اليهود يرفعون دعواتهم إلى الله عبر “الفيسبوك” بدلاً من حائط المبكى
اعتاد اليهود المتدينون أو الذين يريدون حاجة ملحّة من الله سبحانه وتعالى أن يتوجهوا إلى حائط “البراق” في القدس، أو ما يطلقون عليه اسم “حائط المبكى”، حيث يقيمون صلواتهم ويضعون في جدران الحائط أوراقاً يكتبون عليها بخط اليد طلباتهم وأمنياتهم التي يريدون أن يحققها الله لهم.
لكن الجديد هو دخول الإنترنت والتقنية الحديثة على الخط لمن يرغب في تقديم طلباته إلى الله تعالى، حيث أصبح من الممكن لمن يرغب في أداء هذه الطقوس، أن يكتب أمنيته الخاصة على صفحة مخصصة لذلك على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” وبعدها يتولى القائمون على الصفحة طباعة الأمنية وتعليقها على الحائط “لترتفع” من هناك إلى السماء.
وبعد تعقب للصفحة المذكورة وجد أن كل من يضغط على رابط يمكنه أن يقوم بكل بساطة بإرسال طلباته، ويتعهد القائمون على الصفحة بطباعتها وحملها لوضعها بين حجارة الحائط.
وتشير المعلومات المنشورة في الصفحة إلى أن من يقوم على هذا المشروع حركة يهودية إسرائيلية تدعى “شباب من أجل أورشليم”، وهي جمعية من أهدافها ربط الشباب اليهود بالقدس وتقوية انتمائهم لها وتواصلهم معها، وتقوم على العديد من المشاريع لتحقيق أهدافها.
وجاء في نموذج تقديم الطلبات المنشور على الصفحة الإلكترونية: “أهلاً بكم في صفحة التطبيقات الأولى من نوعها الخاصة بحائط المبكى (البراق) اكتبوا رسالتكم وسنقوم بنقلها من أجلكم. بهذا تكون قد أرسلت رسالة إلى الحائط. وماذا مع أصدقائك؟ قم بدعوتهم لإرسال أمنياتهم”.
وحتى يشعر زوار الصفحة بالتواصل مع الحائط فعلاً، فإن المشرفين عليها وضعوا في خلفيتها صورة لحائط “البراق” يتم كتابة الرسائل عليها.
وبهدف تشجيع وحثّ المتصفحين على إرسال الرسائل نجد أنه كتب على الصورة: “هل لديكم طلبات مستعجلة تريدون إرسالها (أي للحائط)؟ رسالة يجب أن تمرر. من اليوم يمكن إرسال رسائل عبر “الفيسبوك” لتعلق بين حجارة الحائط. لإرسال رسالة اضغطوا على رابط ثم أكدوا موافقتكم على التطبيقات”.
جدل حول الرسائل المطبوعةتعقبت “العربية.نت” كذلك مقابلة أجريت في “راديو ليلو هفساكاة” (راديو دون توقف)، مع عضوة في المجموعة المشرفة على الصفحة تدعى هيلا زيسبرغ. وقالت في مقدمة حديثها إن “من يريد شيئاً من الله ولا يستطيع الوصول إلى الحائط، سواء كان من داخل إسرائيل أو خارجها، فباستطاعته كتابة مسألته على صفحة “الفيسبوك” ونحن نطبعها ونعلقها على الحائط”.
هنا قاطعها مقدّم البرنامج “ولكن هذا ليس خط يده، فالرسالة مطبوعة وليست مكتوبة”، متسائلاً إن كان الحائط يفهم الرسائل المطبوعة؟! فأجابته بأن هذا ينفع ويجوز وفق اعتقادها ويحقق الأمنيات المرجوة، ومشيرة إلى أنها ليست متدينة ولكن ترى أن من واجبها تقديم شيء من أجل القدس.
واستطردت بأن “المؤمنين الذين يعلقون الأوراق التي يكتبون عليها طلباتهم على الحائط يهتمون بأن لا يعرف الناس فحواها، ولكن التطبيقات عبر “الفيسبوك” تمنح المتصفحين إمكانية الحفاظ على سرية طلباتهم أو مشاركة الأصدقاء بمضمونها”.