القذافي : هناك مؤامرة للسيطرة على النفط الليبي والقاعدة تهاجم الكتائب الأمنية

بعد مرور 14 يوما على موجة الاحتجاجات الشعبية العنيفة التي تشهدها ليبيا ضد نظام حكم الزعيم معمر القذافي، جدد الزعيم الليبي الاربعاء التأكيد على انه لايملك سلطة ولاحكم في بلاده ، مشددا على ان الشعب الليبي هو الحاكم.


وقال القذافي خلال مشاركته اليوم في الاحتفال السنوي بما يسمى”اعلان قيام سلطة الشعب”  ” ليس لنا علاقة بالسلطة اطلاقا نحن قمنا بالثورة ومنذ عام 1977 سلمت السلطة للشعب الليبي والشعب هو المسئول عن السلطة”.

وشدد القذافي على انه “لايوجد نظام او رئيس او حكومة او سلطة”،مضيفا”نحن نضع اصابعنا في اعين من يشكك في سلطة الشعب”.

واضاف “اريد ان أذكر العالم بانه تم تحويل الجمهورية الى جماهيرية اي يحكمها الجماهير”، والشعب الليبي يمارس سلطته عبر المؤتمرات الشعبية.

واضاف القذافي ان أي قانون تصدره المؤتمرات الشعبية ويوقع عليه المؤتمر الشعبي العام يصبح نافذ المفعول ولا يسمح برسم سياسة ليبيا الخارجية الا بعد اللجوء الى المؤتمر الشعبي، مشيرا الى “ان الشباب من سن الرشد فيما فوق شريكون في اللجان الشعبية التي تحكم ليبيا”.

وتحدث القذافي عن انه لم يكن سوى مرجعية او رمز يستأنس به الشعب دون استخدام نفوذه الادبي او شرعيته الثورية لممارسة أي سلطة ، مؤكدا على حرية الشعب الليبي في ممارسة السلطة بالطريقة التي يراها رافضا تدخله في عمل النقابات او المؤسسات على الرغم من مطالبات العديد له بالتدخل في عمل النقابات المهنية من منطلق الشرعية الثورية.

وعبر القذافي عن استغرابه من الهتافات المؤيدة له قائلا “لا نتابع الفضائيات لان كلها اثارة وتضييع وقت”.

وعاد مجددا ليقول “ان من يطالب القذافي بالرحيل يتحدى المجد الذي حققه الليبيون ويتحدى ما حققه المناضل الراحل عمر المختار واصفا هذا الامر باهانة الشعب الليبي الذي اجبر ايطاليا على الرحيل وقاد حركة التحرير في اقريقيا”.

وكذب الزعيم الليبي تقارير عن احتجاجات في ليبيا ،كما قال ان أعداد القتلى في الاحتجاجات مبالغ فيها ولا تزيد عن 150 قتيلا، وتتحدث تقديرات أجنبية عن مقتل 2000 .

وزعم القذافي ان الاحتجاجات التي تشهدها ليبيا بدأت بتسلل خلايا نائمة من تنظيم القاعدة الى البلاد قامت بمهاجمة كتائب أمنية واستولت على سلاحها .

وأضاف أن “هؤلاء الأعضاء من القاعدة ليست لديهم جنسية ويقاتلون في أي دولة بغض النظر عن بلدانهم الأصلية، وكان بعضهم في جوانتانامو وسلمتهم الاستخبارات الأميركية لنا ثم أفرجت عنهم الاستخبارات الليبية بعد توبتهم لكنهم خانوا العهد وشكلوا خلايا نائمة للقاعدة في طبرق وبنغازي والزاوية ومصراتة وبعض المناطق الأخرى”.

واعتبر أن الاضطرابات الحالية بدأت بعد قيام هذه الخلايا بمهاجمة كتائب أمنية في مدينة البيضا والاستيلاء على سلاحها وقتل بعض من عناصرها والسيطرة على المنطقة واتخاذ أحد مساجدها مركزا للقيادة، حسب قوله.

وأضاف أن الأمر ذاته تكرر في بنغازي وتمت مهاجمة كتيبة في وسط المدينة وتبادل الإرهابيون إطلاق النار مع عناصر الأمن فيها مما دفع قوات الأمن إلى الانسحاب والتخلي عنها فقامت تلك العناصر بالاستيلاء على السلاح والسيطرة على المدينة، حسبما قال.

واعتبر أن سكان بنغازي حاولوا تسيير تظاهرات مؤيدة للثورة لكنهم لم يستطيعوا بسبب وجود هؤلاء الأشخاص في الشوارع بأسلحتهم.

وقال إن الطائرات العسكرية الليبية قامت بقصف القواعد العسكرية للحيلولة دون استيلاء “الإرهابيين” على السلاح، نافيا خروج “أي تظاهرة سلمية في هذه المدن” كما قالت وسائل الإعلام.

ومضى قائلا “لم تحدث أي مظاهرات على الإطلاق بل جماعات خرجت من تحت الأرض هاجمت مراكز الشرطة وقتلت عناصرها واستولت على السلاح”، حسب قوله.

واعلن عن استعداده لمفاوضة اعضاء “القاعدة” اذا كان عندهم أي مطالب ، موضحا ان الوضع في ليبيا مختلف عما هو في مصر وتونس لانه تم تجنيد مجموعة من الشبان الليبيين في “القاعدة” من اجل تنفيذ اجندتهم دون تفكير .

وطالب القذافي الأمم المتحدة وحلف الشمال الأطلسي بإرسال لجنة لتقصي الحقائق في ليبيا ، مشيرا الى انه توجد مؤامرة للسيطرة على النفط الليبي والأراضي الليبية.

وقال ان توقف تصدير النفط هو اول كارثة تنبئ بها مسبقا حيث ان شركات النفط سحبت عمالها وادواتها للخوف من العصابات المسلحة.

وشدد على ان ليبيا لا تحتوي على أي مراسلين لان الليبيين لا يحبون الاجانب لذلك فان الاخبار التي تتداولها المحطات الاخبارية عارية من الصحة .

وطالب الاتحاد الافريقي والمؤتمر الاسلامي بارسال لجان تقصي حقائق، رافضا اصدار مجلس الامن الدولي أي قرارات بناءا على تقارير اعلامية كاذبة .

وحذر العقيد الليبي من انه في حال حصول تدخل عسكري أجنبي في ليبيا للاطاحة به فان “آلاف آلاف الليبيين سيموتون”.

واضاف إن الليبيين لن يقبلوا أن “نكون عبيدا لامريكا لعشرات السنين”، محذرا من أن أي تدخل عسكري اجنبي في ليبيا سيؤدي الى اشعال حرب دامية في البلاد، لان الليبيين سيقفون “ضد فتح بلادنا للقوى الاجنبية”.

وتجدر الاشارة الى أن مؤيدي القذافي قاطعوه مرارا اثناء القائه الخطاب في تجمع شعبي في العاصمة طرابلس ، مرددين هتافات ترفض رحيله وتمجده شخصيا.

وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني لليبيا وحاول القذافي مرارا تأخير كلمته عدة دقائق لإعطاء الفرصة للهتافات المؤيدة له للظهور، وسمعت توجيهاته المتكررة لمساعديه بتركيز أضواء الكاميرات على أصحاب هذه الهتافات قبل أن يسود الصمت ويبدأ كلمته في الاحتفال الذى يقام في ذكري إنشاء اللجان الشعبية.

القضاء على الثورة

من جهة أخرى، توقع سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الأربعاء أن يقضي النظام على الثورة في بلاده “في غضون يومين”.

وفي مقابلة مع صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، اعترف سيف الإسلام بأن النظام الليبي ارتبك في شرق البلاد.

وقال: “صحيح أن هناك اضطرابات في شرق البلاد.. لقد لقي مئات قليلة من الأشخاص حتفهم هناك.. وخلال يومين، سيعود كل شيء كما كان”.

