطالها طامعوها إلا بإلقاء الحجارة عليها لعلها تمدهم شيئاً من خيراتها.. أنا أقول لعلها فقط.. فليس كل شجرة كريمة مثلي!!.

فاصلــة أخــــيرة: أردد فاصلتي التي لن أنأى عن كلماتها حتى ينأى الإرهاب عن اليمن وهي: 
((إن كنت عربياً فأنت الأحق بأن ترفع رأسك فقد حظاك الله بالعروبة.. وإن كنت يمنياً فاسجد لله شكراً فإن العرب يعودون بأصلهم إليك))!!