حكيما كما عهدناك عظيما كما عرفناك..
بقلم/ طه العامري
شكل ظهور فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله _ صدمة حقيقية لرموز الفتنة والقتل والإجرام , بالمقابل جاءا ظهوره في خطاب موجه لأبناء الشعب اليمني يشكل بالمقابل حالة دفع معنوي استثنائي على ضوء الظروف التي عاشها أتباع وأنصار فخامة الأخ الرئيس من حراس الشرعية الدستورية وانصارها وقيادة وكوادر المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني بعد هجمة إعلامية مرعبة وشرسة عاشها الجمع منذ وقع الحادث الإجرامي البشع والغير مسبوق حتى التاريخ ( الصهيوني) ناهيكم عن التاريخ اليمني والعربي / الإسلامي باستثناء ما شهدته مراحل عصر الخلافة الإسلامية الأولى والمتمثلة باغتيال الخليفة عمر بن الخطاب , والخليفة عثمان بن عفان , وبعدهم الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه , فيما واقعة رابعة حدثت من قبل القوات الصهيونية والتي استهدفت الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حركة ( حماس) لكن حتى هذه الجريمة لم تكون ببشاعة الجريمة التي ارتكبت في أول جمعة من رجب وفي أول أيام الأشهر الحرم التي حرم الله فيها الصيد , أي قتل الحيوان البرية , فيما حرم فيها عرب ( الجاهلية ) الثأر والقتال وبعدهم المسلمين إلا أن تعلق الأمر بمواجهة عدو خارجي أو صد غزوة عدائية , لكن هنا من ( حلل) كل الموبقات وأباح كل الوسائل الغير مشروعة للتعبير عن طمعه وجشعة للسلطة والتسلط لدرجة أننا وقبل ان نتفاجأ بجريمة استهداف جامع الرئاسة واستهداف فخامة الأخ الرئيس ومعه رؤساء مجلس النواب والشورى ومجلس الوزراء ونواب رئيس الوزراء وحشد من المسئولين وضباط وجنود , وفي وقت كان الكل خاشعين بين يدي الله سبحانه وتعالى يؤدون صلاة الجمعة ويهمون في السجود بعد ان فرغ في قراءة ما تيسر من آيات الله البينات ويقول أمام الجامع أنه وصل لقوله تعالى ( وينصرك الله نصرا عزيزا) حينها بحسب شهادة إمام المسجد لم يدري بما حدث إلا في اليوم الثالث في الوقت الذي كان هناك ثمة إمام مزعوم قد ( أزف البشرى لأتباعه بحدوث الانفجار قبل حدوث الانفجار بدقيقة وبضعة ثواني)فيما ( قناة الأفك والزور والفتنة ) كانت بدورها تبث خبرا عاجل عن الانفجار وتضيف أن ( القتال في داخل دار الرئاسة يجري من غرفة لغرفة) وهو ذات الخبر الذي بثته قناة( الجزيرة) وأضافت عليه ما وصفته ب( تمرد في أوساط الحرس الجمهوري) ..؟؟!!
معطيات مثيرة للشبهة وتجسد حقيقة العلاقة القائمة حتما بين هذه الوسائط الإعلامية والقائمين عليها والواقفين خلفها وبين مدبري الجريمة وأبطالها ممن سقطوا في مستنقع العمالة والارتهان وتجردوا من كل القيم والأخلاقيات ..!!
بيد اننا وخلال قرابة شهر وبضعة أيام ظلينا نتابع خطاب الأفك والشائعات الرخيصة التي يسوقها من في قلوبهم مرض ممن باعوا أنفسهم للشيطان بل ولمن هو أسوى من الشيطان على اعتبار أن ( للشيطان ) قضية وأنه يخاف الله وأنه في الأخير يعود لربه ويعترف بهذا الرب ويخافه ويستغفره لكن هنا من لا يدرك ولا يعترف بأخطائه وحماقته ولا يعطي بالا لجرائم يرتكبها بل ويرى انه بارتكابه لهذه الجرائم ( بطل ومناضل ) ولا تثريب عليه فيما فعل وأن كانت أفعاله قد تجاوزت أفعال الشيطان مكرا وخداعا وغدرا بل أقول جازما أن ( الشيطان) يعد مجرد تلميذ مبتدئ لدى هؤلاء القتلة الذين أبشع من جرائمهم ما يبررون به هذه الجرائم وما يتفوهون فيه من الفاظ وخطاب يستحيل ان يتقبله ما غادر الحياء وجهه وذاكرته فكيف لهؤلاء الذين يسعون ومن خلال كل هذه الوسائل والاساليب الهمجية والقذرة ان يتسلموا السلطة ويحكموا الشعب ..؟ واي شعب حر سيقبل هؤلاء ليكونوا حكاما له ومسئولين عليه وعلى وطن ومنجزات وتحولات أن كان هؤلاء لم يأتمنوا على دين الله الذي تجاوزوا كل نصوصه وتعاليمه ونواهيه وذهبوا بعيدا في تفسير الدين وبما يتسق مع اطماعهم ورغباتهم ومصالحهم الذاتية الرخيصة ..؟!!
بيد ان كل الشائعات التي تم تسويقها وبثها عبر مختلف الوسائط الإعلامية والشبكة العنكبوتية والتي حملت في أقل توصيف يمكن أن توصف بها تلك الشائعات أنها صدرت عن ناس تجردوا من أبسط القيم والأخلاقيات الإنسانية ناهيكم أن هؤلاء محسوبين على الوطن اليمني وهم جزء من هذا الشعب وكانوا حتى الأمس القريب يسبحون بحمد النظام ويتسابقون على ( موائد وولائم فخامة الأخ الرئيس ) ولم يكونوا يأتوا فقط تلبية لدعوة وحسب بل كانوا يحملون ( ملفاتهم) المليئة بالأوراق الجاهزة وفي كل ورقة هناك ( طلب ) أو ( حاجة) ولم يكون فخامة الأخ الرئيس يرد أيا من هؤلاء خائبا او مكسورا بل كان يلبي طلبات الجميع ولم تكون الطلبات ذات طابع وطني أو متصلة بهموم ومعاناة العامة ولا فيها مقترحات أو حلول بل كل هذه الطلبات كانت ( ذاتية وحزبية) ومتعلقة بتحسين أوضاع رموز المسميات ( الحزبية) وقيادتها الفوقية ومتصلة بمتطلبات ( خاصة) لرموز المعارضة واولادهم وبناتهم وأحفادهم واقربائهم والمحسوبين عليهم ومن يندرج في سياق القرابة والمؤلفة قلوبهم في قائمة رموز المعارضة , وبعيدا عن هذا اعود واقول , عاش هذا الشعب على مدار قرابة اربعون يوما في قلق وتوجس ورعب وغيض يسعى لمعرفة حال واوضاع رموزه الوطنية والسيادية وفي المقدمة فخامة الأخ الرئيس , في المقابل كانت هناك احتفالات تقام بصورة يومية وشائعات تسوق واخبار إعلامية تفبرك وفتاوى تطلق وتصريحات تؤكد والكل من هؤلاء أجزم يقينا بالنهاية لكل رموز الدولة والوطن وبطريقة فجة ومجبولة بكل قيم ( الشماتة والانحطاط) ايضا ..؟
ليأتي في النهاية ظهور فخامة الأخ الرئيس بمثابة ( الصاعقة) التي حلت على هؤلاء فراحوا وبطريقة درامية تفتقد حتى لبقايا مشاعر ( حيوانية) يحاولون ( التقليل ) من هذا الظهور ويمنوا انفسهم بالنجاح بل وذهب بعضهم للتأكيد على أن الصورة التي ظهر بها فخامة الأخ الرئيس دليل على نجاح ما تسمى ( الثورة) وبالتالي لا بد من ( نقل فوري للسلطة) ومثل هؤلاء البشر أعمى الله عقولهم وقلوبهم وابصارهم وهم من قال فيه سبحانه وتعالى ( أن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) ..!!
بدليل لم يستوعب هؤلاء وأمثالهم العبرة والحكمة من ظهور فخامة الأخ الرئيس وبهذه الصورة التي ظهر فيها والتي حملت أكثر من رسالة هامة للداخل والخارج ودون أن تغفل هذه الرسالة الراهن الوطني بتبعاته والمستقبل اليمني بتطلعاته وما يجب ان يكون عليه هذا المستقبل , لم يدرك بعضهم عن ( جهالة او عن تجاهل) العبرة والحكمة التي تجسدت في خطاب فخامة الأخ الرئيس حفظه الله والتي يمكن تخليصها ببساطة وسهولة وهي أنها جسدت الروح الوطنية الصادقة لدى هذا القائد الذي بنى الوطن وشيدا منجزاته بالجهد والعرق والدم والتضحيات وبالتالي كان حرصه الوطني وكانت هويته الوطنية وكان انتمائه الأصيل دافعا لظهوره بثقة وشجاعة وبوعي مسئول وحكيم ليخاطب شعبه ويخاطب من يصفون أنفسهم بخصومه ويخاطب كل العالم الشقيق فيهم والصديق وليقول وبتلك الهيئة التي ظهر بها للجميع أنه لا يزال القائد ولا يزل الراعي والحارس لمنجزات شعب وسيادة وطن , ظهر ليقول أن الجرائم أيا كانت بشاعتها لن تثنينا ولن ترعبنا عن تأدية مهامنا الوطنية ورسالتنا الحضارية , ظهر ليقول للمتآمرين ها آنا فقد احبط الله كيدكم وهزم مخططاتكم وأفشل أحقادكم , ومن ولاه الله الأمر لن يقهره سكان الأرض ولن يحبطوا عمله الذي يستمده من إرادة الله ورضاء شعب وأحلام وتطلعات وطن..
لقد ظهر فخامة الأخ الرئيس بوجهه الذي حمل ( معاناة وطن) وجسدا من خلال أثار الجريمة واقع الخارطة اليمنية التي ارتسمت على وجه فخامته وبالتالي لم يكون وجه فخامته غريبا علينا ونحن نعيش معه معترك ( الأزمة _الفتنة) منذ بدايتها وبالتالي فأننا في سياق الأزمة الوطنية وبما نعرف عن علاقة فخامة الأخ الرئيس بالوطن وأنه هو ورفاق دربه من اركان الدولة اليمنية ممن قدموا التضحيات والجهود ليصنعوا مكانة هذا الوطن وانجزوا تحولاته الحضارية ونقلوا اليمن الأرض والإنسان من مربعات الفقر والتخلف والتناحر والتمزق والاحتراب ليصبح بما هو عليه اليوم لدرجة أن ( الجبناء) الذين تواروا عن الأنظار ذات يوم هروبا من السلطة وخوفا وخشية منها نجدهم اليوم في طليعة من يتسابقوا عليها بعد أن جعلها فخامة الأخ ( مغنما) بعد أن كانت ( مغرما) ومع ذلك لا تزل السلطة بنظر فخامته ( مغرما) بوجود طابور الانتهازين والمنتفعين الذين يريدون السلطة بمعزل عن تبعاتها , ولكل ما سلف فأن الصورة التي ظهرا بها فخامة الأخ الرئيس وهو يلقي خطابه التاريخي والاستثنائي من مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض , أقول أن تلك الصورة عكست في تجاعيدها وأثارها حال اليمن التي ليس هناك من هو احرص من فخامة الأخ الرئيس عليها وأن أدعى البعض زورا وكذبا وتظليلا .. هذا بالنسبة لما يتصل بالسياق السياق السياسي , لكن في بعدها الوجداني والروحي وفي سياق العلاقة الوجدانية التي تربط القائد بالشعب والوطن ونيابة عن كل شرفاء الوطن فاني _ شخصيا_ ومعي الملاين من ابناء هذا الشعب شاهدنا رئيسنا وقائدنا ومعلمنا وحكيمنا أجمل من ( نبي الله يوسف) فالصورة التي ظهرا بها ليست جميلة ومشرقة وحسب بل وتحمل اوسمة المجد والخلود والشجاعة والشهامة والثقة والاقتدار فكان فخامة الأخ الرئيس بظهوره وبتلك الصورة قد تفوق على زعيمين عربين عرفاء بالشجاعة وهما الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر والرئيس الشهيد صدام حسين , الأول حين تحمل مسئولية نكسة ( 1967) والثاني حين ظهرا بتلك الصورة حين القبض عليه فكانت ثقته وهامته المرفوعة ولغة خطابه أبلغ تعبير عن كبرياء لا ينكسر , وأن كان الزعيمان العربيان قد فرضت عليهما الاحداث بالظهور ( قسريا) لمواجهة الرأي العام فأن فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح _ حفظه الله_ لم يجبر على الظهور بل ظهر طواعية ليقول ها أنا لكل أبناء الوطن والعالم وبثقة الواثق المقتدر والحكيم الذي لا تربكه الأحداث ولا تخذله جسامتها فخاطب بهذه الثقة شعبه بما فيهم أولئك الذين مرقوا وشذوا عن الطريق المستقيم وبلغة الحكيم الواثق والحصيف المدرك والخبير الماهر والسياسي الذي يعرف مسارات وطنه , بكل هذا خاطب فخامته أبناء شعبه بما فيهم ( خصومه) فكان نموذجا للمحب والحكيم والمتسامح والرجل العظيم والزعيم الاستثنائي الذي تجسدت عظمته في دعوته للحوار والذي الذي لم ينفض بعد عن جسده غبار الجريمة البشعة التي اهتز لها عرش الرحمن وجفلت من هولها قلوب المؤمنين ..
وأن كان هناك من قطع ( الحوار) وبره بقصف منزل ( الشيخ) فان حكمة العظيم دفعته ليدعوا للحوار وقد قصف جامع الرئاسة وفيه رئيس الدولة ورموز وأركان الدولة وفي لحظة الكل فيها كان خاشعا لله , ولا اعتقد أن منزل الشيخ أهم واقدس من الجامع ولا الشيخ بكله أهم لليمن من رئيس اليمن ومن أركان ورموز الدولة في التعبير السيادي _ المجازي_ ناهيكم أن هذا الشيخ مارق وخارج على القانون وقد جاءا قصف منزله ردا على محاولة رجاله احتلال وزارة سيادية مهمة والعبث بها ونهب ممتلكاتها ..!!
لكن العظماء وحدهم يصنعون التاريخ واليمن لم تعرف من هو أعظم وأحكم وانبل من فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح _ حفظه الله_ الذي انقذه الله من موت محقق رحمة بهذا الشعب من ان تسيطر على مقدراته عصابات لا تعرف حتى أبسط القيم والأخلاقيات ولم تعرف قيم وأخلاقيات الإسلام والقبيلة والإنسانية .. لذا فأن الفرق بين فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وهؤلاء يكمن في عظمة الرئيس وحكمته ونبل مقاصده وتسامحه واصالة مواقفه المعبرة والمجسدة لأصالة هويته الحميرية حيث منبع الإصالة والشهامة والكرم والجود والفعل العظيم , وبين أناس لم يعرفوا بعد أدب الحوار ولغة التخاطب فما بالكم بالحكم والإدارة والبناء وصناعة التاريخ وتشكيل مستقبل الوطن والأجيال ..
دمت لنا سيدي فخامة الرئيس علي عبد الله صالح زعيما حكيما وربان لسفينة نضالنا الحضاري ومرشدا ومعلما للأجيال وليخسئ الخاسئون الذين باعوا انفسهم بثمن بخس والذين فاقوا الشيطان مكرا وخداعا ورجسا .. ستعود سيدي لنا أبنا الشعب الذي حلمنا بطلتك على التلفاز وحلمنا بصوتك ومنحتنا ظهرتك المباركة دفعا لديمومة من صمود لا يبلى ولا يفتر حتى ينصر الحق على الباطل وتنتصر الإرادة الوطنية الحرة الأبية على كل مؤامرات المتآمرين ..
ستعود مكلل بأوسمة حبنا ونياشين مجد لن يندثر ولن تخطفه ( غربان ) التآمر فانت الذي صنعت مجدا ونحن معكل سنظل حراسا لهذا المجد ..