لماذا تحشد روسيا قواتها على سواحل سوريا؟
أعلنت روسيا عن إرسال ثلاث سفن حربية إضافية إلى سواحل سوريا، لتنضم إلى عدد من السفن الأخرى المتواجدة في شرق البحر المتوسط، في وقت اعتبرت فيه موسكو أن التجربة الصاروخية، التي أجرتها إسرائيل قبل يومين، بمشاركة الولايات المتحدة، “إجراء غير مقبول.”
وأكد مسؤول عسكري رفيع في رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن طراد “موسكو”، وهو سفينة “أسطول البحر الأسود” الرئيسية، والذي يتواجد حالياً في المحيط الأطلسي، سيتم إرساله إلى “مكان محدد” في شرق المتوسط، في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري.
وأفاد المسؤول الروسي بأن سفينتين أخريين من أسطول البحر الأسود، وهما الزورق “إيفانوفيتش”، والسفينة “شتيل”، وكلاهما يحملان صواريخ مضادة للسفن، من طرازي “موسكيت” و”مالاخيت”، ستصلان أيضاً إلى منطقة الساحل السوري، في 29 من نفس الشهر.
ونقلت وكالة “نوفوستي” للأنباء عن المصدر ذاته أن السفينتين “إيفانوفيتش” و”شتيل” ستتوجهان إلى شرق المتوسط في مهمة لحراسة سفن إنزال روسية متواجدة في المنطقة، دون أن يفصح عن الغرض من إرسال طراد “موسكو” إلى السواحل السورية.
وتتوجه حالياً سفينتي الإنزال “نوفوشرسك”، التابعة لأسطول البحر الأسود، و”مينسك”، التابعة لأسطول بحر البلطيق، إلى شرق المتوسط، ترافقهما سفينة الاستطلاع “بريازوفييه”، في مهمة قال مصدر عسكري عن الهدف منها: “نريد أن نعرف ماذا يحدث في هذه المنطقة المحورية، التي توليها روسيا جل اهتمامها.”
وذكر المصدر أن سفينة الاستطلاع ستحل مكان سفينة أخرى تتواجد في البحر المتوسط، ضمن مجموعة الوحدات البحرية الروسية، التي يظل حجمها العددي كما هو بدون زيادة، وتابع بقوله: “لم تصدر أية أوامر بتكثيف شيء هناك، فيكفينا ما هو الموجود في البحر المتوسط اليوم، لنملك معلومات وافية عما يحدث.”
في الغضون، دعا نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنطونوف، القيادتين العسكريتين الأمريكية والإسرائيلية إلى “ضبط النفس، لدى اتخاذ خطوات قد تؤثر سلباً على الأمن العالمي والإقليمي”، في إشارة التجربة الصاروخية التي أجرتها الدولتان في البحر المتوسط، في الثالث من سبتمبر/ أيلول الجاري.
وقال المسؤول الروسي: “دار اليوم، خلال اللقاء مع الملحقين العسكريين الأمريكي والإسرائيلي، الحديث عن استحالة تنفيذ عمليات في حوض المتوسط، يمكن أن تؤثر سلباً على الأمن العالمي والإقليمي”، وأضاف أن “حوض البحر المتوسط لا يعتبر اليوم منطقة مناسبة لإجراء اختبارات صواريخ، مهما كانت وظيفتها.”
وفيما أشار أنطونوف، في تصريحات أوردتها وكالة “إنترفاكس”، إلى أن الولايات المتحدة نشرت “مجموعة كبيرة” من سفنها المزودة بمنظومات صواريخ قادرة على بلوغ الأراضي الروسية، فقد نبه إلى أن موسكو وواشنطن وقعتا اتفاقية عام 1988، للإنذار عن إطلاق الصواريخ، لتجنب اعتبار أي إطلاق اختباري “هجوماً صاروخياً.”