ذمار ذمار..يريم يريم2-2
* عبدالكريم الرازحي
كان مجنون ذمار –كما سبق وقلنا– سلاح دمار.
وكان أهالي مدينة ذمار يطلقونه باتجاه مدينة يريم وفي نفس الكان أهالي مدينة يريم يتصدون له ويعيدون توجيهه وتحويل مساره باتجاه مدينة ذمار.
وهكذا قضى المجنون عمره وهو يجري ويخبط ويبرطع، فلا هو وصل يريم ولا هو وصل ذمار.
وقيل إنه مات في الطريق وفي منتصف المسافة بين المدينتين.
حكاية مجنون ذمار هذه هي نفسها حكاية أحزابنا الحاكمة: اليمين منها واليسار.
تقول لها: يمين. تقول بعدك: يمين يمين.
تقول لها: يسار. تقول: يسار يسار.
تقول لها: اشتراكية. تقول: اشتراكية اشتراكية.
تقول لها: ديمقراطية. تقول: ديمقراطية ديمقراطية.
تقول لها: وحدة. تقول: وحدة وحدة.
تقول لها: انفصال. تقول: انفصال انفصال.
تقول لها: حرب. تقول: حرب حرب.
تقول لها: حراك. تقول: حراك حراك.
تقول لها: حوار. تقول: حوار حوار.
وهكذا مضى العمر وشعبنا يجري ويبرطع وراء أحزاب تجري وتبرطع وراء قادتها الملهمين..
فلا نحن وصلنا إلى اليسار ولا نحن وصلنا إلى اليمين
لا نحن وصلنا إلى الجنوب ولا نحن وصلنا إلى الشمال
لا نحن في حالة وحدة ولا نحن في حالة انفصال
لا نحن في حالة حرب ولا نحن في حالة سلم
ومن يتأمل وضعنا اليوم يخرج بنتيجة هي أن أحزابنا الحاكمة
أكثر جنونا من مجنون ذمار.
*اليمن اليوم