اخلاق حمار اخواني يمني !
عن الصحوة نت بقلم القيادي الاصلاحي الاخواني عبد الملك الشيباني (عذرا عن سوء اخلاق الشيباني )
كنت قد قرأت حكاية للأستاذ الداعية الكبير (عباس السيسي) رحمه الله تعالى طرفة دعوية وقعت له، وذلك أنه ذات مرة صدم بسيارته الصغيرة سيارة أخرى وكانت صدمة خفيفة، وكان هو المخطئ، وسرعان ما توقف صاحب السيارة وأخذ يشتم الأستاذ عباس قائلاً له: “يا حمار”، فرد عليه الأستاذ عباس على الفور: “أنا لستُ حماراً بل أنا (سيسي)”، والسيسي عند إخواننا المصريين يعنون به (الحمار الصغير)، وبلهجتنا في اليمن (صُعْبِي) أو (إكديش) أو ( عَفْو).
وتكرر قول الرجل للأستاذ عباس يا حمار عدة مرات والأستاذ عباس يرد عليه بكل هدوء: “يا ليت كنتُ حماراً فأنا (سيسي) صغير”، ثم عمد إلى بطاقته الشخصية وأخرجها له قائلاً: (إن كنتْ مش مصدق ها هي بطاقتي واسمي فيها “سيسي” صغير)، ولما قرأ الرجل البطاقة انفجر ضاحكاً، فقال له الأستاذ عباس: (صدَّقت با “باللهجة المصرية”).
ثم قال له: (أنت أعطيتني أكبر من حجمي، ثم أنا الغلطان)، ورغم أنَّ الصدمة كانت بسيطة جداً، وبلهجتنا في اليمن “دحشة” أضاف الأستاذ عباس قائلاً للرجل: (وأنا مستعد أتحمل أي تبعات لخطأي، فضلاً عن أسفي واعتذاري الشديد لشخصك الكريم على ما وقعتُ فيه من خطأ بحق شخصك الكريم)، وهنا كاد الرجل أن يجهش بالبكاء، وقال للأستاذ عباس: (باين عليك أنت من أولاد الحلال، بتوع ربنا، و…. إلخ، ونحو ذلك)، وقال في نهاية كلامه للأستاذ عباس: (المسألة بسيطة وأرجو أن تسامحني على سبك وقولي عنك أنك حمار… إلخ).
وأراد أن ينصرف، وهنا قال له الأستاذ عباس: (أنا لا أقبل اعتذارك إلا بشرط)، فقال: وما هو، قال: (أن تقبل استضافتي لشخصك الكريم للغداء عندي في منزلي)، فاعتذر الرجل ولكن الأستاذ عباس أصر على الدعوة فلباها الرجل نزولاً عند إصرار الأستاذ عباس.
ثم صار هذا الرجل من أعضاء الإخوان فيما بعد.
هذه باختصار الطرفة، وقد تذكرتها حينما اختار الرئيس (محمد مرسي) عبدالفتاح السيسي ليكون وزيراً للدفاع قبل حوالي عام، وظننتُ حينها أن عبدالفتاح السيسي ربما له قرابه بالأستاذ عباس السيسي رحمه الله تعالى، وظننتُ أن عبدالفتاح السيسي لذلك أنه ربما كان لديه بعض أخلاقيات ذاك العملاق، وعشتُ عاماً على هذا الوهم، ثم وقفتُ على حقيقته منذ أكثر من شهر، ويا لها من حقيقة مرعبة، فقد كشف عن شخصية لا تمت بصلة إلى عالم البشر ولا حتى إلى عالم الحيوان، فالحمير بريئة منه كل البراءة، وأخشى أن تخرج الحمير في مظاهرة تطالب السيسي بتغيير اسمه، لأنه قد أساء إليهم .
ورغم كل شيء فإنَّ حالي إزاء الأحداث في مصر وسوريا وغيرهما هو أنني إذا نظرتُ إلى عالم البشر رأيتُ نفقاً مظلماً لا نهاية له، وتلفني الكآبة بجلبابها المقيت، ولكنني سرعان ما أرفع رأسي نحو السماء فأرى النصر قادمٌ قادمٌ قادمٌ، وها هي بشائره وإرهاصاته تلوح في الأفق (ولكنكم تستعجلون).