المستشار الامني السعودي:على محسن الأحمر يقود مشروع حركة الاخوان المسلمين في اليمن-حوار
قال الدكتور محمد الهدلاء الدوسري المستشار في الشؤن الامنية والقضايا الفكرية ومكافحة الارهاب عضو لجنة المناصحة بالمملكة العربية السعودية إن سقوط الاخوان المسلمين في مصر سوف يكون له تأثير كبير وتداعيات على أذرعهم في الدول العربية وعلى مشاريع الإسلام السياسي في المنطقة سيما إيران ولبنان واليمن.
وأوضح الهدلاء في حديث مع “الميثاق” أن سقوط الرئيس السابق محمد مرسي يعني انهيار المشروع الاخواني برمته لا في مصر فحسب بل في المنطقة العربية كلها.
وأشار إلى أن أكبر مشكلة وقع فيها الاخوان كانت بسبب الأجندة الأيديولوجية فقد جعل الولاء للاخوان مقدّم عن الولاء للوطن وهذا ناتج عن الرؤية الأيديولوجية الضيقة للاخوان.
وتساءل “كيف يصف البعض ثورة 30 يونيو الهادرة بأنها انقلاب عسكري.. هل رأينا انقلاباً عسكرياً يشارك فيه 33 مليون مواطن معارض لحكم الرئيس المعزول.. هل يمكن لانقلاب عسكري أن يعلن عن نفسه قبل شهرين من وقوعه”.
ولفت الدكتور محمد الهدلاء عضو لجنة المناصحة والمستشار في الشؤن الامنية ومكافحة الارهاب بالمملكة العربية السعودية إلى أن ما حصل في مصر سيدفع الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مراجعة أداء مؤسسة الرئاسة وتخفيف عملية إحلال عناصر حزب الإصلاح “الاخوان المسلمين” في مفاصل الدولة وتحديداً في المؤسستين العسكرية والأمنية.
مؤكّداً أن اللواء على محسن الأحمر يقود مشروع حركة الاخوان المسلمين في اليمن من أجل السيطرة على مؤسسة الجيش حيث عمد إلى تنسيب أعداداً كبيرة من أنصار حركة الاخوان في مؤسسة الجيش والأمن قدّرتها بعض المصادر بـ 100 ألف فرد خلال العامين الماضيين.
ونوّه الهدلاء إلى أن الاخوان المسلمين بحاجة إلى مراجعات فكرية مكثّفة قبل المشاركة في العمل العام وإعادة تأهيل نفسي وفكري وديني وعلمي.
وأشار إلى أن مؤسس حركة الاخوان حسن البنا استعان بمبدأين تنظيميين استقى أحدهما من الماسونية وهو السرية، أما المبدأ الثاني فقد استقاه من الماركسية اللينينية وهو القانون الحديدي للتنظيم وهو الذي يتدرّب أعضاؤه على “السمع والطاعة العمياء”.
< بداية كيف تقرؤن المشهد السياسي في المنطقة وخاصة في ظل التوتر الذي يعمد إليه تنظيم الأخوان بعد أن ثار الشعب المصري عليه؟
– الأحداث التي شهدتها مصر في الفترة الأخيرة، مع سقوط نظام الإخوان،تدعّم بشكل كبير الدور السعودي الإقليمي وتأثيره على مجريات الأحداث في المنطقة بشكل عام وأدى قرار الجيش المصري عزل الرئيس محمد مرسي وانتخاب أحمد عاصي الجربا المقرب من السعودية رئيسا للمعارضة السورية أديا لعودة الدور السعودي للواجهة مرة أخرى وأنحسار الدور التركي والقطري بعد أن حاولت تركيا ان تخطف هذا الدور مع قطر من خلال التآمر على المنطقة لتنفيذ الأجندة الغربية والإمريكية التي حاولت أغراق الشعوب العربية بالفوضى من خلال الربيع العربي الذي هو بالمناسبة مشروع أمريكي بحت يهدف إلى تغيير الأنظمة واستبدالها بأنظمة تخدم مصالحها وتحقق تطلعاتها وعلى رأسها أمن إسرائيل ورغم فشل هذا المشروع بعد سقوط حزب الأخوان المدوي والمروع سقطت معه كل الأحلام التركية والقطرية والإيرانية والأمريكية والتي لكل منه دور فيه لكن الحمد لله على سقوط هذا الحزب بإرادة الشعب المصري العظيم والتي حماها الجيش واستجاب لها ولو أستمر الأخوان في الحكم الفترة الممنوحة لهم لربما شاهدنا “نازية” جديدة في المنطقة تشبه إلى حد ما النازية الألمانية.. على العموم عادت مصر للأمة العربية والأجواء باتت مهيأة تماما لعودة علاقات مصر الطبيعية الدافئة بالأشقاء العرب التي عبث بها مرسي وجماعته وقطعوا أواصرها دون مراعاة لتداعياتها السلبية وآثارها الكارثية لا لشيء إلا لدواع تخص مصلحة الجماعة وحدها..!!
