الجيش السوداني يعلن سيطرته على مدينة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب
فر الالاف من السكان الاحد من منطقة ابيي المتنازع عليها على الحدود بين شمال وجنوب السودان، في حين اقر الجيش الجنوبي بسيطرة الجيش السوداني على المدينة منذ مساء السبت.
واكدت مصادر عسكرية شمالية السبت ان “القوات المسلحة السودانية وصلت عند المغرب الى مدينة ابيي واحكمت سيطرتها عليها وطردت قوات العدو الى جنوبها”.
وقال ان فرقة كاملة من القوات المسلحة السودانية “دخلت الى ابيي، في حين اننا لم نكن ننشر قوات قتالية فيها”.
وشهدت ابيي تصعيدا لاعمال العنف بعد استفتاء كانون الثاني/يناير الذي اختار فيه غالبية سكان الجنوب الانفصال عن الشمال تمهيدا لاعلان دولة مستقلة في 9 تموز/يوليو.
واكد المتحدث الجنوبي انسحاب قوات الجيش الشعبي وانصاره الى الجنوب تماشيا مع اتفاق ابرم برعاية الامم المتحدة وينص كذلك على ان تنسحب القوات الشمالية ايضا من المنطقة.
وقال انه لا توجد خطة لشن هجوم مضاد على الفور. وقال “نحن لا يمكننا كجيش شعبي اعلان الحرب على الجيش السوداني. سننتظر ما ستقرره حكومة جنوب السودان”.
ودعت الامم المتحدة السبت الى “الوقف الفوري للمعارك”. وتعرضت قوة الامم المتحدة في ابيي لقصف بقذائف الهاون لم يسفر عن ضحايا، كما اكد متحدث باسم القوة.
وقال فيليب اغوير المتحدث باسم الجيش الشعبي الجنوبي ان معارك ضارية دارت في المنطقة.
واضاف ان السكان “فروا من المنطقة بسبب القصف العشوائي المدفعي والغارات الجوية”.
هذا وقد نقل التلفزيون السوداني الرسمي مساء السبت 21-5-2011 عن مصدر عسكري سوداني أن القوات المسلحة السودانية “احكمت سيطرتها” على مدينة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية.
وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير مرسوماً جمهورياً حل بموجبه مجلس منطقة ابيى، كما اصدر مرسوماً جمهورياً آخر باعفاء رئيس ونائب رئيس ادارية منطقة ابيى ورؤساء الادارات الخمسة.
وفي وقت سابق السبت، قالت الامم المتحدة ان الجيش السوداني الشمالي نشر حوالي 15 دبابة في البلدة الرئيسية في منطقة ابيي المتنازع عليها، وأمكن سماع اصوات اطلاق نار في البلدة، بحسب رويترز.
واكد جنوب السودان ان القوات الشمالية هاجمت قرى في منطقة ابيي الحدودية لليوم الثاني بعد ان تبادل الجانبان الاتهامات بتصعيد العنف هناك.
وصوّت الجنوبيون في يناير/ كانون الثاني لصالح الانفصال عن السودان والذي سيتم رسميا في ٩ يوليو/ تموز، لكن النزاع على منطقة ابيي الغنية بالنفط تحول إلى عقبة امام الانفصال بشكل سلمي.
ويأتي العنف قبل يوم من زيارة مقررة لوفد من المجلس الأمن التابع للامم المتحدة لاجراء محاثدات مع حكومة الخرطوم بشان ابيي.
وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان جيش الجنوب ان القوات الشمالية قصفت بضع قرى بعد الظهر ثم دخلت بلدة ابيي بالدبابات.
واتهم الشمال في وقت متأخر الخميس الجيش الشعبي لتحرير السودان بمهاجمة قافلة لجنود شماليين وقوات لحفظ السلام في دوكورا شمالي بلدة ابيي.
ونفى الجيش الشعبي لتحرير السودان المسؤولية عن الهجوم الذي قالت الامم المتحدة انه وقع على قافلة من جنود جيش الشمال يحرسها جنود من
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حسب اتفاق يقضي بأن يسحب الجانبان قواتهما من المنطقة المتنازع عليها.
وكان من المفترض أن ينتهي الشمال والجنوب من سحب قواتهما بالكامل من ابيي بحلول اليوم السبت باستثناء قوة خاصة مشتركة تتكون من وحدات من الجانبين.
وقتل ٤١ شخصا في اشتباكات بين قوات شمالية وأخرى جنوبية في ابيي في وقت سابق هذا الشهر. والقى كل جانب بالمسؤولية على الآخر في بدء العنف.
وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الشهر الماضي انه لن يعترف باستقلال الجنوب ما لم يتخل عن ادعاء السيادة على ابيي الذي ادرجه الجنوب في مسودة دستوره.
وكان من المفترض ان يجرى استفتاء في يناير/ كانون الثاني بين سكان ابيي لتحديد هل تنضم المنطقة الي الشمال او الجنوب. وادت النزاعات على من يملك حق التصويت في هذا الاستفتاء إلى تعطيله وتوقفت المحادثات بشأن مصير المنطقة.
كما لم يتوصل الشمال والجنوب إلى اتفاق بعد بشأن تقاسم عائدات النفط وغيره من اصول والديون السابقة على الانفصال.