لماذا لا يريدون انتخابات باليمن؟!

 بقلم / عبد الحفيظ النهاري
سُئلت من قبل إحدى وسائل الإعلام الخارجية.. لماذا تعتصم كتلة أحزاب اللقاء المشترك في البرلمان ؟ قلت: لأنها لا تريد انتخابات ؟ قيل لي: ولكن لماذا لا تريد انتخابات ؟ قلت: اسألوهم لماذا لا يريدون انتخابات.. واتصالاً بالجواب.. يظل من الغريب أن ترفض أحزاب معارضة الانتخابات، وهي تطمح للمشاركة في السلطة، لتبدو بدائلها الأخرى غير واضحة وغير آمنة بل خطرة.

“اللقاء المشترك” لا يريد انتخابات لكنه غير قادر على قولها للجماهير.. هم يقولونها بطرق غير مباشرة هرباً من استهجان الجماهير لهذه الرغبة التي لا تتصل بمصلحة واستحقاقات الشعب.
ليس ذلك فحسب،بل إن الشعار الجديد في بيانهم الصادر الإثنين الماضي ،يتحدث عن المشاركة في السلطة والثروة.. وهذا جديد ..أقصد حكاية “الثروة” .
كنت أقول مازحاً لأحد زملائي الصحفيين: لقد سرقوا شعار حزب “رابطة أبناء اليمن” في مؤتمره الأخير، وسرقوا حقهم في الملكية الفكرية للشعار.
لكن دعونا نناقش بجدية فكرة المشاركة في السلطة والثروة .. المشترك لا يريد انتخابات .. بل يريد المشاركة في السلطة والثروة .. ولكن كيف ؟
أليست المرجعية الانتخابية هي الوسيلة التي تحقق التداول السلمي للسلطة،وإعادة توزيع السلطة والثروة؟
حتى الآن ليس أمام البشرية تجربة بديلة للانتخابات كوسيلة لإعادة توزيع السلطة والثروة؟
واليمن قد جرب كل طرق العنف الأخرى والصراع حول توزيع المصالح أو التعبير عن الذوات الحزبية والقبلية والعشائرية والمناطقية.
ولكن لماذا يبحث المشترك عن مشاركة في السلطة والثروة خارج العملية الانتخابية؟ دعونا نسأله: كيف ستتم المشاركة في السلطة والثروة خارج العملية الديمقراطية والآلية الانتخابية؟
وإذا كان المشترك يقصد في تعبيره تقاسم السلطة والثروة خارج العملية الديمقراطية، فلماذا لم يكن إيجابياً وحريصاً على الوصول إلى اتفاقات خلال الفترة الماضية تساعده على إحراز بعض مصالحه الحزبية قبل الخوض في الانتخابات ؟
ألم يكن عرض حكومة وحدة وطنية قبل وأثناء وبعد الانتخابات يحقق بعض طموح المعارضة في اقتسام السلطة والثروة؟
هذا إذا حيدنا الشعب صاحب المصلحة الحقيقية من الديمقراطية مؤقتاً.. ولكن هل ذلك ممكن ؟ أو أخلاقي؟
والآن وقد حسم المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي خياراته لصالح الشعب صاحب المصلحة الحقيقية من الممارسة الانتخابية.. وصاحب المصلحة من المؤسسات الدستورية والقانونية والمرجعيات الديمقراطية التي تحمي مكاسبه من الأهواء والرغبات غير الديمقراطية .. ما ذا تُبيّت أحزاب المشترك من بدائل للتعبير عن رغباتها غير الديمقراطية؟؟
هل تريد جر البلاد إلى الفوضى من جديد ؟
وهل الفوضى ما ينقص البلاد ؟ وهل هذا هو الثمرة الوحيدة والهدية التي تقدمها المعارضة للشعب بمناسبة العام الجديد ؟
وهل أفلست إلى هذه الدرجة في التعبير عن مصالح الشعب ؟ وهل أصابها العمى إلى درجة الإصرار على جر البلاد إلى المجهول؟
وأخيراً.. هل أسقطت أحزاب اللقاء المشترك من حسابها أن هناك أغلبية جماهيرية تحرص على ممارسة حقها في الانتخابات وفي التعبير عن مصالحها؟ وأن هذه الأغلبية سوف تهب لحماية حقوقها ومكاسبها الديمقراطية؟
وهل يمكن أن تترك الجماهير حقها الديمقراطي مختطفاً بيد حزب أو أحزاب تحاول مصادرته أو تسخيره لمصالحها الأنانية خارج المصلحة العليا للوطن وجر الوطن إلى المجهول وتعريض مستقبله للخطر؟

 

 

 

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *