في ذكرى رحيل مواطن من العيار الخفيف ..الاثوري: قتيل الأرض.. شهيد السلام .. ناهبيها أولاد الأحمر
علي عبدالملك
أربعة أعوام وخمسة أشهر بالتمام والكمال على رحيل المواطن / حلمي الاثوري عن أسرته وأشقاءه ووطنه متأثراً باصابته مقتولاً بعيار ناري خفيف اخترق جسده في مساء ليلة 1/2/2008م حينما كان عائداً من خوض مفاوضات قبلية مكثفة في منزل الشيخ ربيش علي وهبان العليي – صهر أولاد الأحمر من قاموا بنهب وأغتصاب الارض التابعة لحلمي الى جانب مساحة الف لبنة اغتصبوها على الضعفاء من الناس في منطقة مذبح – للتوقيع على اتفاقية ارض مقابل السلام لم تنتهي مفاوضاتها…..
لكنه قبل وصوله الى منزله بسلام كانت هنالك ثكنة عصابة يرتدون البزات الأمنية تم استئجارهم لإستحداث نقطة تفتيش في شارع المطار أشهرت السلاح في وجهه ايذانا بإطلاق عيار ناري في منطقة الرأس ليلقى حتفه قتيلاً برصاصة لم يعرف مصدرها للتخلص من شخص يقف في وجه أولاد الاحمر ومازال فيها الدم ثائراً تحت الثرى يبحث عن الجناه والمتهمين والمتسببين بموارة جثمانه وازهاق روحه والذين تضاربت فيهم الروايات آنذاك .
وفي الذكرى الأليمة و المناسبة الغير رسمية والغير وطنية والتي لم يقام لهما اربعينية خاصة بوفاته لانشغال الورثة بالبحث عن الجناة خاصة وانهم يحضون بحصانة ونفوذ يقهر كل مواطن ضعيف , يسلب الروح والحق والعرض، أصر شقيقة الاصغر عبد الحكيم على تخليد حياة شقيقة بتذكير ابرز ما ورد في تفاصيل هذا الرحيل الذي خلف قتيل على أرضه
الشهيد يلقى حتفه بزناد ذوي النفوذ وعيارات السلام
ونظراً لما تحتويه هذه القضية الشائكة من صراع طويل على ارض سلبت من بين أيديهم بأيادي ذو صولة وجولة في نزاعات الأراضي والتي انتهت التوجيه منها كما تنتهي سلسلة المواجهات الحقوقية والقانونية بالإطاحة بأصحاب الحقوق وأرباب المظالم – في حين تشير جموع الوثائق والمذكرات التي تقدم بها شقيق الاثوري تأكدا لصحة قضيته الى ان هنالك غموض واسع يكتنف في سياق هذه القضية.
تبدأ أطراف الحكاية على لسان شقيقه/ عبد الحكيم بقوله أن أخيه حلمي الاثوري اشترى أرض تتكون من ستين لبنة في منطقة مذبح قبل عدة سنوات وفي منتصف الثلث الأخير من العام 2007م اكتشف حلمي عبده محمد الأثوري بأن جموع من المسلحين التابعين لعصابة أولاد الأحمر يستحلون الأرض التابعة له والتي تم تحديدها بسور يميزها عن غيرها، وعند سؤاله لهم عما يصنعون في الأرض التابعة له وهم يهدمون أسوارها دون وجه حق شرعي أجابته عصابة النهابة المدججين بالسلاح وهم يرتدون الزي المدني بأن الأرض أصبحت ملك للشيخ مذحج الأحمر كونه اشتراها من أشخاص آخرين رواية يقولونها بعد النهب والاستيلاء على أي ارض مما أضطر شقيقه الى الذهاب للتأكد من الشيخ مذحج من صدق ما تقوله الحاشية.. والذي أكد له بدوره من أنه اشتراها مما أضطرهم بعد ذلك للذهاب الى الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر (شقيق مذحج الأكبر) ليعبروا بأنهم تفاجئوا بالاعتداء على سور الأرض التابعة لهم من قبل “العجي والجرادي” بحجة ان الشيخ مذحج قد اشتراها من ضمن الأراضي المجاورة التي تزيد مساحتها عن الف لبنة وو…. الخ.
مراوغة وتلاعب
عزز شقيق الأثوري قوله في مذكرة تفصيلية أوضحوا فيها بأن الشيخ مذحج قد تفهم ما طرحوا عليه بعد ان وصلوا اليه أو كما جرت العادة ان يأخذوا معهم ثور عقير للشيخ مذحج ليتراجع عن قرار بسطه لأرضيتهم ويسلمهم الأرض التي تعد من ضمن أملاكهم بموجب عقود البيع والشراء الصحيحة التي تؤكد ذلك.. فما كان من الشيخ مذحج إلا أن كلف صهره الشيخ ربيش علي وهبان العليي بدراسة الموضوع والعمل على إنصافهم ومنح المذكور تذكرة الى الدار الأخرة ولكن الأمر المحير على حد قولهم ذلك ان الشيخ ربيش ظل يراوغ ويماطل ولم يوصل معهم الى أية حلول مناسبة لإعادة أرضهم وإنما مكث يعرض عليهم المبلغ الذي اشتروا به الأرض قبل سنوات دون ان يراعي قيمة الزمان والمكان لتلك الأرض التي تم البسط عليها عنوة دون أي مبالاة أو خوف من الله أو القانون وحرمة النظام – حسب شكواهم – فما كان من الشيخ/ صادق الأحمر إلا ان يحرر لأخوه الشيخ مذحج بالإطلاع وإنصاف المذكورين ومنحهم حقوقهم.. كان ذلك في تاريخ 17/11/2007م في الوقت الذي كانت القضية موكلة الى الشيخ ربيش العليي الموكل بحل المشكلة والخلاف.
بلاغ عاجل؟!
ويستأنف شقيق الأثوري الحكاية بالقول انه في ليلة 1/2/2008م بلغ حلمي عبده محمد الأثوري من أن الشيخ ربيش العليي يطلب حضوره بجميع الوثائق الأصل لإنهاء الخلاف ودفع المبلغ الذي تستحقه الأرض فانطلق شقيقه حلمي مساء الأول من فبراير 2008م تاركاً سيارته مع جماعته وركب مع أولئك الوسطاء ( العصابة ) الذين بلغوه طلب الحضور وكان معهم محامي حلمي الأثوري الذي فضل البقاء عن الذهاب بعد ان فضل التواصل معه هاتفياً والذي ظل يتواصل معه هاتفياً حتى خرج من منزل الشيخ ربيش العليي في ذلك المساء ثم بعد ذلك لم يعرف شيء عما حدث له..
قف…؟! امامك نقطة تفتيش الشيخ؟!
وبعد خروج حلمي الأثوري من منزل الشيخ/ ربيش العليي كما أكدته هذه الراوية مما دونته المحاضر في سجلات البحث الجنائي بأنهم وجدوا نقطة تفتيش في شارع المطار تابعة لأفراد الأمن المركزي وعند طلبها لهم التوقف امتنعوا وقاومها حلمي الأثوري بسلاحه هذا حسب الرواية التي يؤكدها التقرير الذي حصل موقع ” لحج نيوز ” على نسخة منه ما يؤكد ان هناك (مؤامرة) وقع فيها حلمي الأثوري أبطالها أولاد الاحمر وصهرهم ربيش العليي ….؟ تم إطلاق النار على حلمي الأثوري بطلقة واحدة أدت الى مصرعه دون ان يصاب جسده بأية طلقات أخرى بعد وقوع اشتباك مسلح بينهم وبين نقطة التفتيش ويتساءل التقرير لماذا لم يصاب اي شخص أخر ممن كانوا برفقته في السيارة خاصة السائق طالما وهو كان راكباً معهم إذ ان المعروف ان حدوث أي اشتباك مسلح يتم خلاله إطلاق عدد من الأعيرة النارية معظمها أصابتها عشوائية يرجح فيها إصابة المجني عليه بأكثر من طلقة في أنحاء متفرقة من جسده.. فلماذا لم يصب أي واحد ممن كانوا معه حتى بشظية واحدة ولم يصاب سوى حلمي الأثوري بطلقة واحدة أودت بحياته.
سجلات وتقارير رسمية تحكي الحكاية؟!
وهنا نأتي الى سرد ما تضمنه التقرير الطبي الصادر بتاريخ 3/2/2008م من قبل نيابة بني الحارث مذيل بتوقيع مدير إدارة الطب الشرعي في الرسالة التي تم إرسالها بتاريخ 5/2/2008م تحت توقيع مدير عام النيابات حسين محمد حنيش حيث تضمن التقرير في مضمونه اثبات الدكتور عبدالكريم عبدالله الحلمي والدكتور فؤاد محمد القاهري أخصائي الطب الشرعي بإدارة الطب الشرعي والنفسي بمكتب النائب وبناءً على طلب الأخ وكيل نيابة بني الحارث برقم (249) وتاريخ 3/2/2008م وتكليف الإدارة برقم (121) وتاريخ 4/2/2008م قيامهم بالكشف على جثة المجني عليه حلمي عبده محمد عبدالله الأثوري والموجودة في ثلاجة المستشفى الجمهوري صنعاء من أجل تحديد سبب الوفاة والذي توصلوا من خلاله الى مشاهدتهم لجثة الأثوري الذي تعرض لمقذوفين ناريين واحد منهما نافذ ومن مسافة نفذت مرحلة الإطلاق القريب والاتجاه من الخلف واليسار الى الأمام يمين ويسار مائل من أسفل الى أعلى والذي تسبب في حدوث الوفاة والأخر داحش على الزاوية الخارجية اليمنى للفخذ اليمنى والشفه السفلية.
السجات المتعددة والتي على أماكن متفرقة من الجسم والمشار إليها بالكشف الظاهري هي اصابات حيوية ناتجة عن إداة راضة وأن هناك مقاومة من المجني عليه كونهم كانوا يحاولون ارغامه التوقيع على وثيقة البيع تحت تهديد السلاح وعندما امتنع منحوه تذكرة الرحيل الى الدار الاخرة وحاولوا بعد ذلك الصاقها بالاجهزة الامنية.
وثائق وأوامر وتوجيهات حبر على ورق
هكذا كان سقوط حلمي الأثوري كان قتيلاً ولتبدأ مرحلة جديدة من البحث عن المتهمين والمتسببين بقتله؟ حيث تضمنت الوثائق التي حصل الموقع على نسخة منها مليئة بالأوامر والتوجيهات بضبط المعتدين ففي مذكرة لورثة القتيل الى النائب العام تطالبه بسرعة التحقيق وعدم الإفراج عن قتلة حلمي والذي وجه بدوره الى رئيس نيابة شمال الأمانة للنظر بما يرى لضبط الجناة بعد التأكد من سلامة الإجراءات والتوجيه بما في القانون ليتعزز ذلك بتوجيه رئيس النيابة الى وكيل نيابة البحث للإطلاع والعمل بموجب توجيهات النائب العام وسرعة إرسال المتهمين الى النيابة المختصة بالتصرف طبقاً للقانون.. بتاريخ 18/2/2008م.
وهناك مذكرة من نيابة شمال الأمانة برقم 314 بتاريخ 10/2/2008م الى مدير المباحث الجنائية بالأمانة تعقيباً على مذكرتنا برقم 248/3/2/2008م يتم الموفاة بالآليات بشأن مقتل المجني عليه حلمي الأثوري مع التقارير المعدة بذلك ليتسنى لنا التصرف وفقاً لأحكام الشرع والقانون.
وهناك مذكرة من النائب العام د. عبدالله عبدالله العلفي برقم 453 بتاريخ 2/3/2008م موجهة الى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية وفقاً لمذكرة رئيس نيابة استئناف شمال الأمانة رقم 267 بتاريخ 25/2/2008م بشأن عدم تجاوب إدارة البحث الجنائي بإرسال الأوليات الخاصة بالمجني عليه حلمي الأثوري الى النيابة.. ولم يتم ضبط المتهمين في القضية حتى الآن.. وعليه نأمل الإطلاع والتوجيه بسرعة ضبط المتهمين وإحالتهم الى النيابة للتصرف وفقاً للقانون.
ومازالت حكاية حلمي الأثوري مستمرة ولا يزال أولاده ينتظرون عودته وعودة أرضهم المغتصبة من قبل اولاد الاحمر الذين سلبوا منهم روح والدهم الى جانب أرضهم المنهوبة.