< هل ماحدث في مصر ثورة أم انقلاب؟
– كيف يصف البعض ثورة 30يونيو الهادرة بأنها انقلاب عسكري.. هل رأينا انقلابا عسكريا يشارك فيه 33مليون مواطن معارض لحكم الرئيس المعزول.. هل شهدنا انقلابا عسكريا يتخذ الحوار والإقناع ومبادرات التوافق الوطني سبيلا لإثناء الحاكم عن أفعال من شأنها تعريض الأمن القومي للخطر ودفع البلاد للحرب الأهلية.. هل يمكن لانقلاب عسكري أن يعلن عن نفسه قبل شهرين من وقوعه.. وكيف يكون انقلابا عسكريا يباركه رموز الوطن بحضور أهل الحل والعقد..؟!
هل حاصرت دبابات الجيش مقر الرئيس وخلعته بالقوة أم أن القوات المسلحة نصحته مرارا وتكرارا بضرورة خلق توافق وطني يخرج البلاد من كبوتها.. وقدمت قيادتها العامة بوعي ووطنية صادقة خارطة طريق ورؤية استراتيجية واضحة وتقرير حالة لجمع الفرقاء. وإحداث المصالحة الوطنية وإنهاء الاحتقان السياسي.. لكن تنظيم الأخوان الذي يدير الحكم رفض قبول تلك المبادرات التي كانت ستحقن الدماء وتحفظ له ولحزبه الخروج المشرف لكنه أبى واستكبر.. ومضى ينفذ مخططاته في الهيمنة والاستحواذ والإقصاء حتى ولو علي جثة الوطن وأشلاء المواطنين.. ألم يرفض الرئيس السابق مرسي وجماعته – حزبها ومكتب إرشادها – المبادرة تلو الأخرى ومنها مبادرة حزب النور.. ألم تمارس الجماعة وأنصارها سياسات فاشلة أفضت إلى تصادم وانقسام المجتمع المصري.
< المتابع لكتاباتكم يجد انكم تركزون على ان هناك خطراً يحدق بامن المملكة العربية السعودية وكذلك بقية دول الخليج خاصة من تنظيم الاخوان الى ماذا تعزون ذلك؟
– تنظيم الأخوان المسلمين حزب تأسس من ثمانية عقود من الزمن وهو منتشر في كثير من الأقطار العربية والإسلامية رغم أنه حزب يعتمد على السرية و”التقية” خاصة لبقعه السوداء المنتشرة في دول الخليج العربي وقد تعلمنا من تجارب الأخوان الغدر والخيانة والتي تعتبر سمة من سماتهم وخاصة لكل من رحب بهم ودعمهم فهم شديدو الانقلاب وعض اليد التي تمتد لمساعدتهم وقد شاهدنا ذلك جلي في حادثة الحرم المكي عام1400 هـ ثم ظهروا مرة أخري في أزمة الخليج الأولى والثانية ثم ظهروا بصورتهم الحقيقية بعد تولي حكم الأخوان في مصر ثم طاح قناعهم وبان عورهم وولاؤهم للحزب بعد سقوط الأخوان في مصر الشقيقة ومخالفتهم سياسة بلدانهم وخطرهم يكمن في محاولتهم شق الصف وهدم الوحدة والتشكيك في ولاة الأمر والتشنيع عليهم وتصيد الأخطاء فهم يبحثون عن مصالح حزبية وشخصية ولا علاقة لهم بالصالح العام
< هل تعتقدون أن البيئة السياسية للوطن العربي مهيأة لبقاء الأخوان في السلطة في دول الربيع العربي؟
– لا أعتقد.. استمرار بقاء حكم الأخوان في بلدان الربيع العربي وتجربة مصر مع حكم الأخوان شاهد على فشل حكم الأخوان السياسي وذلك لعدة أسباب منها أن الشعوب العربية التي طالها الربيع تواقة للحرية ومتعطشة لها ولن تجد ذلك في ظل حكم الأخوان الذي ينادي فقط بالحرية والديمقراطية ولا يطبقها أضف الى ذلك ان قيادات جماعات الأخوان في جميع تلك البلدان ليس لديها الخبرة الكافية في إدارة شئون الحكم وخاصة السياسي والاقتصادي الذي ثار من أجله شعوبها ثم أن تلك الأحزاب منهمكة في مايخدم مصالحها فقط وبقاءها في السلطة أكثر من اهتمامها برغيف العيش لشعوب ثائرة تبحث عنه.. أعتقد أن حركة تمرد ضد الأخوان دخلت جميع بلدان الربيع العربي وحملت به ومنها من ينتظر ولادته رغم محاولات حزب النهضة في تونس إشراك بقية الأحزاب معه لتفادي سقوط قاعدته كما في مصر لكن اغتيالاته السياسية لمعارضيه مثل شكري بلعيد ومحمد البراهمي دليل على أن الحزب عاد لعمله السري وممارسة منهجية العنف التي ينتهجها الأخوان إذا شعروا بالخطر.
< جماعة الاخوان في اليمن هي الجناح العسكري للتنظيم العالمي وتعتبر اليمن هي ارض الميعاد التى يقسم الاخوان على الهجرة اليها
في( قسم الولاء الخاص بهم ) ومنها ستنطلق الخلافة الاسلامية الى الدول المجاورة حسب ما توضح ادبياتهم.. ما تعليقكم؟
– على الرغم أن الرئيس عبدربه منصور هادي بارك للرئيس المصري المكلف، وأشاد بدور الجيش المصري في إدارة الأزمة ونقل السلطة حفاظاً على أمن واستقرار مصر، وهو ما أثار هجوماً واسعاً ضد الرئيس هادي من قِبل حركة الإخوان في اليمن. ومع ذلك انتقلت حمى الثورة المصرية ضد الإخوان المسلمين، التي انتهت بعزل الرئيس محمد مرسي، إلى اليمن لتتصاعد انعكاساتها بشكل تدريجي أعاد إلى الأذهان لحظة بدء الأزمة اليمنية، التي حدثت بعد ساعات فقط من سقوط الرئيس محمد حسني مبارك في ثورة 25 يناير 2011. وبعد إعلان الجيش المصري عزل الرئيس مرسي خرجت تظاهرة مؤيدة لقرار الجيش توقفت عند منزل الرئيس عبدربه منصور هادي.ومنذ ليلة 30 يونيو التي شهدت حشوداً بشرية هائلة خرجت لإسقاط حكم الإخوان في مصر، وجد خصوم الإخوان المسلمين في اليمن في التحرك الشعبي المصري مدخلاً مهماً لوقف تمدُّد حركة الإخوان المسلمين في اليمن، التي تحظى بدعم واضح من السفير الأمريكي في صنعاء.
إن ما حصل في مصر سيدفع الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مراجعة أداء مؤسسة الرئاسة وتخفيف عملية إحلال عناصر حزب الإصلاح »الإخوان المسلمين« في مفاصل الدولة، وتحديداً في المؤسستين العسكرية والأمنية.ولتتأكد صلة الولايات المتحدة بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تقف خلفه وتدعمه على أمل تكرار التجربة التركية الأخوانية الناجحة اقتصاديا فقط والفاشلة سياسياً بدليل فشل تركيا في الملف السوري وتوتر علاقاتها الدولية مع دول المنطقة بسبب تدخلاتها في شئون تلك الدول وفشلها في أقناع الإتحاد الأوروبي.. نعود للولايات المتحدة ودورها الذي يكرسه ويمارسه سفيرها في اليمن جيرالد فاير ستاين، في محاولة دفع الرئيس هادي إلى تمكين قيادات الإخوان المسلمين من السيطرة على مراكز مهمة في مؤسسات الدولة، وبضغط واضح ومعروف لدى كل شركاء الإخوان في حكومة الوفاق الوطني. ويقود اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس هادي العسكري، مشروع حركة الإخوان المسلمين في اليمن من أجل السيطرة على مؤسسة الجيش، حيث عمد إلى تنسيب أعداد كبيرة من أنصار حركة الإخوان في مؤسسة الجيش والأمن قدرت بعض المصادر الأرقام بـ»100« ألف فرد خلال العامين الماضيين. ومن المعروف أن اللواء الأحمر مستشار الرئيس هادي العسكري، من قادة الأخوان وأعتبر ما حدث في مصر انقلاباً، وعبّر عن رفضه لتدخل الجيش في إزاحة الرئيس مرسي من رئاسة البلاد، داعياً المصريين إلى رفض هذا الانقلاب. في تدخل سافر في وقت تشهد اليمن سجالاً مستعراً بين الإخوان والأطراف الأخرى المناهضة لهم، وذلك في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، كما تحولت قناة سهيل المملوكة للقيادي في حركة الإخوان باليمن حميد الأحمر، إلى ناطق باسم ميدان رابعة العدوية إن الاستنفار الذي يجري في أوساط حركة الإخوان في اليمن هو بسبب خوفهم من تأثر الوضع اليمني بما يجري في مصر، حيث تُعد مصر بوابة أي ثورة أو عملية تغيير تحصل في اليمن ومن شأن تجربة مصر في الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين أن تغير كل قواعد اللعبة السياسية في المنطقة واليمن من ضمن أول المتأثرين من هذه التطورات.
< ما الذي تتوقع ان تقوم به جماعة الاخوان في مصر وفروعها في الدول العربية الاخرى كردة فعل على ماحدث لها في مصر.. وهل تتوقع ان يصلوا الى دول الخليج؟
– سقوط »الإخوان« في مصر سوف يكون له تاثير كبير وتداعيات على أذرعهم في الدول العربية وعلى مشاريع الأسلام السياسي في المنطقة، سيما إيران ولبنان.. والدرس المصري ينبئنا بأن مشروع الاسلام السياسي برمته أصبح اليوم على المحك. القضية أبعد من سقوط محمد مرسي العياط. سقوط مرسي يعني انهيار المشروع الاخواني برمته لا في مصر فحسب بل في المنطقة العربية كلها . الرعب الذي تعيشه القيادات الاخوانية في تونس وسوريا والاردن وغيرها من البلدان التي تعمل فيها فروع للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين حقيقي ولا يمكن تجاهله. اليوم يتهاوى المشروع الاخواني في معقله الرئيسي، في مصر حيث ولد في يوم من أيام سنة 1928م من قبل حسن البنا.. لقد أحبط الشعب المصري كل التحليلات والتوقعات وأسقط الأخوان المسلمين.. بل وسقط معه مشروع الأخوان في
كل المنطقة لقد كان تنظيم الأخوان في السابق يتعرض لنبذ الحكومات في تلك البلدان المتواجد فيها كتنظيم وخاصة في مصر ويلجا للشعوب لأنصافه بعد أن يمارس دور “الضحية ” البارع فيه لكن الآن الشعب هو من يرفضه لذلك فأن سقوطه كان سياسياً وتنظيمياً وشعبياً سقوطاً كبيراً على قادته وأتباعهم في كل مكان لأن اقرار فشل الاخوان في مصر هو اقرار بفشلهم في كل دول العالم “ان دفنت حركة الاخوان في مصر ستدفن في كل دول العالم الى الابد”. والاخوان الأن في ميدان رابعة العدوية يلعبون بالورقة الاخيرة للبحث عن اي مخرج بأي ثمن حتى ولو بإشعال فتنة في مصر أو لجمع ضغط دولي على القوات المسلحة.
