توكل كرمان.. طيرى انت


حنان شومان

قبل عام 2011 لو كنت سألت أى عابر سبيل من أشهر امرأة يمنية تعرفها ربما كان نظر للسماء مبحلقا وقال لا أعرف امرأة يمنية شهيرة، أما لو كان صاحب نصيب من بعض الثقافة العامة ربما سيقول لك إن أشهر يمنية هى بلقيس ملكة سبأ،


ولكن بعد 2011 أى بعد أحداث الثورة المصرية الأولى فى يناير تردد اسم توكل كرمان على مواقع التواصل الاجتماعى فى اليمن، ومنها إلى بقية العالم لمناهضة القبض عليها يوم 23 يناير 2011 بتهمة تكدير الأمن العام مما دفع السلطات اليمنية للإفراج عنها بعد يوم واحد من القبض عليها، فصار اسمها معروفا لكثير من الشباب خاصة فى العالم العربى الذى يموج بالثورة ضد كل سلطة، فكانت كرمان بالنسبة لهم نموذجا من نماذج الثورة وربما لم يسأل الكثيرون عمن تكون كرمان فقد اكتفوا بالمعلومات التى قالت عنها إنها صحفية يمنية شابة ترأس منظمة صحفيات بلا قيود، وأنها ذات تاريخ فى النضال ضد سلطة على عبدالله الصالح رغم صغر سنها، وكان فى هذه المعلومات الكفاية ليراها كثير من الشباب نموذجا رائعا ثوريا يحتذى به، ثم جاء ترشيحها لجائزة نوبل للسلام كواحدة من رموز الربيع العربى، كما أطلق عليه الغرب، وفوزها ليدشن اسمها فى عقل وقلب كثير من الشباب العربى مكتفيا بما يعرف عنها من معلومات، فيكفيهم أحيانا أنها أول وأصغر عربية حاصلة على جائزة نوبل.

ولكن منذ أيام خرجت على المصريين توكل كرمان عبر حسابها الشخصى على تويتر لتعلن أنها فى طريقها لاعتصام رابعة العدوية وراحت تهاجم الجيش المصرى وأغلب الشعب الذى يؤيد جيشه، وكلما تم القبض على أحد رموز الجماعة أو رفقائهم كعصام سلطان وأبوالعلا ماضى صرخت، وتولول الست كرمان على إهدار الحرية والديمقراطية، فمتى وكيف وصلت كرمان إلى مصر وذهبت تؤيد اعتصاما إرهابيا ضد القانون ومن تكون تلك الكرمان التى تستعدى جيش مصر؟ لا أعرف للسؤال الأول أو الثانى إجابة، ولكنى أعرف من تكون توكل كرمان، فهى ابنة عبدالسلام كرمان سياسى يمنى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين الدولية وفرعها فى صنعاء، وقد ولدت عام 1979 وتخرجت فى كلية التجارة بصنعاء ثم حصلت على دبلوم علم النفس التربوى ثم انتقلت للولايات المتحدة لتحصل على دراسة فى الصحافة الاستقصائية وعادت إلى صنعاء لترأس منظمة صحفيات بلا قيود وعديد من الهيئات والنقابات، وهى عضو مجلس الشورى فى حزب التجمع اليمنى للإصلاح الذراع السياسية لفرع جماعة الإخوان المسلمين فى اليمن أى أنها عضو فى مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، وكل هذه المعلومات للحق لا تدينها بقدر ما تنم عن انتمائها للجماعة الدولية.

وقد اختارتها مجلة التايم الأمريكية أكثر نساء العالم فى التاريخ ثورية وللحق هو لقب مبالغ فيه بشدة فماذا عن مئات بل آلاف من النساء فى التاريخ تعرضن للتعذيب والمطاردة والإعدام وأقلهم مثالا فى التاريخ العربى الحديث الجزائرية العظيمة جميلة بوحريد، ولكن مجلة التايم وإختياراتها عادة لها علاقة مباشرة لا مواربة فيها مع الإعلام الصهيونى والعلاقات الإسرائيلية فهذه المجلة وهذا الإعلام لا يختار شخصيات بنزاهة كما يتصور البعض، بل يختار الشخصيات التى يضع عليها الضوء بناء على كثير من التوازنات الصهيوأمريكية، وإلا فكيف يعتبر أن سيدة سجنت ليوم واحد فقط ولم يتم تعذيبها أو نفيها أو مطاردتها كأكثر نموذج ثورى ليس للعام ولكن فى التاريخ.. يا سلام.

وعموما بغض النظر عن الألقاب والتكريمات الغربية التى صرنا على يقين أنها ليست لوجه الله والأوطان، فلتكن توكل كرمان بلقيس اليمن أو سيدة الثورة اليمنية أو المجاهدة أو أى شىء فهذا لا يضيرنا أو يزعلنا، بل بالعكس سنفرح لها ونزغرد كمان ولكن أن تأتى السيدة ضيفة على مصر فى وقت حساس وملتبس ونحن نواجه إرهاب جماعة يرفضها أغلب الشعب كحاكمة أو حتى كجزء من النسيج الوطنى، وتعلن أنها تنضم لاعتصامهم المشبوه وتولول حين يتم القبض على عصام سلطان وهو متهم باتهامات كثيرة وتوجه الشتائم واتهامات الخيانة للجيش المصرى، فهنا نقول لها لأ يا ست كرمان طيرى أنت، اجمعى أشياءك وارحلى أنت ومن على شاكلتك فالمشرحة مش ناقصة قتلى، وهل صارت أرض مصر مستباحة من كل إرهابى عابر سبيل، حيث فتحها مرسى على البحرى وها هم أعضاء الجماعة الدولية التى تشبه المافيا تهل علينا؟

السيدة توكل كرمان من حقك أن تتحزبى لفكرة، لجماعة حتى لو كالإخوان المسلمين إرهابية مخربة، من حقك أن تفعلى باليمن بلدك ما تريدين أعان الله أهلها على من هم على شاكلتك، من حقك أن تقيمى علاقات مع أشهر الشخصيات الإسرائيلية الصهيونية فى العالم وتجتمعى بهم حيثما شئت وفى أى مكان، كل هذا من حقك أنت ومن حق أبناء بلدك محاكمتك أو الرضا بك، ولكن ما يخص بلدى وجيشى وأمنى فأنت لا يحق لك إلا أن تغلقى فمك وتكفى.

*اليوم السابع

 

مشاهدات: 475   

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *