مجلس النواب الاميركي يوجه صفعة لاوباما ويرفض التدخل في ليبيا
واسرع البيت الابيض للتعبير عن خيبة امله حتى وان لم يكن التصويت يحظى باي فرصة لوضع حد لعمليات القصف الاميركية في ليبيا التي تستمر منذ اكثر من ثلاثة اشهر.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “لقد خيب هذا التصويت املنا، نعتقد ان الوقت غير ملائم لتوجيه رسالة ملتبسة” في ما يتعلق بنوايا الولايات المتحدة، مضيفا ان “مصير القذافي بات واضحا والان الوقت ليس للتراخي”.
وهي المرة الاولى التي يرفض فيها مجلس النواب تحركا عسكريا منذ نيسان/ابريل 1999، عندما صوت بدون جدوى ضد تدخل الرئيس السابق بيل كلينتون في كوسوفو.
ويبدو ان غضب البرلمانيين الاميركيين يتوافق مع رغبة معمر القذافي الذي وجه اليهم قبل اسبوعين رسالة يشيد فيها ب”حكمتهم (…) في مناقشة هذه القضايا”.
وكان القذافي قال في الرسالة التي لم يوجهها الى اي زعيم محدد في الكونغرس، انه تابع ب”اهتمام كبير” المناقشات في الكونغرس حول المشاركة الاميركية في الهجوم الذي يشنه الحلف الاطلسي على قواته. واضاف في تلك الرسالة “نحن واثقون من ان التاريخ سيشهد على حكمة بلادكم في مناقشة هذه القضايا”.
ويفرض القانون مبدئيا على الادارة ان تطلب اذن الكونغرس للانخراط في “اعمال حربية” في الخارج. لكن ادارة اوباما اكدت انها تكتفي بتحرك الحلف الاطلسي بشكل محدود وان مفهوم “الاعمال الحربية” لا ينطبق على هذه الحالة.
ولعدم اقتناعهم بهذه الحجة صوت 70 من الحلفاء الديموقراطيين للرئيس اوباما مع الجمهوريين.
وتساءل الديمقراطي دنيس كوسينيش “أليس لدينا ما يكفي من الحروب؟” وقال زميله الديمقراطي جيرولد نادلر “ان الرئيس يتصرف كملك مطلق (الصلاحيات) وعلينا ان نضع حدا لذلك على الفور ان اردنا ان لا نصبح امبراطورية بدلا من جمهورية”.
وقال النائب الديمقراطي جون غارامندي انه “كان على الرئيس ان يعود الينا منذ البداية، وان يتيح للكونغرس ان يتحمل واجباته الدستورية”.
لكنه اضاف ان القوات الاميركية تتصرف بموجب تفويض الامم المتحدة “للدفاع ولحماية” المدنيين الليبيين، و”يتوجب علينا ان نعطي الرئيس القدرات الضرورية للقيام بهذا الواجب خلال فترة زمنية محدودة جدا”.
وقد وافق ثمانية جمهوريين فقط على النص. واكدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية ايليانا روس-ليتينن انها لا تريد اي انسحاب “خطر” من عمليات الحلف الاطلسي، لكنها انتقدت استراتيجية الادارة. ورفضت اعطاء “مباركة” المجلس ل”تدخل عسكري بلا نهاية مع اهداف محددة بغموض”.
وحذر زعيم الاقلية الديمقراطية ستيني هوير بدون جدوى زملاءه من مغبة رفض النص.
وقال “ان الرسالة التي ستوجه الى معمر القذافي، والى حلفائنا في الحلف الاطلسي وجميع دول العالم، هي ان اميركا لا تفي بكلامها لدى حلفائها”.
واظهر تصويت ثان ان النواب لا يملكون استراتيجية متماسكة لارغام الرئاسة على تغيير موقفها.
فقد رفض النواب بغالبية 238 صوتا مقابل 180 قرارا يمنع تمويل الضربات المباشرة في ليبيا. وهذا النص الذي اعده في الاصل الجمهوريون يشكل في الواقع موافقة مقنعة على التدخل لانه يجيز عمليات المساندة لتدخل الحلف الاطلسي.
واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان نتيجة التصويت تظهر ان التدخل يحظى بدعم الجانبين في الكونغرس.
وقالت للصحافيين “نحن بصدد تنفيذ خطة للنجاح في مهمتنا في ليبيا. انها على السكة ويجب تنفيذها بشكل جيد. ان الزمن والتاريخ يلعبان لصالحنا لكن فقط ان واصلنا الضغط”.