اين الحكمه يا معارضه ؟
بقلم / حسين عبدالله يافعي *
لست ادري من اين ابداء ، فهناك مجموعه من القضايا المتداخله ، كل واحده منها لها اهميتها ، ويجب تسليط الضوء عليها ، ومجمل تلك القضايا يمكن تلخيصها في تلك الثورات المتتاليه على الساحه العربيه ، ما لها وما عليها وهل كل ما يفضي عنها كله خير ؟ هذا هو السؤال الاكبر الذي يجب النظر اليه ودراسته دراسه متأنيه ، وشيء طبيعي ان ما يفضي الى خير فهو خير ، وكيف لوكان العكس .
الم يقل المولى عز وجل وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون . فما يظهر لنا من خيرية هذه الثوره او تلك بان ما تفضي اليه له ثمن باهض يثقل كاهل الامه ، ويزيد الى حيرتها فقدان الامن ، وتفتت الاوطان ، والدخول في نفق الفتن الطائفيه ، والمناطقيه ، والمذهبيه ، فمجرد رفع الغطاء عن المرجل تنبعث ادخنة المظاهر السلبيه بعد ان كان الغطاء يمنعها من الانبعاث .
والمسأله برمتها ذو شجون ، فان سنوات تغييب الامه واهانتها من اعدائها ، جعل مسالة التغيير ضروره حتميه ، فاندفعة الامه بكل عنفوانها مطالبه بالتغيير. فصار التغيير بحد ذاته هدف وليس وسيله للانتقال الى الافضل ، فرب تغيير يؤدي الى الاسواء، فها هو امام اعيننا الصومال وما آل اليه، فنظامه السابق ، نظام قمعي ودموي ارعن تم تغييره وحلت محله الفوضى وقلة الامن ، ومن حديثي مع اخوه صوماليين يقولون لوعرفنا ان الامور سوف تصير الى هذا السؤ ما فكرنا بتغيير نظام سياد بري ولوللحظه.
كثير من الناس تحت ضغط فشل هذه الانظمه في احداث نقله نوعيه لمجتمعاتها يريد تغييرها ولم يسأل نفسه كيف ومتى ، فالحكمه هي فعل او قول الشيء المناسب ، في المكان المناسب ، والوقت المناسب ، وقد وصف رسول الله (ص) اهل اليمن بالايمان والحكمه ، فهل نرى الحكمه في استعجال التغيير رغم بداهته والاصرار على طرد الرئيس علي عبدالله واحراجه ان لم نقل اهانته ؟ وحتى ابسط مخلوق اذا يرى نفسه محصور ومهدد يتحول الى سبع ضاري . ناهيك عن القوى المتربصه التي تنتظر ضعف النظام لكي تثب لتقتطع لنفسها جزء من تراب الوطن، ثم العمل على التوسع تدريجيا على حساب القبائل المجاوره ( طبعا بشن الحروب ) وليس هذا مجرد خيال او وهم فها هي المملكه الحوثيه تعمل على فرض نفسها ، مع وجود النظام فبكيف مع عدم وجوده ؟
اما دعوات الانفصال فهي الاخرى مرشحه ان تقتطع جزء من الوطن ، وتحوله الى كيان خاص بها ، وحتى الاسم سيتغير من الجنوب اليمني الى الجنوب العربي . فالتعبئه الخاطئه شغاله ومستمره مع وجود النظام فكيف بعدم وجوده ؟
اقول بالفم المليان للذين يقولون لمبادرة الرئيس ان الوقت قد انتهى لقبول مثل هذه المبادره للانتقال الى قيام نظام برلماني ديمقراطي ، انما يصرون على الفوضى وجر الوطن الى المخاطر . واذا انفرط العقد فمن يعلم ان هؤلاء ليس بمنأ عن دفع الثمن ، فهناك اصوات لا يهمها الا احداث انقلاب دموي على اشلاء الوطن ،فياليت شعري من ياترى يدفع ثمن هذه المغامرات غير اهله .
فالدعوه هي مخرج لليمن لكي يستمر كبلد موحد محتفظ بمزاياه ووحدة اراضيه ، والا فان التمزق حتمي .
واذا افترضنا حسن النيه لمثل هذه الاصوات افلا يكون من الاجدى ان شعروا بعدم الثقه مما طرحه الرئيس ان يطلبوا فتره انتقاليه اختباريه لمدى صحة وصدق نوايا هذه المبادره ،وعند التأكد من عدم جدية المبادره فالشارع لا زال موجود . الااذا سلمنا عدم ثقة المعارضه بنفسها وبهدفها وبالتالي فليس العيب في المبادره بقدر ما هو العيب في القوى المعارضه نفسها ، او الامر الآخر طلب ضمانات دوليه من الوسطاء ، عندها نقول لهم احسنتم . اما الرفض تحت مسمى ان الوقت قد انتهى وكانه ضمان صناعي لجهاز من اجهزة الاستخدام المنزلي فهذا هو السفه نفسه ، يا قومنا اجيبوا داعي الله واسلموا له ،نحن نتكلم عن مصير وطن وليس عن جهاز انتهت ضمانته .
امور تضحك الجهال منها ……………ويخشى من عواقبها الحليم
ان الرفض تحت مسمى الاحتكام الى الشارع لا يعني غير الاصرار على ادخال البلد في النفق المظلم وعليه من مقامي هذا اقول للرئيس لقد اوجزت ووفيت ، اما المعارضه الرافضه لكل شيء فاننا نحملهم كامل المسؤليه امام الله وامام الشعب عما ستؤل اليه الامور ، والله لقد خيبتوا ضننا فيكم ونرى ان الحكمه قد خانتكم . ولله الامر من قبل ومن بعد .
* مهندس