إعلان حرب… يقال له “التمديد”!

امين الوائلي

كانت الأوضاع والظروف, علاوة على الحق الدستوري والقانوني والانتخابي, تقتضي بقاء وإكمال الرئيس صالح لفترته الرئاسية الدستورية حتى 2014, ولكن باسم الثورة الشبابية الشعبية المشيخية الانقلابية العظمى قالوا ماشي… إرحل الآن الآن.

**
ثم كانت المبادرة والتسوية وانتخاب رئيس انتقالي توافقي.
اليوم يقال إن الضرورة تقتضي التمديد!!
**
الضرورة هذه صارت ممسحة أو شماعة بحسب الحاجة… اقتضت في الأولى الانقلاب على الضرورة الشرعية والشعبية والدستورية وتقتضي الآن التمديد من خارج الشرعية والشعبية والمبادرة والتسوية وآليتها المزمنة.
**
بالأحرى والأولى فإن الضرورة, ونص المبادرة والتسوية واتفاقية الانتقالية التوافقية المشهودة عربيا ودوليا تقتضي منع وتجريم التمديد ونقض للعهود والمواثيق وانقلاب آخر… على التسوية والمبادرة برمتها.
**
والإصرار على فرض رغبة فوقية وضرورة فوقية بالتمديد والتأبيد على رؤووس اليمنيين ورغما عن أنوفهم إرادتهم كفيل بنسف أشياء كثيرة واستعداء قطاع واسع من اليمنيين يتمسكون بنص وروح المبادرة واتفاق التسوية وما عداها برأيهم هو انقلاب واعتصاب بحكم القوة والفرض والاستقواء بالأجنبي.
**
من العبث والتخريب بمكان إرغام اليمنيين على:

-أولا.. على السكوت والتحمل وابتلاع المرارات والقهر والرفض.. كله من شانك يا تسوية وخلي الانتقالية تمر بسلام.

-وثانيا.. على تمرير المخالفات والانتهاكات اليومية لنص ولروح ولمقتضى التسوية الوفاقية وأن يصبح الرئيس وقراراته سلطة عليا فوق التسوية ولا تحتكم لشرعية سوى مزاج الرئيس وفرمانات سفراء لندن وواشنطن.

-وثالثا.. يراد إرغامهم على تقبل فكرة أن كل هذا العبث والفساد الشامل والأخونة والإقصاء والتمييز والتخريب سوف يستمر أو يجب أن يحصل على تمديد مفتوح… نزولا عند رغبة وضرورة مزاج المستثمرين الكبار ورعاتهم الكبار!
**
التعويل على فرض الأمر الواقع وإرغام الشارع والرأي العام على تقبل ما يملى عليه ورغم أنفه, حماقة أخرى تضاف في سجل حماقات سلطة “اللا وفاق”.
ويقترف حمقا وطيشا كبيرين من يتكفل بمحاولة إصمات الناس عن الرفض أو تجريمه أو توهم إمكانية القفز على إرادة ورأي وموقف الشارع الشعبي والقوى المنظمة وكأن شيئا ليس هنا ولم يكن!
**
“توليد التمديد” جار على قدم وساق وفي أكثر من اتجاه.
لم تعد القضية هي هذه. بل صارت القضية الآن موثوقة إلى.. ووثيقة الصلة بـ.. أسئلة تطال حيثيات ومعطيات القرارات والخطوات والخطط, لدى عصبة/ أو قل عصابة من الطباخين المعمرين والفراكين المحترفين الكبار لجهة اعتمادهم على تقديراتهم وأولوياتهم الخاصة وتعمدهم تجاهل وتغييب الرأي العام وإعدامه حتى كفرضية محتملة فيما يعكفون على تمرير طبخات فاسدة حتما سوف تلحق الضرر بالمحكومين وتضر بصحة الشعب الذي يحلو لحكام تحالف فبراير (2011, فبراير 2012) تجاهله والتعامل معه باستغباء.. كقاصر.. هم أوصياء عليه برعاية خارجية؟!
**
مخطئ من يظن بأن الشعب اليمني لا يجيد التألم بما يكفي ليدفق سيل الرفض الجارف في دروب وسكك فبراير 2014.
التمديد هو إعلان سرقة كبرى.. إعلان فجور وجور… وقل إن شئت إعلان حرب!

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *