ما وراء حرب الأخوان على المؤسسة العسكرية الوطنية
محفوظ الحالمي
الحرس الجمهوري أعاد للمؤسسة العسكرية هيبتها , وقيمتها . وجعل منها مؤسسة وطنية رادعة أمام أصحاب المشاريع والمخططات الانقلابية ., ليس على شخص الرئيس علي عبدالله صالح أو على حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وإنما على الشرعية الدستورية , وعلى النهج الديمقراطي الذي أقره الشعب وارتضاه أساسا للحكم
اليمن ليس مصر ولا تونس , فالنظام اليمني أقل قمعا وأكثر تعددية وقابلية للتكييف . هكذا قال عنه محلل سياسي غربي , وأضاف ” اليمن تمتلك مؤسسات تعمل رغم عيوبها , وتشمل نظاما متعدد الأحزاب , وبرلمانا , وحكومات محلية , وشهد سبع دورات انتخابية تنافسية محلية وبرلمانية ورئاسية .. وما الانتخابات الرئاسية التي جرت فصولها عام 2006 م وشهد بنزاهتها وحدة تنافسيتها العالم الخارجي منظمات وحكومات , إلا دليل على أن هذا البلد يسير في الاتجاه الصحيح ..وأن على مختلف القوى السياسية الحفاظ على المسيرة الديمقراطية , والسير وصولا الى ديمقراطية كاملة النزاهة ..
ليس هذا فحسب , ما تشهده اليمن منذ ستة أشهر ــ وهذا رأي معظم المراقبين الإقليميين والدوليين ـ ليست ثورة شعبية , بقدر ما هو انقلاب مخطط ومعد له سلفا من قبل جناح الأخوان المسلمين في السلطة والمعارضة , يمثلهم في السلطة اللواء المنشق علي محسن الأحمر ـ قائد الفرقة الأولى مدرع ـ ويمثلهم في المعارضة حزب التجمع اليمني للإصلاح وفي المقدمة أبناء الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر.
فشلت محاولتهم الانقلابية سواء تلك التي جاءت بعباءة ثورة الشباب , أو بمحاولة اغتيال الرئيس وأبرز قيادات الدولة أثناء أدائهم صلاة أول جمعة رجب الموافق 3 يونيو الفائت ..
ومع ذلك , واضح للعيان ان هؤلاء مصرون على السير في الطريق القاتل للبلد ككل . وذلك من خلال محاولتهم الدؤوبة والخبيثة جر قوات الحرس الجمهوري الى الصدام المسلح . وما تتعرض له معسكرات الحرس من اعتداءات متواصلة من قبل مليشيات الإخوان المسلمين في أرحب ونهم والحيمة وتعز .. ومنطقة (العر) بيافع ليست حوادث عرضية وإنما هو أمر دبر بليل … وداخل مقر قيادات الفرقة الأولى مدرع ..
أخيرا … الشكر كل الشكر للحرس الجمهوري وقائده العميد الركن أحمد علي عبدالله , على ضبط النفس وتغليب المصلحة العامة على شهوة الانتقامات