هادي جورباتشوف اليمن !!
علي الحميقاني *
تتشابه الاحداث والاشخاص في زمنين مختلفين وشعبين مختلفين , هناك كان جورباتشوف الرئيس الاخر لما كان يسمى بـ ” الاتحاد السوفياتي ” وهنا كان الرئيس وقد يكون الاخير لـ اليمن الموحد “الجمهورية اليمنية ” … هناك كانت الحرب الباردة من قبل المعسكر الراسمالي الذي تقوده امريكا وهناك كانت الازمة الاقتصادية التي حاصرة ذلك الاتحاد الذي كان يعد قوة توازن عسكرية وسياسية دولية على مدى عقود مضت وهنا كان ما يمسى بثورات الربيع العربي الذي تدعمه ايضا الدول الرأسمالية (أمريكا وأوروبا والأخون المسلمين ) او ما يسمى باليمن بالازمة السياسية والاقتصادية والرئيس والحكومة التوافقية واليمن المشلول ايضا.
هناك كان جورباتشوف الاشتراكي المعتدل وهنا كان ايضا الاشتراكي المعتدل عبدربه منصور هادي , هناك كانت حرب باردة تشن على الاتحاد السوفيتي من قبل المعسكر الرأسمالي (امريكا واوروبا الغربية ) التي عملت على تحطيم الاتحاد السوفيي سوى بالترهيب او بالترغيب , تحت وطأة ازمة اقتصادية وسياسية طاحنة , فتناثرة دويلات الاتحاد السوفيتي في جمهوريات ضعيفة الواحدة بعد الاخرى على يد جورباتشوف … فيما يشبه الى حد كبير ما يحصل في الوطن العربي اليوم تحت ما يسمى ثورات الربيع العربي التي اجتاحت ليبيا وتونس ومصر واليمن وسوريا , فتفككت انظمة وسلمت بلدان مثل ليبيا وتونس ومصر لحركة الاخوان المسلمين التي لم تقدر ان تحكم لمدة سنه واحدة في مصر لقلة الخبرة فضاعت تلك الدول في ازماتها ومشاكلها الى اليوم , وبدعم من امريكا وأوروبا وجماعة الاخوان المسلمين أيضا .
هنا في اليمن كان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي في الظل لمدة 17 سنة بعد ان انشق عن ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ابان حرب الانفصال عام 1994 وتحول الى وزير دفاع ثم نائب للرئيس ثم بمبادرة خليجية اصبح رائيس توافقي , ولكن كسلفه جروباتشوف الذي فكك الاتحاد السوفيتي , هادي تحول أيضا الى غول يفتك باليمن وبمساندة امريكية غربية خليجية ايضا !!
هادي انقلب على حزبه ويكاد ينقلب على المبادرة الخليجية التي جعلته رئيس توافقي لمدة عامين , من خلال مطالبه الملحة بالتمديد ومن خلال مهاجمته لرئيسه ورئيس حزبه وقد افصح عن ذلك من خلال مهاجمته الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كال له المديح عند تسليم السلطة له وفق المبادرة الخليجية , ولكن هادي تحول الى عدو واضح لرئيسيه السابقة ولحزبه المؤتمر الشعبي العام كما فعل جورباتشوف عندما انقلب على الاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي وشرذمه وانها من الوجود … هادي ايضا يدعم للانفصال من خلال الغائه للقوات الضاربه في الجيش اليمني فمنها من الغالها مثل الحرس الجمهوري والامن المركزي ومنها من حولها تحت امرته كقوات الصواريخ والقوات الجوية والقوات الخاصة وبضعة الوية من صفوت القوات المسلحة اليمنية , وقام بتقسيم اليمن الى سبع منطاق عسكرية كان للجنوبين نصيب الاسد فيها بل جعل من عدن تحت سيطرته العسكرية المباشرة من خلال قادة عسكريين جنوبيين في منطقتين عسكريتين مجاورتين لمدينة عدن من الشرق والشمال , كما يقوم في كل فرصه باقالة سياسي او عسكري شمالي ويحلل محله جنوب اخر من زمرته من حافظتي ابين وشبوه .
كما ان قوى وعلى راسها هادي شخصيا عملت على تحويل الحوار الوطني الذي يعتبر صلب المبادرة الخليجية , لايجاد صيغة سياسية ودستور مقبول لجميع الاطراف المتعاركة والمتحاربه في احزاب المشترك وشركائهم والمؤتمر وحلفائه , ولكن هادي وقوى خفيه في الداخل تعمل الى تدمير الوحدة اليمنية من خلال تحويل الحوار بين شمال وجنوب مع ان الحراك الانفصالي في الجنوب لم يشارك في التوقيع على المبادرة الخليجية , ولكن الرئيس الانتقالي عبدربه منصور “جورباتشوف اليمن يدفع الى الانفصال ” من خلال تحريض مندوبي الحراك والجنوب على طرح مزيد من الشروط و التي يعتبر الانفصال اقلها !!
في الداخل سياسيين شماليين وعسكريين حاقدين لا يعون ما يفعلون يريدون ان يدمروا الوحدة اليمنية نكاية بالرئيس السابق علي عبد الله صالح , وفي الخارج يقوم علي ناصر محمد بالتكتيك للانفصال من خلال تعاون مشترك مع هادي والبيض الذي يعتبر مجرد كمبارس لكي يبعد الانظار عما يدور في قصر هادي من مؤامرات ضد الوحدة اليمنية .
مركز قوة ثالث
هادي يدعم الانفصال من خلال انشائة الى مركز قوى “سياسي وعسكر ” والى الاعتماد على الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها بالمنطقة بالاضافة الى انشاء (قوة عسكرية خاص به ) , فقد استحوذ على القوة الضاربة بالجيش اليمني والقوات الجوية اليمنية ومن خلال قيادات جنوبية من عسكريين وسياسيين ومن خلال ارسال الاسلحة الى الحراك والمال ايضا عبر محمد علي احمد .
بيريسترويكا “هادي”
وكأن الرئيس عبدربه منصور هادي يتبنى او يقلد ” البيريسترويكا ” التي انتهجها سلفه الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف والذي كان حاول من خلاله اعادة بناء اقتصاد الاتحاد السوفيتي السابق وولكنها انتهت تلك السياسة وبمساعدة عوامل أخرى الى انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه الى عدة دول في عام 1991 م .
* رئيس تحرير البيضاء بر س