لذلك فأمر طبيعي ان سقوط الاخوان بعد عام واحد من الحكم يعتبر حدثاً أو كارثة لتيارات الاسلام السياسي في الوطن العربي ككل.فالأحداث المتسارعة في مصر بعد سقوط نظام الاخوان كانت كبيرة ومدوية ليس على المستوى الداخلي في مصر بل امتدت الى الوطن العربي ككل.
اننا لا نبالغ عندما نؤكد ان سقوط حكم الاخوان في 30 يونيو 2013م سوف يكون بداية أفول جماعات الاسلام السياسي في الوطن العربي.. وهذا يذكرنا بالهزيمة العربية عام 1967 حيث انهت الى الابد التيار القومي العربي…سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر وصلت تداعياته إلى خلق خرق وانقسام كبير في المجتمع الخليجي فالقوى الوطنية والقومية العربية وقوى الاعتدال والوسطية كلها باركت وايدت الخطوة الرائدة التي اتخذها الجيش المصري نزولا عند رغبة الجماهير الغفيرة المطالبة باسقاط النظام الديني. جاءت ردود فعل رموز الاسلام السياسي في الخليج قوية ضد النظام الجديد في مصر مخالفين التوجه الرسمي لدولهم لكن الامر المؤكد هو شعورهم بان ما حدث في مصر سوف ينعكس عليهم سلبا، لذلك لا غرابة في الهجوم على الانظمة الخليجية والقوى الليبرالية.. لان جماعة الأخون في حوزتهم الأم مصر كانت تمدهم بالثقة والقوة.. ويشعرون بطمأنينة بوجودها على السلطة فحل الخوف بهم بعد سقوطهم وان اكبر مشكلة وقع فيها الاخوان كان بسبب الاجندة الايديولوجية.. فقد جعل الولاء للاخوان مقدم عن الولاء للوطن وهذا ناتج عن الرؤية الايديولوجية الضيقة للاخوان
< كنتم قد قلتم في إحدى كتاباتكم : الاخوان والقاعدة وايران كلهم وجوه لعملة واحدة تجمعهم الشعارات الكاذبة ويقولون مالا يفعلون.. يصدرون أفكارهم وأيدلوجياتهم بالخداع ويكرهون بلدنا.. كيف يقرؤون طبيعة الدور الايراني في المنطقة؟ وما ابرز مساراته وادواته؟
– ايران تنطلق من خلا ل دورها في المنطقة على أساس عقدي ومذهبي لا يهمها سوى تحقيق مصالحها فقط غير عابئة بالمنطقة أو مايحدث في العالم.. كل ذلك لا يهمها مطلقا وقد وجدت أن الطريق إلى تحقيق أحلامها في مشروعها الصفوي لايمكن تحقيقه إلا في ظل الفوضى في المنطقة فقامت بدور خبيث ومحوري لجمع أدواته التي من الممكن مساعدتها في تحقيقه.. ومع الأسف وجدت لها عبيداً في المنطقة يدفعهم المذهب أو المصلحة الحزبية أو الطمع المادي لتقوم بهذا الدور ويأتي على رأسها النظام السوري الذي ساند الثورة الخمينية ودعمها بعد سقوط الشاه ثم أصبح فيما بعد لعبة في يدها لابتزاز الدول العربية والحصول على مكاسب سياسية وإحداث شق في الصف العربي وخاصة في لبنان.. ثم جاء دور الحكم الطائفي لمالكي العراق الذي تخلّى عن عروبة وسيادة دولته من أجل رضى أسياده في طهران فحول بلده الى مسرح تمارس إيران عليه سياستها في المنطقة وتؤجج من خلاله الطائفية والفتنة بين الشعب الواحد وشعوب المنطقة ثم يأتي دور حزب الله وحماس التي تأتمر بأمر المرشد في طهران يحركها في المكان الذي يريد وضد من يُريد.. كما أن لجوء القاعدة لأيران بعد سقوط كابول من أهم الأوراق والأدوات التي تستخدمها في لعبتها القذرة في المنطقة إيران هي الخطر الأكبر والتحدي الأبرز الذي يواجه المنطقة.. بل إن كل عمل تخريبي أو فتنة أو عملية إرهابية أن بحثت وراءها سوف تجد خلفها ايران مثل ماحدث في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير وقبله شبكة التجسس في السعودية والكويت وتحريك الفتنة الطائفية في البحرين والعوامية شرق السعودية ودعمها الحوثيين في اليمن.. لقد صدق النازي هتلر وهو يقول أن كل جريمة في العالم وراءها يهودي والأكثر صدقا أن كل جريمة أو عمل تخريبي أو فتنة عند العرب وراءها إيران لقد ظلت إيران وربيبتها القاعدة التي تأوي ابرز قادتها توهمنا عقوداً أنها تحارب إسرائيل ولم نشاهد حتى رصاصة طائشة تطلق باتجاه تل أبيب.
< هل الاخوان بحاجة الى مراجعة فكرية؟ خاصة بعد ان قلتم في تغريدة على تويتر أن مؤسس الأخوان البنا استعان بمبدأين تنظيميين، استقى أحدهما من »الماسونية«وهو »السرية« أما المبدأ الثانى فقد استقاه من الماركسية اللينينية؟
– أن حسن البنا، وربما كثيرون من أبناء جيله اعتبروا إلغاء الخلافة العثمانية نكبة على الإسلام والمسلمين، فأنشأوا جماعات وحركات فى الهند وإيران وآسيا الوسطى والشرق الأوسط، لإحياء الخلافة، وتوحيد دار الإسلام، من إندونيسيا شرقاً إلى نيجيريا غرباً. وكانت جماعة الإخوان المسلمين هى الأشهر بحكم وجودها فى مصر، ولأن مؤسسها حسن البنا قد استعان بمبدأين تنظيميين، استقى أحدهما من »الماسونية«، وهو »السرية«، عملاً بالحديث المأثور »استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان«. أما المبدأ الثانى فقد استقاه من الماركسية اللينينية، وهو القانون الحديدى للتنظيم »Iron Law of Organization«، وهو الذى يتدرب أعضاؤه على »السمع والطاعة العمياء« وهذا خطأ في الإعتقاد وخاصة بعد خوضهم العمل السياسي.. الأن كان عليهم ان يتخلوا عن هذه الأفكار ويعون أن قيادة الدولة تختلف عن قيادة الحزب وهذا ما غاب عنهم بل يُعد أحد برز الأسباب الرئيسية لسقوطهم لان من شروط العمل السياسي ان يكون العمل السياسي فوق كل الانتماءات ليكون الحاكم ابا للجميع بهدف كسب رضا الكثير اما اذا كان السياسي يكون خاضعا للاجندة الحزبية فسوف يفقد الكثير من تعاطف المواطن.. والإخوان هم في حاجة إلى (إعادة تأهيل نفسي وفكري وديني وعلمي) وقبل أن يشاركوا في العمل العام.. أي لابد من مراجعات فكرية مكثفة مع الأعضاء البارزين بالجماعات المتشددة ومنها الأخوان ومحاولة إشراك بعض علماء الأزهر وعلماء من هيئة كبار العلماء لكى تكون المراجعات ذات فائدة.مع معالجات نفسيات قد ويحتاج البعض إليها أيضا قبل أي خطوة للمصالحة الوطنية وتحتاج لأطباء ومعالجات اجتماعية واقتصادية قبل المصالحة الوطنية.. الأخوان لا يحتاجون لمراجعة فكرية كما حدث لأبرز منظري ذراعهم العسكري “القاعدة والتكفيريين فيها.. بل يحتاجون أيضاُ لمراجعة شاملة لفكرهم وتوجههم فالانغلاق الفكري للاخوان بسبب رؤيتهم للواقع رؤية أحادية لا موضوعية وهذه الرؤية خاضعة لافق معين محدود ضيق الافق، لا تستطيع ان تتفاعل مع الواقع السياسي والاجتماعي بموضوعية، بينما المفروض لاي مصلح اجتماعي ان تكون نظرته عامة حسب مقتضيات الواقع وهذا الكلام ينطبق حتى في المجال الفقهي، فالفقيه الذي يستطيع ان يجعل تفاعل بين النص والعقل والواقع سوف يمكن للفتوى ان تؤدي دورها الايجابي اما الفقيه الذي يقتصر فهمه على النص الشرعي ومنحصرا على الفهم الحرفي للنصوص مع الغاء دور العقل والواقع سوف نجد الفتاوى لا يمكن لها من معالجة الواقع، بل هي تزيد الواقع تعقيدا وهذا ما نجده عند الاخوان فهم قد زادوا الحالة الاجتماعية والسياسية تعقيدا مما سبب زيادة المشاكل والازمات في الساحة الاجتماعية والسياسية..
< تهديدات قيادات الاخوان العلنية على القنوات الفضائية باللجوء الى العنف في مصر واليمن وتصديره الى المملكة العربية السعودية اذا لم يتم اعادتهم الى السلطة في مصر وسيطرتهم على السلطة في اليمن.. كيف تنظرون الى تلك التهديدات التى تتزامن مع ما يقوم به تنظيم القاعدة في مصر واليمن؟
– لقد تحول تهديدهم بالفعل إلى ممارسة في مصر وخاصة في سيناء التي تحرك فيها ذراعهم العسكري القاعدة وقام بالاعتداء على رجال الأمن والوحدات العسكرية وممارسة كل أنواع الإرهاب من تفجير وقتل وترويع بمشاركة من حماس وبعض الفصائل الأخرى ومايحدث على منصة رابعة العدوية من خطاب تحريضي يقوده المرشد بديع وقيادات الأخوان الذي تسبب في نشر العنف والقتل في شوارع مصر ومحافظاتها وأما من ناحية تصديره للمملكة ودول الخليج فأن ذلك لا يعدو كونه فرقعة إعلامية وخطاباً تسويقياً مفضوحاً الهدف منه تحريك خلاياها النائمة وأذرعها وأنصارها في دول المنطقة ويبقى خطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله واضح في معانيه ورسالته مفادها أن الشعوب المخلصة لا تبيع ضمائرها وأوطانها للأوهام وقوله “» أن المملكة العربية السعودية لن تسمح أبدا بأن يستغل الدين لباسا يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة، متنطعين ومغالين” وقول القيادة حفظها الله أنها »لن تقبل إطلاقا وفي أي حال من الأحوال أن يخرج أحد في بلادنا ممتطيا أو منتميا لأحزاب ما أنزل الله بهامن سلطان، لا تقود إلا للنزاع« ثم أن شعوب المنطقة في الخليج مدركة خطورة الموقف وشديدة التمسك بقياداتها وحرصها مع قياداتها على تجنيب بلدانهم الفوضى والاستفادة من درس الربيع العربي وما آلت إليه الأوضاع فيها ولعلمهم الأكيد في المملكة أن قيادتهم حامين لحمى الدين الإسلام، مرشدين إلى هديه الكريم على بصيرة من الله.
< كيف تنظرون الى الخطاب الديني السياسي للاخوان ومشائخهم كالقرضاوي وبديع والزنداني الذين وصل بهم الامر الى حد التكفير واعلان الجهاد ضد من يخالفهم؟ وما خطورة ذلك على الوطن العربي والامة الاسلامية؟
– المفروض لاي مصلح شرعي أو اجتماعي ان تكون نظرته عامة حسب مقتضيات الواقع وهذا الكلام ينطبق حتى في المجال الفقهي فالفقيه الذي يستطيع ان يجعل تفاعل بين النص والعقل والواقع سوف يمكن للفتوى ان تؤدي دورها الايجابي.. اما الفقيه الذي يقتصر فهمه على النص الشرعي ومنحصرا على الفهم الحرفي للنصوص مع الغاء دور العقل والواقع لا يمكن أن تعالج المشاكل، بل هي تزيد الواقع تعقيدا وهذا ما نجده عند الإخوان كالقرضاوي وبديع والزنداني فهم قد زادوا الحالة الاجتماعية والسياسية تعقيدا مما سبب زيادة المشاكل والازمات في الساحة الاجتماعية والسياسية. وهناك تخلف بطبيعة الخطاب الاخواني فيتصف الخطاب عند الاخوان كونه خطابا تحريضيا خصوصا بعد سحب الثقة من مرسي حيث بدا واضحاً.. ومثل هكذا خطاب يزيد من الكراهية في المجتمع ويجعل قطيعة مع ابناء الوطن وان الكراهية والعداء تؤدي الى الاقتتال غالبا وهذا ما شاهدناه ونشاهده في بعض السلوكيات في المظاهرات من قبل الاخوان الذي وصل بهم الى قتل بعض المعارضين لهم مع العلم ان القتل لا بد ان يكون خطاً احمر مع أي خلاف ومع أي جهة معارضة لهم.. لانه يخالف التوجهات الدينية للاخوان ويخالف العقل والوجدان وما نشاهد اليوم ما يقوم به رموز الأخوان ومشايخهم من دعوات تحريضية لتأجيج الفتنة والنفخ فيها دافعهم الأول الحزبية شيء مؤسف ومحزن خاصة من قيادات دينية معروفة كالقرضاوي والزنداني فبدل من أن يجتهدوا في أصلاح الأمة والتقريب بينهم يسعون في التأليب والدعوة على الخروج على الحكام وولاة الأمر مصيبة كبيرة حينما يعبث في العقول من يدعي الإصلاح وهو لا يدري أنه بفعله وقوله أنما يخرق سفينة المجتمعات الإسلامية.. لقد هجر هؤلاء العلم الشرعي ودروس الفقه وتعليمه الناس وانشغلوا بالسياسة وهذا خطا كبير منهم أين هم من رجال الدين الكبار مثل بن باز وبن عثيمين رحمهم الله فقد ابتعدوا عن الخوض في مثل هذه الأمور التي لا يخوضها من العلماء إلاّ صاحب هوى لأن رجال الدين لا يحسنون السياسة في الغالب، فهم يقتحمونها بمنطق غير منطقها ولغة غير لغتها، فهم يتعاملون معها بمنطق الحق والباطل، الأبيض والأسود، لا بمنطق المصالح ولغة التوازنات.. لقد ضلل القرضاوي الأمة فترة من
الزمن وهو يمجد ثورة الخميني وحزب الله ثم تبين له لا حقاً صدق مواقف العلماء في السعودية وان ندمه وتراجعه وان الحق مع مشائخ المملكة والآن يسير في فلك تحريض الأخوان وتضليل البسطاء والدهماء بنفس الخطاب.. فهل سوف يأتي بغرق المركب وخرق السفينة وولوج الفتنة ليقول لقد كنت خاطئاً في تقديري ونظرتي للأمور.. يكفي رجل الدين أن يضل أتباعه دهراً، ثم يعتذر في لحظة لينتهي كل شيء وما هو الواجب على هؤلاء الأتباع أن يأخذوا من درسٍ كهذا؟