إسلام توكل .. ورب بشرى

كامل الخودني

وما خفي كان أعظم. الأحد 29 يناير 2012 (كامل  الخوداني) على جانب من جوانب ساحة الحرية بتعز يلتف حولها الشباب الحاملون  شعارات العدالة وتطلعات الدولة المدنية الحديثة ..لا دعم لديهم ولا حماية  إلا أحلامهم الموءودة مسبقا ، وعلى الجانب الأخر من الساحة شباب التجمع  اليمني للإصلاح مدعومين بمسلحي صادق سرحان  وحمود المخلافي والممولة من حميد الأحمر وعلي محسن بالأموال ..

وهذه  المجاميع الدينية المسلحة هي التي حاولت بسط نفوذها وسيطرتها على الساحة  ومارست كل أساليب القمع والتعسفات ضد الشباب الغير منطوي تحت جناحهم وضد  قياداته ومن ضمنهم بشرى المقطرى , وكان هؤلاء الشباب الحاملين شعار المدنية  والمتشبعين بأفكار الحرية ومبادئها والليبرالية ومنهجها يقفون حجر عثرة  أمام تمكن الإصلاح من السيطرة على الساحة رغم كل ما يمتلكونه من مقومات  ماديه ومعنوية وعلى رأس هؤلاء بشرى المقطري ذو التوجه اليساري الليبرالي  الرافض للإخوان و منهجيتهم و أفكارهم.  جاءت فكرة مسيرة الحياة والتي كانت  بشرى المقطري أهم المعدين والمنضمين لها بعيداً عن كشوفات الإصلاح و لجنتهم  التنظيمية بل إن الإصلاح راهن على عدم حصولها و فشلها نضراً لعدم وجود  الدعم المادي و الحماية لهذه المسيرة والتي لن تتوافر إلا لدى تنظيمية  الإصلاح لكن ظنونهم ومراهناتهم خابت بالفشل حيث استطاعت بشرى المقطري و  زملائها الحصول على الدعم والتأييد و المساندة , و ما إن وجد حميد الأحمر  بأن هذهـ المسيرة قد أصبحت واقع لا محال أراد بسط نفوذه و سيطرته على  المسيرة بتوزيع المبالغ المالية على معظم الشباب إلا أنه لم يستطع رغم ما  بذله من أموال السيطرة عليها وتسييرها بحسب ما يريد واستطاعت هذه المسيرة  أن تحقق نجاح ولو معنوي أقلها رسالة أراد الشباب توجيهها و إيصالها فـَ  نجحوا بذلك ليقابلوا بساحة التغيير ومنذ وطئتها أقدامهم بأشد أنواع التعسف  وتم إكرامهم وإحسان ضيافتهم بالعصي و الضرب والطرد من قبل شباب الإصلاح و  تنظيمهم و مليشياتهم المتواجدين بالساحة. وهكذا تمضي الأمور التيار  الليبرالي يتوسع بعد توقيع المبادرة الخليجية والإصلاح يفقد السيطرة على  الساحات والمنصات شيء فـشيء , وبشرى المقطري ومن معها من الشباب الرافضين  لهمجية الإصلاح ومليشياته وسيطرتهم على الساحات ومنصاتها أصبحوا عبئ إن لم  يكونوا خطر يجب الحد من انتشاره .  لهذا يؤكل لحمها : بتاريخ 1- يناير-2012  قامت صحيفة الجمهور بإجراء مقابله صحفيه مع بشرى المقطري نورد هنا أهم  النقاط التي وردت بهذه المقابلة وكانت هذه المقابلة هي الشرارة التي دفعت  بحزب التجمع اليمني للإصلاح وأنصارهم وحميد الأحمر وعلى محسن إضافة إلى  توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام والتي لم تتطرق بتاتا لما لاقته  بشرى المقطري من حرب شعواء وصلت حد إهدار دمها من قبل قيادات اخوانية بتهمة  المساس بالذات الإلهية بعد حديثها عن رب خدار في مقال صحفي لها وهو تشبيه  مجازي تشير به إلى اللقاء المشترك الذي يجب أن يكون المعني بتوفير كافة  احتياجات المسيرة من مواد غذائية إلى وبطانيات وحماية ولم يأتي حديثها  مغايرا لما قاله أبو طالب (أنا رب ابلي) أي إنا مسئولا عنها وعن حمايتها ..  ورب خدار أي الذي يفترض أن يكون هو مسئول المسيرة إلا انه تخلي عنها بخدار  وتركها تواجه مصيرها وبردها وجوعها ومن هنا تم تجيير حديثها من قبل  الإصلاح باتهامها بالإشراك بالله والتطاول بينما لم يصل حديثها هذا لما  ذكرته توكل التي نسفت الدين الإسلامي بشكل نهائي لتجعل من وجوده الهام لا  شريعة خاتمه حديثها بتحريم ارتداء النقاب والدعوة إلى السفور والتبرج مدرجه  النقاب بخانة الغباء والقيود قائله (أن الحجاب ليس من الإسلام في شيء) إلا  أن لا احد لم يتطرق لما قالته توكل بل استقبلت استقبال الفاتحين وهنا  المفارقة ، لكنها ليست عجيبة فتوكل نهاية الأمر (عضو شورى الإصلاح) وتخدم  أجندته وان كان بإنكار الشريعة طالما وهي لا تخرج عن إطار تكوينات وتوجهات  التنظيم كما أنها شريك جيد بجمع التبرعات واقتسام الغنائم التي كانت وراء  مطاردتهم لبشرى وإهدارهم لدمها وانتهاكهم لعرضها وكرامتها ورميها بأبشع  الأوصاف والألفاظ لا لأنها تطرقت إلى الذات الإلهية أو أشركت ربا آخر توجته  الملك على تراب خدار ولكن لأنها تجاوزت حدود الخطوط الحمراء بحديثها عن ما  لا يجوز التطرق إليه من سفك دماء الشباب إلى الفساد المالي للساحات ونهب  الملايين من الدولارات المتبرع بها وحقيقة على محسن وأولاد الأحمر وجائزة  نوبل وتوكل كرمان وهنا أورد لكم نقاط مختصره لمقابلتها مع صحيفة الجمهور  العدد 179 . أولاً : حديثها عن الفرقة الأولى مدرع و أولاد الأحمر و كان  كالتالي : 1_ دور أولاد الأحمر سلبي و انضمام على محسن انتكاسة أو الضربة  الأولى في جسد الثورة كونه صاحب تاريخ سيئ , أكان في محافظة صعده “شمال  الشمال” أو في الجنوب ومحافظات أخرى ، و بالتالي جاء انضمامه عبئاً حقيقياً  على الثورة . 2 _ اللواء علي محسن الأحمر – نقل العميد صادق سرحان و  قيادات أخرى إلى تعز و أراد أن يكون الشيخ حمود المخلافي هو يده على تعز ،  وتم توزيع الأسلحة بمختلف أنواعها على المليشيات تحت مبرر حماية الثورة في  تعز . 3 _ الفرقة الأولى مدرع قامت بالاعتداء بالضرب على شباب مسيرة الحياة  وقامت باحتجاز سيارتين لمشاركين في المسيرة كما يقوم عناصر الفرقة  والإصلاح بالاعتداء يومياً على شباب ساحة الحرية بتعز. 4 _ قناة سهيل” تهول  الأحداث وتتعامل مع تعز بمناطقية .  ثانياً المجلس الوطني و أحزاب اللقاء  المشترك و تحديداً الإصلاح : 1_ المجلس الوطني لا يمثل فعلياً سوى  “المشترك”.. وهو مولود مشوه و ليس هو الشرعية الثورية، ولم يكن له أي عمل  ثوري حقيقي أصلاً . 2_ الإصلاح أدخل العناصر المسلحة إلى المسيرة و حاول  عسكرتها و السيطرة عليها و حينما لم يستطع قام بتشويهها والاعتداء على  شبابها . 3_ يجب أن يثور الشباب داخل أحزاب اللقاء المشترك و عليهم أحداث  انتفاضة على قياداتها .  ثالثاً الملف المقدس (الفساد المالي وأين تذهب  التبرعات) 1ـ هناك مبالغ خيالية، تقدم إلى الساحة كتبرعات و الإصلاح دائما  يهددون بقطع التغذية في حال خروج الساحة عن سيطرتهم وهناك مبالغ مالية  طائلة جمعت باسم الثورة وحان الوقت لفتح ملفات فساد الثورة . 2. تم تشكيل  مجموعة من الشباب والمحامين لمتابعة و جمع الوثائق و الحقائق عن المبالغ  المالية و التبرعات التي كانت تقدم للساحة ومعرفة أين كانت هذه المبالغ  تذهب .. الإصلاح هو من كان يسيطر على اللجنة المالية وجمع التبرعات.  رابعاً توكل كرمان و جائزتها : 1_ توكل كرمان استعجلت بتشكيل المجلس  الانتقالي كخطوة و لم تكن الفكرة ناضجة و لا تمتلك توكل الخبرة السياسية  اللازمة و الحقيقية . 2_ هناك نوع من المبالغة في الجائزة، جائزة نوبل سقطت  قبل سنوات عندما تسلمها قادة إسرائيليون، وعلى العموم قراءتي الشخصية لنيل  توكل الجائزة أنها –الجائزة- سياسية أكثر منها أي شيء آخر وهناك رائدات  يستحقينها أكثر من توكل .  خلال ما تم عرضه سابقاً يتضح لنا لماذا هذا  الهجوم الكاسح على بشرى المقطري و ملاحقتها و التهديد بتصفيتها لمنع دخولها  الساحات أو التواجد وإسكاتها لقد كانت إثارتها لملفات الفساد والمبالغ  الخيالية التي لا يدري أحد إلى أين تذهب نقطة فاصله كأنها حكمت على نفسها  بالموت بالتطرق إلى هذا الملف الحساس وأقتصر حديثها عن ساحة تعز فكيف بساحة  التغيير صنعاء وبقية الساحات وهذا الملف أن تم فتحه فسيكون قنبلة مدوية  تكشف حقيقة استثمار الساحات لصالح جهات وأشخاص وأحزاب معينين , ناهيك عن  تبرعات الخارج بمئات الملايين من الدولارات ولهذا كان لابد من إسكات بشرى  ورميها بأبشع التهم .  على الجانب الآخر سكوت توكل كرمان وعدم قيامها  بالدفاع عن بشرى وهي المعني الأول إلا أن كلمة الحق التي قالتها بشرى عن  توكل وجهلها السياسي وحقيقة جائزة نوبل وأسباب منحها إياها أضف إليها غرور  توكل كرمان واعتبار نفسها فوق الكل وما يزيد عن ذالك هو المكانة التي بدئت  تصلها بشرى والالتفاف الشبابي حولها واحتلالها لمقدمات الأخبار وواجهات  الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية اشعر توكل بخطر بشرى خوف من أن تسحب  بساط الزعامة من تحت أقدامها والجميع يعلم تماما محاولة توكل إقصاء  زميلاتها وجميع من يقفن إلى جوارها حتى أنها طوال الفترة الماضية لم تتطرق  أبدا ولو بالإشارة لذكر اسم فتاه يمنيه أو ناشطة يمنيه كنوع من الشكر مثلا  على ما تقوم به أو لمؤزرتها ووقوفها إلى جانبها ولم تشر لا من قريب أو بعيد  إلى من كن بجانبها ومعها طول الوقت بساحة التغيير وما قامت به من إقصاء  لزميلاتها بمنظمة صحفيات بلا قيود لتنفرد بها لوحدها حتى صارت ملكيه خاصة  لدليل على ذالك بالوقت الذي تتحدث عن الملكيات والاستحواذ لهو سبب كافي من  الأسباب يضاف إلى الأسباب المذكورة عن تجنب توكل الإشارة إلى اسم بشرى  المطري كإعلان تضامنها معها أو استنكارها لكن الطبع غلب التطبع .  بالمقابل  نجد أن تنظيم الإصلاح وقياداته الاخوانية ومزمريهم ومطبليهم ومواقعهم  الإخبارية وصحفهم لم تتطرق إلى توكل رغم أنها ذهبت إلى ابعد مما قالته بشرى  بكثير لتجعل من الإسلام الهام لا شريعة على العكس من هذا استقبلت توكل في  ساحة الإصلاح كالفاتحين بالزغاريد والورود .. ولم يطالبها احد حتى  بالاعتذار أو التوضيح رغم إجراء مقابله تلفزيونيه معها على قناة سهيل والتي  لم يشر المذيع لما قالته لا من قريب أو بعيد بل أن خيمتها تحولت إلى مزار  دائم للتبرك والصلاة يستقدم الإخوان المسلمين إليها من كل إنحاء الجمهورية ،  وعلى نفس المنوال نجد أن الحزب الاشتراكي التي تعتلي بشرى سلمه التنظيمي  كالأطرش بالزفة وكأن الأمر لا يعنيه ولا تعنيه بشرى المقطري .  وختام لا  عزاء أنها فضائحهم وما خفي كان أعظم أنا شخصيا لا فرق عندي بين توكل أو  بشرى فجميعهن يحملن أفكارا مدنسه لكنها قراءه لأسباب الهجوم الشرس من قبل  تنظيم الإصلاح ومنتسبيه الموجه لبشرى المقطرى والتجاهل التام لتوكل كرمان  وما صرحت به رغم أنها نسفت الإسلام جملة وتفصيلا لكنها ملايين الدولارات ..  لذلك لا عزاء..!!

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *