بنت كرمان.. وإخوانها وأخواتها
نشوى الحوفي
فجأة قررت بنت كرمان اليمنية ترك بلادها وراء ظهرها، والتخلى عن بيتها وأبنائها وحكم اليمن السعيد -الذى لا زال غارقاً فى القات وخدره اللعين وكأن ثورة لم تقم لديهم- لتأتى إلى مصر معلنة الجهاد مع إخوانها وأخواتها من على منصة رابعة العدوية،
ها هى تسرسع بصوتها الذى يذكرنى بفحيح الأفاعى، تحاول إيقاظ الحماسة التى فقدت معناها بين معتصمين يعلمون كذب قادتهم عليهم اليوم تلو الآخر ولكنهم يُمنون أنفسهم بأن مرسيهم قد يعود. هلمى يا بنت كرمان «سرسعى وسرسعى» واكشفى عن وجهك يا ابنة إخوان اليمن، عفواً أو ليس أبوك هو عبدالسلام كرمان الإخوانى العتيد الذى أورثك علاقاته بالأمريكان، فبت مسئولة عن إحدى المنظمات التى تتدرب وتحصل على المعونات من خزانة العم سام؟ يا الله على هذه الحياة التى تمنحنا بين الحين والآخر فرصة تجميع قطع البازل الصغيرة لندرك أن الصورة فى النهاية دوماً، يظهر بها وجه والى عكا القبيح الخائن العميل، وهكذا هى توكل كرمان التى لفتت الأنظار لها فى ثورة اليمن لا بجهادها ولكن بظهورها الدائم على شاشات التلفاز، تقدم نفسها كثورية مناضلة تحشد وتحتفل بثورة لم تنجح سوى فى إزاحة على عبدالله صالح. وتندهش حينما يتم ترشيح الأخت كرمان لنيل جائزة نوبل ومعها أسماء محفوظ وإسراء عبدالفتاح المصريتان!! أصدقكم القول أننى يومها فقدت ثقتى فى تلك الجائزة وما عادت تعنينى لا من قريب ولا من بعيد. وتكمل اليمنية المعجزة خطواتها المناضلة، فتحصل -هكذا بقدرة قادر- على جواز سفر تركى يتيح لها الدخول والخروج كمواطنة أينما ووقتما شاءت، ثم تصبح الولايات المتحدة الوطن الثانى «لميسز توكل» فتراها فى لقطات مع كبار الشخصيات الأمريكية، وتمنحها مجلة «التايم» الأمريكية المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية فى التاريخ!!! يا لهوى!!! وكأن ميسز توكل قد منحت يمنها التعيس، يا ولداه، الحرية والديمقراطية!! والحقيقة أنه ما زال قابعاً فى فقره وقاته، غارقاً فى الإرهاب وسيظل، طالما فيه أشباه ابنة كرمان. لا تعنينى تلك المرأة فى قليل أو كثير فهى كمن تنتمى لهم بلا عهد ولا دين سوى المصلحة الخاصة بهم. ولكن ما يعنينى هو بلادنا التى أدرك حجم ما تمر به من مؤامرات أجهزة المخابرات فى عواصم ألمانيا وأمريكا وجينيف ولندن -ميسز توكل إحداها- فى محاولة لجرها للسقوط فى مستنقع الإخوان ومؤيديهم، بأموال تُساق مباشرة لمنصة رابعة عبر وسطاء فى القاهرة تارة، ورسم خطط شل الطرق وقطعها ومهاجمة قوات الشرطة والمدنيين تارة أخرى، بهدف الضغط على الجيش واستفزازه وإحراج موقفه أمام المجتمع الدولى، وهو بعد صامت رابط الجأش رغم تفويض الملايين له بالتصرف واتخاذ اللازم. أثق فى قيادات الجيش وامتلاكهم لاستراتيجية التوقيت ومحاولتهم إثبات أنه ليس البادئ بالاعتداء، فى محاولة لكسب تأييد الغرب وتهدئة الموقف الدولى المتأجج بعد سقوط مرسى، أول جاسوس مدنى منتخب، وتداعيات ذلك على خططهم للمنطقة كلها، ولكن صدقونى يا سادة.. فلن ترضى عنكم أمريكا والغرب حتى تتبعوا ملّتهم، وتكونوا خادمين لهم ولخططهم، فاتخذوا قراراتكم دون تردد فأنتم تملكون تفويضاً شعبياً سطرته الملايين بحناجرها التى دوت فى أرجاء مصر، تردد نشيدها الوطنى مترنماً مع صوت أجراس كنائسها وأذان مغربها، دافعوا عن سيادة بلادكم فأنتم الأعلون لأنكم تمتلكون الحق والأرض والتاريخ، ومن قبلها تأييد الشعب. احسموا أمركم قبل أن تجدوا أنفسكم فى دائرة التدويل التى يجرنا لها الغرب المتآمر بمساعدة أعوانه من الإخوان وأشباه توكل كرمان وهم فى بلادنا كُثرُ، فلا تصغوا إليهم ولا لدعواتهم الخبيثة بالتريث بدعوى أن المعتصمين فى رابعة والنهضة سلميون، وهو محض افتراء. واصلوا ما بدأناه بقوة واطلبوا المجد على الأرض، فإن هى ضاقت فاطلبوه فى السماء.