ونفى سيف الإسلام “38 عاما” تماما ما يتردد عن وقوع جرائم ضد الإنسانية ووصفها بأنها (دعاية) من الإعلام الأجنبي.

وقال إنه “في بداية الاشتباكات التي اقتصرت بشكل أساسي على بنغازي والبيضاء، لقد أرهبت الشرطة وأطلقت النيران على عشرات المتظاهرين الذين هاجموا مراكز الشرطة”.

وأصر على أنه لم يحدث قصف جوي ضد أفراد الشعب أو جرائم أخرى ضد الإنسانية.

الخيار العسكري

ويأتي خطاب القذافي في الوقت الذي وردت انباء عن تحرك سفن حربية امريكية صوب ليبيا حيث  عبرت سفينتان حربيتان أمريكيتان صباح الاربعاء قناة السويس في طريقهما للبحر المتوسط.

واشار مسئول مصري الى ان سفينتي انزال امريكيتين هما “السفينتان کيرسارج التي تحمل ألفين من مشاة البحرية والسفينة بونس” عبروا صباح اليوم قناة السويس ، في طريقهما الى البحر المتوسط.

وكان رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر اعلن ان بلاده سترسل الاربعاء الفرقاطة شارلوتاون قبالة السواحل الليبية .

وقال هاربر امام البرلمان “نظرا الى الاضطرابات والقلق المستمر في المنطقة فان الفرقاطة شارلوتاون ستغادر الاربعاء مرفأ هاليفاكس لتنضم الى عمليات الاجلاء الكندية والدولية الجارية في ليبيا”.
ولم يوضح هاربر النقطة التي ستتوجه اليها الفرقاطة على الشواطىء الليبية.

من ناحيتها، اوضحت وزارة الدفاع الكندية ان الفرقاطة تحمل 240 جنديا ومروحية.

وقد تصل الفرقاطة الكندية الاسبوع المقبل قبالة الشواطىء الليبية لتنضم الى حاملة مروحيات امريكية على متنها مئات من جنود البحرية الامريكية. فيما ذكر وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ان الولايات المتحدة تنظر في خيارات مختلفة بشأن هذا البلد.

وقال جيتس “ان وزارة الدفاع “البنتاجون” تنقل سفينتي انزال برمائي ومئات من مشاة البحرية الى البحر المتوسط اذ قد يساعدون في الاجلاء والاغاثة الانسانية اذا دعت الضرورة”.

واضاف “ان الولايات المتحدة تنظر في خيارات مختلفة بشأن ليبيا” ، مشيرا الى ان واشنطن لم تتخذ قرارات بعد مع أنها تكثف الضغط على العقيد الليبي معمر القذافي كي يتنحى.

من جهته اكد ايجور كوروتشينكو رئيس تحرير مجلة “الدفاع الوطنى” الروسية، إن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تصفية الزعيم الليبى معمر القذافى أو القبض عليه، وتجهز له مصير “صدام حسين”.

وأضاف كوروتشينكو أن الولايات المتحدة الأمريكية تجهز للقذافى مصيرا كمصير صدام حسين، فإما أن تتم تصفية قائد الثورة الليبية خلال قصف جوى أو أن تحكم عليه السلطات الليبية الجديدة.

وكانت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس إنتربرايز” الموجودة حاليا في مياه البحر الأحمر بدأت بالتوجه نحو شمال البحر الأحمر.

ونقل الموقع الالكتروني للبحرية الأمريكية عن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله: “إن الجيش الأمريكي يعد مجموعة من الخيارات المحتملة, إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد فى مواجهة الاضطرابات فى ليبيا بعد دعوة واشنطن للعقيد القذافى بضرورة التنحى حقنا للدماء”.

واضاف المسئول “نحن في مرحلة الاستكشاف المبدئية حاليا”.

وللقيام بأي تدخل عسكري محتمل لليبيا, يمكن للقادة العسكريين الأمريكيين استخدام حاملة الطائرات “يو إس إس إنتربرايز” الموجودة حاليا في مياه البحر الأحمر, وسفينة “يو إس إس كيرسارج” البرمائية التي تحمل أسطولا من المروحيات ونحو 2000 من رجال المارينز.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت الاثنين أن الجيش الأمريكي يعيد نشر قواته البحرية والجوية في المناطق المحيطة بليبيا.

ويشار الى أن القوى الغربية تدرس بحث إمكانية تنفيذ عملية عسكرية محدودة في ليبيا لإجبار القذافي على التخلي عن منصبه، أو على الأقل فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمنح وقوع مذابح ضد المتظاهرين.

وقال خبراء عسكريون لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية إن التدخل الدولي في ليبيا ليس مستبعدا، وكل المؤشرات الصادرة سواء من الدول الغربية، أو من المذابح التي تجرى داخل ليبيا، تدفع في هذا الاتجاه.

وأصدر مجلس الأمن الدولي أول من أمس قرارا بالإجماع وتحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يفرض عقوبات على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي وعائلته ومقربين منه، تتضمن تجميدا لأرصدة مالية، وحظرا على بيع السلاح، ومنع السفر. لكن القرار، الذي حمل رقم 1970، لم يشر إلى أي إجراءات عسكرية ضد النظام الليبي. غير أنه ناشد المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم وحملة القمع الدموية التي ارتكبتها الحكومة الليبية ضد الثورة التي انطلقت في 17 فبراير/شباط الماضي.

انتصار “الثوار”

في غضون ذلك، تمكن الثوار من السيطرة على مدينة برقية شرق ليبيا بعد معارك عنيفة مع كتائب القذافي الأمنية.

وقال مراسل قناة “الجزيرة” ان عمليات كر وفر شهدتها البريقة بين الثوار وكتائب القذافي ، مضيفا أن عدد كبير من العسكريين وعناصر من ثورة 17 فبراير تحركوا من اجدابيا تجاه البريقة لاستعادة السيطرة عليها.

ونقلت”الجزيرة” عن الصحفي فرج المغربي ان الثوار يسيطرون على مدينة بريقة ومطارها.

وبدوره ، قال متحدث باسم الحكومة الليبية يوم الاربعاء ان التقارير التي تحدثت عن هجمات على بلدات يسيطر عليها الثوار هي عارية من الصحة. ونفى موسى ابراهيم تقارير تحدثت عن هجمات على مرسى البريقة واجدابيا ، وقال انه يشك في هذا كثيرا ويعتبرها تقارير عارية من الصحة.

وكان شهود عيان افادوا بان كتائب أمنية وعناصر موالية للرئيس الليبي معمر القذافي شنت هجوم عسكري على مدينة البريقة غرب اجدابيا في شرق ليبيا والتي تبعد عن بنغازي نحو 200 كيلومتر ، ولم ترد معلومات حتى الآن حول عدد الضحايا .

واشار شهود العيان الى أن الهجوم عنيف ، موضحة “ان كتائب القذافي سيطرت على المدينة رغم تصدي الثوار”.
ونقلت قناة “الجزيرة” عن احد الصحفيين في اجدابيا ان الطائرات الحربية تقصف اماكن في المدينة الواقعة شرق لبيا ، بينما يستعد سكان المدينة لصد اي هجوم للكتائب الأمنية التابعة للقذافي بعد السيطرة على البريقة.

وكان سكان مدينة الزاوية غربي طرابلس احتفلوا امس بصد هجوم القوات الموالية للقذافي وقدموا الحلوى والمشروبات للمقاتلين، ونظموا مسيرة للنصر.

كما نجح المعارضون ايضا في صد هجمات القوات الموالية للقذافي على مصراتة، ثالثة كبريات المدن الليبية، والزنتان وكلتهاما غربي ليبيا. ويقاتل المعارضون حاليا لتعزيز المواقع التي سيطروا عليها على الأرض غربي ليبيا.

وذكرت تقارير صحفية ان نظام القذافي ارسل جنود موالين له الى الحدود الغربية مع تونس امس بعد فرار كتائبه الأمنية من المناطق الغربية خلال اليومين الماضيين.

مشاهدات: 748   

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *