الراكبون لثورة الشباب:الزنداني-علي محسن-اليدومي-ياسين-حميد-كرمان-حاشد-زيد-المتوكل-صادق-حسين-العتواني

بقلم /عبير ناصر

 من سخريات هذا الزمن ومن مضحكاته المبكيات أن نجد مجموعة ممن توغلوا في أوحال الفساد وسقطوا في مستنقعات الفتنة والكذب وتزييف الحقائق‘ كما اعتادوا على التسلق على أكتاف الآخرين وتهميشهم ليجعلوا من أنفسهم أبطالاً ورجال تغيير وقادة لثورة الشباب ‘ متناسين  ماضيهم الأسود المليء بالجرائم ودماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني.

فبعد أن أخذ هؤلاء على مدى سنوات مضت ينفذون أجنداتهم الخاصة وما رسوا أبشع صور الفساد والإفساد وجندوا أنفسهم وكل ما لديهم من إمكانيات للعمل ضد الوطن والمتاجرة بقضاياه وإثارة الفوضى وافتعال الأزمات والعبث بالأمن والاستقرار وتعكير صفو السلم الاجتماعي وإعاقة مسيرة التنمية والبناء وحركة النشاط الاستثماري والإضرار بالاقتصاد الوطني والأوضاع المعيشية للمواطنين.. وبعد أن شعروا أخير بأن التغيير قادم وأن الفساد حتماً سيتم اجتثاثه  قرروا الهروب إلى الأمام وجاءوا ليقدموا أنفسهم للرأي العام عبر شاشات بعض القنوات الفضائية كزعماء وثوريين وصُناع تغيير وبأنهم ” أباطرة ” هذا الزمان.
بحيث ركبوا موجة ثورة الشباب الذين تجمعوا إلى ميادين الاعتصام وهم أنقياء من شوائب الساسة وتعقيدات التناقضات الأيدلوجية, للمطالبة بالتغيير والقضاء على الفساد والعمل على بناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على الحرية والمساواة , وتحقيق آمال وطموحات الشريحة الأكبر من أبناء الشعب اليمني ‘ وهم الشباب , مع أن أولئك الفاسدين الذين لطالما اعتادوا على العيش في بروج عاجية ‘ لا يعرفون لساحات الاعتصامات طريقا إلا لإلقاء الخطب التحريضية والظهور أمام شاشات التلفزيون ثم يغادرونها عائدين إلى قصورهم وأملاكهم الواسعة ودواوينهم لمتابعة ما سيحدث من أولئك الشباب المغرر بهم.
لكن من أدمنوا أفيون الفساد واختلط بدمائهم وتحول لديهم إلى ثقافة وسلوك , سطوا على أحلام الشباب الجميلة وصادروا ثورتهم الوردية السلمية لتحقيق أجنداتهم الخاصة المختلفة والمتباينة حد التكفير وإنكار حق الآخر في الوجود وإثارة نزعات الفرقة والاقتتال, والذي ما تزال بعض جراحها طرية إلى اليوم في جسد الوطن وآلامها ومواجعها تطل كل صباح ومساء من ذاكرة المواطن مشيرة بأصابع الاتهام إلى أولئك , معددة ما ارتكبوه من جرائم, بعد أن خيل لهم أن التدثر بلباس التغيير واستعارة وجوه ” الوطنية”  المؤقتة ورفع شعاراتهم السابقة بالمقلوب وادعاء الطهارة سيخفي الجرائم التي ارتكبوها وما يزالون يقترفونها يوميا ضد الوطن والمواطنين , وصورت لهم عقولهم بأن الشعب اليمني فقد الذاكرة أو أنه لم يعد قادرا على التمييز وعلى محاسبة هذا ومعاقبة ذاك والاقتصاص ممن يسعون إلى تحويل فضاء الحرية والتعددية السياسية والديمقراطية في اليمن إلى ساحة لسفك دماء الأبرياء وجعل  الخوف والإرهاب بديلا للأمن والسلام والطمأنينة.
ويقينا فان ذاكرة الشعب اليمني حية يقظة ومتنبهة لكل ما عاناه خلال الفترة الماضية بسبب أولئك الفاسدين المتاجرين بقضايا الوطن ودماء أبنائه وسيطالب بالاقتصاص من كل الذين تتسببوا في قتل النفس المحرمة وقطع الطرقات وزيادة معاناة المواطن العادي وانتهاج أساليب غير مشروعة في سبيل تحقيق أجنداتهم البعيدة عن مطالب الشباب بل وتتصادم كلية مع مصلحة الشعب اليمني والذي سيقضي عاجلا أو آجلا على تلك الثلة الفاسدة ومراكز القوى الفاسدة التي أعلنت التحاقها بالشباب في محاولة للتطهر من أدران الفساد والعبث والإفساد الذي مارسوه طيلة حياتهم.
” الزنداني .. والخلافة الإسلامية “
فالشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي سطع نجمه كجهادي تتلمذ على يد زعيم تنظيم القاعدة القتيل أسامة بن لادن وقادا معا مجاميع ما كان يعرف بـ”الجهاديين”  في جبال أفغانستان لمواجهة المد الشيوعي , لم يخف أجندته خلال خطبته العصماء التي ألقاها أمام الشباب في ساحة جامعة صنعاء مبشرا بإقامة الخلافة الإسلامية التي ينادي بها تنظيم القاعدة , وهو المشروع الذي يتناقض كليا مع مطالب الشباب وتطلعاته لما تحمله الأجندة من أفكار متحجرة تحلم بتطبيق نموذج حكم طالبان , وما جامعة الإيمان التي أنشأها الزنداني لتفريخ المتطرفين ورفد صفوف تنظيم القاعدة إلا جزءا من المشروع الواسع لإقامة تلك الخلافة .
كما أن الزنداني وحسب الوقائع التاريخية يعتبر واحدا من رموز التكفير والذي لم يسلم من فتاواه رفيقه الحالي “ياسين سعيد نعمان” وغيره من قيادات الحزب الاشتراكي والذين ينظرون إلى الزنداني ممن وجهوا وجندوا كثيرا من الجهاديين للقضاء على الحزب الاشتراكي وإباحة وممتلكات معظم أبناء الوطن في الجنوب وذلك في حرب 94 وليس الانتصار للوحدة.
” اليدومي ”
في حين أن محمد اليدومي وان اختلف عقائديا بعض الشيء عن الشيخ الزنداني إلا أن طبيعة عمله السابق كضابط أمن ومخبر لملاحقة السياسيين وزجهم في السجون وممارسة أبشع أنواع التعذيب ضدهم وهم في زنازن المعتقلات السرية التي كان يشرف عليها في ما كان يسمى بالأمن الوطني, إضافة إلى الفترة التي قضاها في صفوف الإخوان المسلمين فان ذلك قد ولد لديه نزعة الحقد والانتقام من كل من يخالفه الرأي.. وأيضا التسلط  بمواصفات خاصة من جهة , والتعصب العقائدي الذي تشربه من فكر جماعة الإخوان المسلمين من جهة ثانية قد زرع فيه طموح إقامة دولة بوليسية تقوم على توسيع مساحة المعتقلات والتضييق على السياسيين والقضاء على أي تيار ديني أو سياسي يخالف توجهه أو ينازعه السلطة التي يحلم بها ومعه فصيل بات معروفا داخل حزب الإصلاح .
كما أن اليدومي يشاطر الزنداني في حلم إقامة الخلافة الإسلامية وإن ظهر أحيانا بمظهر المطالب بالمشاركة لكل القوى السياسية زورا وبهتانا.
” علي محسن .. وطنطاوي اليمن”
أما علي محسن صالح, ففي أول يوم أعلن فيه عبر قناة ” الجزيرة ” انحيازه إلى جانب أحزاب اللقاء المشترك وشباب الثورة المعتصمين في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء وتعهده بحماية” الثورة “, كان الرجل قد هيأ نفسه لزعامة قادمة واضعا في حسبانه تصورا هو أن الدرس التونسي والمصري بحلقاته المتسارعة وسيناريوهاته غير المتوقعة سيتكرر في اليمن فأراد استباق كل ذلك معلنا عن نفسه ” ثوريا” قدم من الجيش وليس من أي مكان آخر, فكان لقدومه وقع الصدمة والهزة التي كان يعتقد أنها ستفقد النظام توازنه وتؤدي إلى انهياره بين عشية وضحاها , فإذا ما نجحت ثورة ضمن لنفسه مكانا وصار واحدا من أصحاب حق مساءلة الآخرين وتحميلهم ذنوب نظام ” سابق “, وإن فشلت فقد حمى نفسه من أي مساءلة عما يحاسب به النظام الذي كان واحدا من أهم أركانه ويكون بذلك وضع نفسه في موقع يقول للآخرين أن انشقاقه عن النظام يمثل إدانة للنظام الذي انشق عنه, هذا من جهة, وأنه قد برأ ساحته ووقف إلى جانب الشعب, مع أن الشعب لايمكن بأي حال اختزاله في ساحات الاعتصامات بل ولا حتى في أنصار المؤتمر الشعبي العام أو أحزاب اللقاء المشترك باعتبار أن هناك شريحة كبيرة صامته لم تعبر عن رأيها بعد وهذا من جهة ثانية, وإن لم يتحقق ذلك فيكفيه أنه قد رسم لنفسه شخصية مغايرة وسعى للعب دور حلم به كثيرا ووضع الدور الذي قام به طنطاوي مصر أمام عينيه وفي مقدمة أحلامه , فما لم يتحقق له وهو قائد عسكري تحت إمرة الرئيس علي عبدالله صالح فمن يدري فقد يتحقق له الآن وهو في ساحة المواجهة معه على حساب دماء المعتصمين بالدفع بهم إلى مواجهة قوات الأمن والمواطنين وضرب الفرقة بالحرس أو الأمن المركزي , وخلق حالة من الاضطرابات في البلاد.
علي محسن لم يتعلم خلال 32 سنة مضت من الصراع المرير الذي خاضه الرئيس صالح مع أعداء الوطن والمرونة التي أبداها في التعاطي مع كثير من القضايا دون استخدام الرشاش أوالمدفع, والشدة التي لجأ إليها في التعامل مع بعض القضايا قد اضطر إليها اضطرارا ولا تتعلق بشخص الرئيس أو الخصومة معه بل تتصل مباشرة بمصير وطن ومستقبل شعب كحرب 94م وحروب صعده  التي كان علي محسن عرابها ومشعلها والمصمم على المضي فيها حتى آخر جندي من الجيش اليمني , وأن بعض أولئك الخصوم ينتظرون فرصة اقتلاع دولة الوحدة برمتها أو إقامة ذلك الكانتون المذهبي فيما تحت أيديهم من الأراضي في شمال الشمال ( صعده وما جاورها وليس تنحي الرئيس صالح فقط عن الحكم أو سقوط النظام , فعلى سبيل المثال حرب 94م ما تزال ماثلة للعيان وعلي محسن كان قائد جبهة العند والحزب الاشتراكي مهما بارك انضمامه إلى ” ثورة الشباب ” فإنه سيظل في نظر كثير من قادة الاشتراكي وخاصة الجناح الانفصالي واحدا من المتسببين في هزيمة الحزب في تلك الحرب واجتثاث دولته في الجنوب, وهناك الحوثيون الذين مهما طالت فترة اقترابهم من خيمة علي محسن أو اجتمعوا معا على مائدة طعام واحدة , فان دم أبناء مران وحيدان وسفيان سيجعل أسر القتلى تطل برأسها كل يوم للثأر من الجانبين طال الزمن أم قصر.
إضافة إلى ذلك فإن علي محسن الغارق حتى أذنيه في الفساد من خلال الأراضي الشاسعة التي استولى عليها أو المبالغ التي جمعها على ذمة حرب 94م وحروب صعده, واستلام مرتبات مئات الجنود الوهميين شهريا ونهب أغلب مواد التموين المخصصة للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع ومصادرة أراضي عدد كبير من المواطنين وصرفها لعناصر ” الإخوان المسلمين” قد وجد في ” ثورة الشباب” مكانا ملائما لادعاء الطهر والنزاهة وحاول أن يحاكي شخصية طنطاوي مصر ليكون هو طنطاوي اليمن, فتباكى كثيرا على الوطن والشعب الذي لم يمر سوى أيام من إعلانه انضمامه أو بالأصح عودته إلى مكانه الطبيعي في صفوف ” الإخوان المسلمين ” حتى أكد لليمنيين مقدار خوفه عليهم وحرصه على مستقبلهم بسقوط أولى الضحايا من أبناء منطقته ” سنحان ” وبلاد والروس وبني بهلول من أعضاء وفد الوساطة على يديه في الحادثة الشهيرة أمام بوابة الفرقة الأولى مدرع, تلتها حوادث أخرى تنقل فيها علي محسن بين سفك دماء مواطنين من خارف أو ريمه وغيرها إلى جنود الأمن المركزي, وقد لايتوقف الأمر عن ذلك الحد.
علي محسن صالح في كل مقابلاته الصحفية وتصريحاته طالب بحكم مدني بعد أن قفز على أول بيان أدلى به وأنكر فيه صلاحية الديمقراطية في بلداننا العربية واستحالة وجودها مبشرا بانقلاب قادم على الديمقراطية والشرعية الدستورية , ليطرح في مزاد الاعتصامات والاحتجاجات بإطلالته على الناس شخصية ” القائد ” العسكري المنقذ الذي يعول كثيرا في ذلك على تدخلات خارجية وإفرازات وضع داخلي محتدم, لكنه في المقابل وجد شخصيتين تتنازعانه الأولى عسكرية من الصعب عليه خلع جلده الذي تربى ونشأ معه ولقب القائد الذي لازمه منذ عقد الثمانينات , والثانية مدنية سيكون من الأصعب عليه التكيف معها بشكل دائم وهي التي غالبا ما كانت تلازمه في المناسبات الاجتماعية والأعياد الدينية وإجازات حروب صعده, فتصارعت شخصيتاه داخله, واصطدمت بـ” قادة أحزاب اللقاء المشترك” في الوقت ذاته بعد أن كان يعتقد أن ساحة الاعتصام ستكون فرصته لتقديم نفسه للشعب اليمني بشكل جديد و” بكاريزما ” أخرى تلقى قبولا لدى الغالبية حتى من الخصوم.
كما أن قادة أحزاب المشترك وفي المقدمة ” الإخوان المسلمين ” لم يقبلوا أن يحولهم الجنرال علي محسن إلى
جنود في معسكر الفرقة يأتمرون بأمره فسارعوا هم إلى تحويله إلى جندي حراسة لا أقل ولا أكثر ورسموا له دورا محددا لايتجاوزه إلى غيره من الأدوار المتقدمة في اتخاذ القرار حتى وإن كان قد أسرف في بداية الأمر في إطلاق التصريحات الصحفية لإعطاء صورة بأنه ربان سفينة ” الثورة ” والقائد الأول لمعسكر المشترك, لكن هذه الصورة سرعان ما تلاشت وظهر للجميع العكس بأنه قد خسر نفسه ومكانته العسكرية, وسيخسر أكثر مع المشترك وبوادر رفض وجوده في ساحة الاعتصام بصنعاء من قبل ” شباب الثورة ” وحتى لو كان الواقع الجغرافي يحتم قربه منه قد بدأت مؤشراتها تظهر فعليا ولن يسمح له بتحقيق أدنى ما يطمح له والأيام ستثبت ذلك.

” ياسين.. والقضية الجنوبية ”
أما بالنسبة لياسين سعيد نعمان المنظر الاشتراكي والذي حاول خلال الفترة الماضية إن يحتوي الحراك الجنوبي ويجعله تحت مظلة الحزب الاشتراكي لفرض واقع سياسي تحت مسمى الاعتراف بالقضية الجنوبية وحتى لا يصبح الحزب الاشتراكي خارج مساحة اللعب بالورقة الجنوبية , فأنه لم يربح هذه الورقة وكلما حاول التخلص من قيد التحالف مع خصمه اللدود حزب الإصلاح عاد من جديد إلى تحت رحمته , ويحاول الآن مجددا استثمار ” القضية الجنوبية ” من خلال ركوب موجة الشباب وان يكون له موطئ قدم مستقبلا وإن كان ذلك تحت يافطة الوحدة حسب ما يظهره , وان كان البعض مازال يتوجس مما يضمره ياسين سعيد نعمان من نزعة انفصالية بانتظار الفرصة الملائمة لما يسميه بانهيار النظام مع استقالة الرئيس صالح وهو شأنه في ذلك شأن رفقائه من قيادات الحزب الموجودة في الخارج.
كما أن ياسين سعيد نعمان معروف بطموحه السياسي اللامحدود, وفيه من الانتهازية السياسية ما يحفظها له تاريخه السياسي سواء قبل الوحدة ودوره في مجزرة 13 يناير أوخلال حرب 94.
ولعل ياسين كان واحدا من مهندسي الأزمة الحالية وأكثر من خطط لها بخبث ودهاء وجر الوطن إلى ما يعيشه اليوم, وكان أول من أطلق نداءات تدويل الأزمة .
ويؤكد ياسين سعيد نعمان في كلماته وتحليلاته السياسية انه مازال أسيرا للثقافة الماركسية المتأثرة بالمادية الجدلية والمادية التاريخية وفي تطبيقه لمفاهيم قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج الاقتصادية على السياسة، ويتكلم عن الانفصال والقضية الجنوبية ولكن بلغه الأممية البروليتارية في محاولة لإخضاع الحوارات والمواقف السياسية للغة الإنتاج ، كأن يتهم الأغلبية الحاكمة بأنها تنتج نفسها وتنتج سياستها وتنتج ما لديها من الخطابات والكتابات بلغة متخلفة تدل على عدم القدرة على الفصل بين الحالة السياسية والحالة الثورية ليظهر الحوار بأنه لا يتجاوز التكتيك والمناورة وضياع الجهد والوقت دون مصداقية ودون موضوعية تدل على إستراتيجية يتطابق فيها المحتوى والشكل والصورة والمضمون.. إن من يتابع خطاباته ومن يقرأ كتاباته يكتشف بأنها شكلا بلا مضمون، فالجانب الإنشائي والجانب النظري فيها أكثر من الجانب العملي ، مجرد ضياع للجهد وللوقت رغبة في خلق الأزمات وجعل الحوارات بلا بداية جادة وبلا نهاية مثمرة ومفيدة، أشبه بمن يدور حول نفسه أو حول شجرة لا يخلف سوى الدوخة والدوار ، فهو مقتنع قناعة تامة بان الانفصال هو الحل لكنه لا يستطيع أن يدخل مباشر في الموضوع خوفا من ردود الأفعال الوحدوية القاضية من الذين يعجبون بالدكتور ياسين شكلا ويرفضون قناعاته مضمونا لأنها تدعو الناس إلى الصراع مع أنفسهم ومع مجتمعهم وتمزيق الوطن والشعب من منطلق الحرص عليهم كذلك قيل أن البيض أكثر مصداقية من ياسين نعمان الذين يتفق مع على ناصر والعطاس باتخاذ الفدرالية خطوة إلى الانفصال والانطلاق من الإجماع على إسقاط رئيس الجمهورية والتخلص من حزب الأغلبية كمدخل إلى الفدرالية الثنائية بين شطرين فهو إذا يريد الانتقام من القوى الوحدوية والديمقراطية والخلاص منها ولكن بنفس الأدوات ونفس السلاح الذي استخدمه الرئيس صالح في إفشاله للحركة الانفصالية الأولى مثل التجمع اليمني للإصلاح و اللواء علي محسن صالح ومنهم على شاكلته من الفاسدين والمفسدين الذين يركبون موجة العاصفة الشبابية لان الخلاص من نظام علي عبدالله صالح و حزبه وحلفائه هو المدخل الصائب إلى ما بعد عهده الوحدوي الديمقراطي من مشاريع انفصالية ومشاريع إماميه ومشاريع إرهابية . 
” حميد الأحمر وجنون عظمة المال ”
رجل الأعمال حميد الأحمر هو الآخر وجد في ثورة الشباب ضالته لتحقيق طموحاته , فهو سليل أسرة توارثت المشيخة على قبيلة حاشد التي تحكمها مثل غيرها من القبائل تقاليد وأعراف تمثل ثقافة متأصلة لدى غالبية اليمنيين, غير أن حميد شذ عن هذه القاعدة وتجاوز تلك الأعراف والتقاليد ولم يكتسب سوى النزعة التسلطية وحب التملك واستعباد الآخرين والتضحية بهم في سبيل تحقيق مايريد, وهو ما طبقه أولا في عالم التجارة والاستثمار حيث مارس كل أساليب السطو والنهب وجمع ثروته بقوة القبيلة وأساليب الاحتيال, مستغلا مكانة واسم والده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر – رحمه الله- وطموحه السياسي الآن يمثل امتدادا لثقافة النشأة التي نشأ عليها, فقد نظر إلى ساحات الاعتصامات وما يقوم به الشباب كمشروع تجاري استثماري مربح فان نجح سلميا كان بها, وان لم ينجح بهذه الطريقة فان البدائل لديه كانت موجودة من شراء الولاءات والتحريض على قطع الطرقات ومهاجمة المعسكرات والمصالح الحكومية ومخادعة شباب الثورة والتغرير بهم للاندفاع بهم نحو المحرقة في مواجهة رجال الأمن أو مع المواطنين, ليصل في نهاية الأمر إلى السلطة التي ظلت حلما يراوده ويصطنع لذلك المبررات والمشاريع التي تنبع من عقلية متحجرة بعيده كل البعد عن مفاهيم الدولة المدنية التي لن يقبل حميد الأحمر بها كواحد من مطالب الشباب لأنه لم يتعود يوما الخضوع للنظام القوانين مثله مثل بقية المواطنين, فهو اعتاد أن يكون فوق القانون لاتحته وهو الناهي والآمر والسجان للمخالفين له من أبناء قبيلته, كما أنه وفي أكثر من مقابلة لاينكر بأن ملجأه في نهاية الأمر ستكون قبيلته حاشد, أي أن القبيلة لديه قبل الوطن , وحاشد رديف إن لم تكن أكبر من الشعب بنظره.
وتدل الوقائع أن وجود حميد الأحمر في اللجنة التحضيرية كأمين عام مارس كل أنواع التسلط على كل أعضائها وتعامل معهم ” كشيخ يحكم رعيته” وهو ما قوبل بالرفض من قبل العديد من السياسيين والناشطين الذين أعلنوا استقالاتهم من لجنته.
* توكل كرمان وحلم” السيدة الأولى ”
أما توكل كرمان فان جانبا سوداويا من حياتها وبعض الأحداث التي مرت بها ومن ذلك إفلاس زوجها ” محمد إسماعيل” والذي كان يتربع على رأس شركة المنقذ والمتهمة بالنصب والاحتيال والاستيلاء على أموال عدد كبير من اليمينين وانهيار تلك الشركة التي ذاع صيتها في طول اليمن وعرضها, كان له الأثر في شخصية توكل التي ظهرت فجأة على الساحة الصحفية والسياسية لتعويض حلمها المهدور في أن تكون سيدة مجتمع مرموقة من خلال تلك الشركة, فراحت تبحث لها عن دور مستغلة مساحة الحرية والديمقراطية والتشجيع الذي حظيت به المرأة اليمنية , وأنشأت وعبر دكانها المعروف بمنظمة ” بلا قيود ” شبكة من العلاقات مع المنظمات الخارجية المعروفة والمشبوهة وحصلت على الدعم المالي والجوائز غير معروفة الأسباب لنيلها , وهو ما جعلها تجد ضالتها في محاولة لإثبات وجودها وتعويض ما فقدته من خلال أولئك الشباب المعتصمين وبرزت عبرشاشة قناة الجزيرة كصوت ناقم على الدولة وعلى المجتمع , وصارت تعتقد أنه كلما راح من أولئك الشباب ضحايا أو كلما ” زاد شهيد ” بحسب مفهومها اتسعت مساحة وجودها وتأثيرها وصورت لنفسها بأنها القائدة الفعلية لثورة الشباب والمسيرة والموجهة والمخططة لمسار الثورة وصاحبة قرار إسقاط النظام , وهي اليوم تترجم ذلك الطموح من خلال دعواتها التحريضية للزحف والسيطرة على المؤسسات الحكومية وتقديم الشباب المتحمس قرابين لطموحاتها وأجندتها المدفوع ثمنها, رغم معارضة الكثير من الناشطين والحقوقيين والشباب والذين يرون في تلك الدعوات محرقة ودفع للشباب إلى التهلكة , إلا أن توكل التي تملكها شعور الرغبة الجامحة في السلطة والوفاء لتلك الجهات الدافعة للأموال لها جعلها تصم آذانها عن كل الدعوات التي تطالبها بالتعقل والحفاظ على أرواح الشباب, لتثبت للآخرين بأنها ” استثناء ” بين النساء اليمنيات بل واستثناء داخل حزبها الذي خالفت أنظمته ومنهجه في كثير من المواقف, طمعا في لقب ” المرأة الحديدية” أو السيدة الأولى على حساب أرواح وأشلاء أجساد الشباب, واستغلال مطالبهم وتجيير ثورتهم لصالحها وجني المزيد من الأموال التي تتلقاها من أكثر من جهة خارجية مشبوهة.
ويقال فيما يقال أن الإصلاحية توكل كرمان التي نجحت في تقديم نفسها للسفارات والمنظمات الدولية بملابس متحررة وأفكار لبرالية لا تتفق مع الثقافة الأصولية المتزمتة للإخوان المسلمين تشبه بائعه السمن (سعود القمعرية) التي استطاعت بما كانت تظهره من حركة نشطة ومتحررة ومن كرم مبالغ فيه في توزيع السمن هدايا مجانية للمشائخ والرعية على نحو جعل الرعية يشهدون لها وجعل المشائخ يحكون لها بما حققته من الثراء والملكية الإقطاعية إلى درجة جعلت من سياسيتها مقوله يكررها الناس في ميادين العمل وحقول الزراعة بقولهم
(يا سعود يا قمعرية زلجلتي سمنك هدية للمشائخ والرعية،
الرعية يشهدوا لك والمشائخ يحكموا لك ).
ضنا منهم أنها تبحث عن الشهرة دون ادارك لما تبحث عنه من مكانة اجتماعية جعلتها تمسك بقدر لايستهان به من السلطة والثروة ، وها هي توكل كرمان التي استفادت من الحركة التنظيمية والسياسية الإعلامية النشطة للإخوان المسلمين وأحزاب اللقاء المشترك وما من شك أنها بدأت تشعر بالأهمية في قدرتها على توجيه الشباب والدفع بهم إلى مواقع الانتحار، بدأت تفكر في الاستقالة من مجلس شورى الإصلاح بعد أن استقالة من لجنة حميد الأحمر وتسعى جاهدة لتكوين حزب إسلامي جديد من الشباب تكون على رأسه والسعي لتحقيق حلما بأن تكون رئيسة المستقبل. 
 ” المتذرب أحمد سيف حاشد ”
أحمد سيف حاشد عرف منذ انتخابه عضوا في مجلس النواب بأنه شخصية ” متذربة ” بالمعنى الشعبي اليمني, أي الباحث عن المشاكل على نفسه , فهو يبحث عن أية مشكلة أو حدث لتتداعى إليه وسائل الإعلام, فمرة يثير مشكلة داخل مجلس النواب وأخرى خارجه وإن لم يجد فمع جيرانه أومع نفسه, وهو من الذين يرفضون البقاء خلف الأضواء بل يبحث دائما عن وهج إعلامي لافت ليقال أحمد سيف جاء وأحمد سيف ذهب, فأنشأ ما عرف بمنظمة التغيير ككيان سياسي مناطقي لم يجد له أنصار باستثناء ما يقرأ عنه على شبكة الانترنت أو على الصحف من بيانات , وهو من أصحاب النفسيات التي تريد أن يتعامل معها الآخرون كحزب قائم بذاته وليس كشخصية تنتمي لحزب , فيكون له مشاريعه السياسية ورؤاه الخاصة حتى لو
كان ذلك على حساب دماء الشباب وأرواحهم وإسقاط الوطن وليس النظام فقط.


فقد وجد من ” ثورة الشباب ” فرصته التي لا تعوض ليكون حاضرا محرضا وبطلا, موهما غيره بأنه واحد من قادة الثورة وصناعها ومن أصحاب فكرة إشعال جذوتها, غير أنه في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء اصطدم بقيادات أخرى مؤثرة في مقدمتها قيادات الإصلاح الشبابية فوجد نفسه ومشروعه يتبخر أمامه فما كان منه إلا أن يبحث عن نفسه في مشروع مضاد لا يختلف دموية وعنفا عن كل مشاريعه السابقة.
” حسن زيد.. وفتوى الهجوم والاقتحام ”
حسن زيد المفرح والذي يتزعم حزب الحق ” المنحل ” وصاحب الدعوة والفتوى السياسية “الشهيرة” التي أطلقها عبر حوار تلفزيوني, داعيا الشباب لمهاجمة واقتحام الوزارات والمؤسسات الحكومية كخطوة من خطوات إسقاط النظام, يعد واحدا من رموز الإمامة وينظر إليه كأحد أبرز المتحمسين لإعادة النظام الملكي إلى اليمن, ومن المجاهرين بمعارضته الشديدة للنظام الجمهوري, وعرف حسن زيد كمناصر متعصب للحوثية ومشاريعها الدموية المدعومة إيرانيا, وعندما لعب دور الوسيط بين الحكومة والحوثيين خلال الحروب الستة كثيرا ما تسبب في إشعال نار تلك الحروب وزاد من تأليب الحوثيين وأطراف أخرى داخليا وخارجيا على الدولة.
ويعد واحدا من الحالمين بدولة امامية مفصلة على مقاس أفكاره وطموحاته تقوم على ولاية الفقيه ويكون كل أقطابها من ” الهاشميين” دون أن يكون لغيرهم من اليمنيين حق المشاركة فيها, وقد قدم نفسه إلى ساحة التغيير كـ” زعيم سياسي” له مشروعه الطائفي الخاص, غير معترف بشباب الثورة, ساخرا منهم إلى حد عدم الاعتراف بهم, مطلقا التصنيفات العجيبة في رؤيته للشباب المعتصمين على أساس ارتداء البنطلون من عدمه بل واتهمهم بالإرهاب, وعندما زار الشباب المعتصمين وربما كان ذلك مرة أو مرتين فانه فعل ذلك من باب إبلاغهم بأن لهم مهمة واحدة ينفذونها وهي إسقاط النظام وليس لهم الحق في أي شيء بعد ذلك قائلا لهم ” وجودكم بالساحة هدفه واحد وهو إسقاط النظام ورحيل على عبد الله صالح فلم توجدوا لكي تخطبوا ولم توجدوا لكي تفاوضوا ولم توجدوا لكي تحلموا بأن تكونوا وزراء ولا تشكلوا حكومة إذا لم تكونوا مدركين بخطر استمرار وجود علي عبد الله صالح فاعبثوا بوقتكم في الجدل البيزنطي الذي تريدون “.
” محمد عبد” الملك”!
والى حد ما يتوافق معه في ذلك محمد عبدالملك المتوكل الذي كان وزيرا لإعلام النظام الملكي البائد قبل قيام ثورة 26 سبتمبر, فرغم مرور أكثر من أربعة عقود على هذه الثورة إلا أن الرجل بقي حاملا فكر ذلك النظام البائد ومتحمسا لعودته, وكان واحدا من مؤججي أزمة حرب 94م والأزمة الحالية.
واليوم وإن كان المتوكل الذي غالبا ما يقدم نفسه للإعلام الخارجي كمنظر وأحد قادة أحزاب اللقاء المشترك ليضع الاشتراطات ومحددات إسقاط النظام , إلا انه في حقيقته يقف على عتبة بوابة من الأهداف والطموحات تقود إلى طريق مضاد لطريق ” شباب الثورة ” والى دولة غير تلك التي يحلمون بها في ظل نظام ديمقراطي تعددي, فمشروعه يمثل امتدادا لمشروع حسن زيد في إقامة دولة ملكية ستلغي بالمعنى العام النظام الجمهوري والتعددية السياسية والحزبية وستعيد اليمن إلى ما قبل 45 سنة.
فهو يفضل أن يكون عبداً لملك يستعبد اليمنيين, لا أن يكون حرا يعيش هو وغيره في ظل نظام جمهوري, وكم راودته أحلام اليقظة بعودة النظام الأمامي وما أكثر ما سعى وتآمر في حرب مفتوحة كان أحد قادتها منذ أول يوم لقيام الثورة اليمنية لوأدها وإعادة بعث تلك الوجوه التي لم يلق منها الشعب اليمني سوى الطغيان والظلم والقهر والجهل والفقر والمرض.
” صادق الأحمر.. شيخ بلا مشيخة ”
والى ما قبل الأزمة الحالية فقد ظل اسم صادق الأحمر نكرة بعد وفاة والده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله, وينظر إليه على أنه شخصية ضعيفة وضعته الأقدار كزعيم لقبيلة حاشد في مكان أكبر منه ومن قدراته ومستوى معرفته وإدارته لشئون قبيلة كبيرة كحاشد, فبانضمامه إلى ركوب موجة ” ثورة الشباب” يحاول أن يعطي لنفسه هالة ومكانة تبقيه على رأس قبلية حاشد وفي الوقت ذاته تضمن ” محشدة ” النظام القادم ويضمن لأبناء الأحمر وضعا خاصا بهم والحصول على ما يطمحون إليه.
ومع أنه في الآونة الأخيرة حاول توصيل رسالة بأنه وإخوته ليس لهم أي طموح في أي حكومة أو نظام حكم قادم, إلا أن ذلك من باب ذر الرماد في العيون, فطموح أبناء الأحمر في السلطة لاحدود له ولاينتهي عند ما يقوله صادق الذي يبدو أنه أصبح مسيرا أكثر من اللازم بعد أخوته حميد وحمير وحسين, وأن الأمر تجاوز ضعف شخصيته إلى قرار الأسرة بعمل كل ما يضمن لهم البقاء على رأس حاشد والحصول على نصيب الأسد من الجاه والثروة والسلطة.

” حسين.. بين طرابلس والرياض ”
وتتفرع شبكة أبناء الأحمر, ليبرز منها فرع ” حسين ” الذي كون ثروة كبيرة من زيارات مكوكية إلى أكثر من بلد عربي واستلم من خزائن أنظمتها مبالغ كبيرة, ثم وجد أن مجلس التضامن الوطني الذي أنشاه أصبح في حكم الآيل إلى السقوط بعد توالي الاستقالات منه, لقيامه على شراء الذمم والولاءات, رأى أن في ” ثورة الشباب ” مقصده للعب دور سياسي وقبلي حفاظا على بقاء أسرته متزعمة لحاشد أولا ولضمان وجود قضية يسترزق منها من الخارج وليكون له صفة قيادية في ” ثورة الشباب “, غير أن حسين ومجلسه التضامني تلقى أول صفعة من قادة أحزاب اللقاء المشترك خلال زيارتهم إلى الرياض واجتماعهم بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي لبحث المبادرة الخليجية, فقد تجاهلوه تماما ولم توجه له أي دعوة لحضور ذلك الاجتماع ولم يدع أحد من مجلسه لتمثيله, وهو ما اعتبره إهانة مقصودة له من قادة المشترك لم يكن يتوقعها, كما أن هذا الموقف أوصل له رسالة بأن اللعب على حبل التسول مرة على باب القذافي في طرابلس وأخرى على باب آل سعود في الرياض أو جدة , لا يمكن الوثوق به وأن مكانه الطبيعي لايجب أن يتعدى منزله في عمران أو الحصبة في صنعاء.
” العتواني وعقلية الانقلاب”

لم يكن سلطان العتواني من الرعيل الأول للمثقفين الناصريين الذين تراجعوا بعد الانقسامات ولانشقاقات العديدة التي أصبحت بها الحركة الناصرية اليمنية محصلة لما لقح بالتنظيم من الانعكاسات السلبية التي أعقبت فشل حركة أكتوبر 1978م , لكنه واحد من الناصريين المحدودي الثقافة الذين استفادوا من الفترة المؤسفة التي صعد فيها عبدالملك المخلافي إلى الأمانة العامة للتنظيم دون ابسط قدر من مقومات القدرة والكفاءة والاقدمية والخبرة التي أدت إلى حدوث تلك الانشقاقات التي أصابت الحركة الناصرية بالشلل وإذا كان عبدالملك المخلافي قد ضرب أسوأ الأمثلة في الطبيعة الانتهازية المتعددة المواقف والألوان على نحو أصاب الناصريين بالتفزز من سلوكياته المتناقضة فلم يجدوا له بديلا يحقق الحد الادني من الوفاء لمؤسسهم عيسى محمد سيف سوى سلطان العتواني الذي ينحدر من قرية الاشروح القدسية التي ولد فيها زعيمهم المحبوب عيسى احمد سيف الذي قاد حركة الـ 15 من أكتوبر 1978م الفاشلة وما أعقبها من المحاكمات والإعدامات التي أودت بحياته فنظروا إلى سلطان العتواني من هذا المنظور السطحي المناطقي باعتباره الأحق في حركة زعيمهم عيسى محمد سيف رغم ما ينقصه من الثقافة والقدرة السياسية والإيديولوجية فوجد نفسه فجأة على رأس تنظيم متعدد الانشقاقات وجعل الانتقام من الرئيس علي عبدالله صالح همه الأول والأخير بغض النظر عما يترتب على إسقاط النظام الوحدوي الديمقراطي من نتائج سلبية تحتمل تسليم الوطن والشعب اليمني للقوى الظلامية والرجعية التي طالما حلمت في الانقلاب على أهداف ومبادئ ومنجزات الثورة اليمنية 26سبتمبر و 14 أكتوبر و 30 نوفمبر و 22 مايو .
لأنه لا يجد من الرؤية السياسية المتحررة والمستنيرة سوى ما يطلق عليه بالوفاء للشهداء حتى ولو كان على حساب التحالف مع أعداء الثورة وأعداء الأمة العربية التي مات جمال عبدالناصر وهو غير راضى عنهم , لا بل يعتبرهم اكبر عائق بيد أعداء الأمة والثورة العربية , لأنه جاهل ولكن يدعى الكمال ولا يجد من يراجعه ويهديه إلى تغليب المصلحة الوطنية للشعب اليمني والمصلحة القومية للأمة العربية فوجد نفسه وتنظيمه عبارة عن إدارة يحركها أعداء الثورة والأمة العربية من الاشتراكية والإخوان المسلمين غير آبه بما سوف يترتب على مثل هذه المؤامرة من خيانات وطنية وقومية .
وهو لا يرى الآن  في ثورة الشباب سوى مشروع يعاد صاغته بصورة انقلابية نزاعة إلى الثأر السياسي والانتقام من الخصوم وإقامة دولة الحزب الواحد وتحقيق ما عجز عن تحقيقه رفاقه من الانقلابيين الناصريين عام 79م وهو يلعب حاليا بورقة المناطقية مستغلا اعتصامات الشباب.
فسلطان العتواني  الذي لا يمتلك حزبه سوى مقعدين فقط من بين ( 301 ) مقعد في مجلس النواب ‘ وحيث أنه كان قد حصل على هذين المقعدين بشق الأنفس ‘ فهوا بالتالي يدرك جيداً حقيقة حجمه وحجم أنصاره في الشارع اليمني وبأن ذلك لا يؤهله أو لا يمكنه من أن يلعب دوراً فاعلاً ومؤثراً في الخارطة السياسية أو بلوغ ما يطمح إليه من مناصب قيادية ‘ ولذا فهوا يحاول ومن خلال مسايرته لشركائه في ركوب موجة ثورة الشباب لعل وعسى أن يمكنه ذلك من أن يوجد لنفسه موطئ قدم هنا أو هناك‘ 
” شعلان .. ماض باهت ”

وبخصوص محمد سالم باسندوة يرى هو الآخر أن من حقه تولي مناصب قيادية ويقدم نفسه كمناضل له ماضيه النضالي الذي يمنحه حق تولي المناصب القيادية , في الوقت الذي يتناسى فيه أن ماضيه باهت ولا يوجد فيه أي شيء يمكن أن يعطيه صفة المناضل , التي هي بريئة منه كل البراءة , فالشخص معروف انه من أصول صومالية واسمه الحقيقي ” محمد سالم شعلان ” وفر إلى شمال الوطن بعد أن أشعل حربا بين جبهة التحرير والجبهة القومية , وهو يأمل حاليا أن تحق له ” ثورة الشباب ” حلم الوصول إلى السلطة .
وثم ماذا يمكن إن نتوقع من رجل لا ماضي له ولا حاضر ولا مستقبل ؟, بعد إن تجاوز في سنه الحدود القانونية للتقاعد واخذ النسيان يفرض على أبواب قصره خيوط العنكبوت وكان يستخدم رقما في عملية الصراع وفي فترة الحروب الأهلية بين شمال الوطن وجنوبه, رغم ما
يدور من الشكوك حول رصيده النضالي وعمالته الخارجية سواء في فترة الاستعمار البريطاني أو في مرحلة النظام الشيوعي باعتباره أحد المولدين الذين استخدمهم الاستعمار البريطاني لتحقيق ما لديه من الأهداف والسياسات الاستعمارية الذين يعشقون الشعوب في أوقات السلم ويتخلون عنها في أوقات الحرب لان ضعف ما لديهم من ولاءات يجعلهم عبارة عن أدوات رخيصة بيد السادة الجبابرة من المستعمرين والحكام فوجد به حميد الأحمر وأسرته ومن تبقى من القيادات الحزبية والسياسية للإخوان المسلمين والشيوعيين ضالتهم المنشودة في تنفيذ ما لديهم من مخططات انتقامية حاقدة بحثا عن الموقع الأول في الحكومة أو حتى في الدولة .

” الانسي .. سياسة الصفقات”
عبدالوهاب الانسي الذي تم تصعيده إلى منصب الأمين العام لحزب الإصلاح في إطار عملية تبادل المواقع التي جرت بالتزكية في صفوف الحزب في مؤتمره الرابع في إطار صفقة تعود عليها حزب الإصلاح في ممارسته السياسية , يسعى هو الآخر من خلال ثورة الشباب إلى الظفر بالسلطة عن طريق صفقة سياسية تمكنه من احتلال  منصب كبير في أي نظام قادم , ويحاول ضمان موقع له
أمام جيل جديد داخل الحزب وجد نفسه محروماً من أخذ فرصة أو حتى مجرد التطلع للإسهام في ذات يوم في صناعة القرار.
ومعروف عن هذا الرجل انه يعاني من جوع السلطة بعد تعود , كما يعاني الفقير بعد غناء فقد اعتاد على وظيفة كبيرة بحجم نائب رئيس وزراء بعد حرمان طويل ويعاني في الوقت نفسه من مرض القلب يجعل سباقه مع الموت لا يساعده على الانتظار للتداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابته ويعتقد بان موقعه القيادي الحزبي محاطا بالكثير من المنافسين له الذين يهددونه بعدم العودة إلى هذا الموقع الواعد في الحكومة فنجده لذلك يستخدم سياسته المكوكية في حوار عديم البداية المسئولة وعديم النهاية المفيدة لأنه لا يثق بقدرة حزبه على التداول السلمي للسلطة بشرعية انتخابيه مهما كانت حرة نزيهة.
فنجده لذلك يخطط جاهداً للانقلاب على السلطة الاستيلاء عليها بعصا موسي أو بعصا فرعون مهما ألحقته بالوطن والشعب من عواقب كارثية وخيمة لاسيما وهو يشعر بأنه قد امتلك ثروة له مالية كبيرة من خلال ال

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *