صوابية التأجيل
قد لا يلاقي قرار تأجيل الجولة الثامنة من دوري كرة القدم، والمقرر تزامنها مع انتخابات المشير عبد ربه منصور هادي خلفاً لفخامة الرئيس المشير علي عبد الله صالح يوم الثلاثاء القادم 21 فبراير، ترحيباً لدى بعض الأوساط الرياضية، ولكنه وبكل تأكيد قرار صائب بكل ما استند إليه من حيثيات.
عملاً بمبدأ سد الذرائع وتجنب المشاكل، فإن تأجيل هذه الجولة سيفوت على كل من تسول له نفسه المساس بالأمن وإقلاق السكينة العامة، وإحداث بلبلة يراد منها تشويه العرس الديمقراطي، الذي تستعد بلادنا بمختلف مكوناته لخوضه، إيذاناً بالشروع الفعلي في التغيير القائم على الانتخابات كمبدأ وحيد لتداول السلطة.
قد يقول قائل: هذا التأجيل استباق للأحداث. ونجيب عليه: درهم وقاية خير من دينار علاج، فما الضير من تأجيل جولة أو أكثر طالما وهي ستكون في الصالح العام من اجل إنجاح العرس الانتخابي، فيما لو حدث مكروه لا قدر الله في إحدى المباريات سواءً من فوضى الجماهير، أو بردة فعل غير مناسبة من بعض الجنود، وكلا الأمرين تعد شرارة لإحداث تسيب يصعب السيطرة عليه.
من ينكر علاقة الرياضة بالسياسة، أو تأثير الأخيرة على الأولى، فهو يرى الممارسة الرياضية من زاوية اللعب فقط، بينما يدخل على الرياضة لاعبون كثيرون، وغالباً ما تُستغل اللقاءات الكروية كمنطلق للشروع في الانتشار الفوضوي لبعض الجماهير نحو وسط المدينة، وبعضهم وللأسف الشديد يستغل الانفلات الأمني الموجود أساساً ليمرر مخططه التخريبي.
لنا في الدول العربية مثل تونس ومصر خصوصاً الأخيرة التي ازدادت فيها نسبة شغب الملاعب، مما نتج عنه وفاة العشرات من المشجعين، ولأننا لا نريد أن نرى الدماء لا قدر الله تسيل في الملاعب اليمنية بفعل فاعل، يكون غالباً مستتراً خلف دوافع سياسية، ولا يريد من فعله سوى نقل صورة غير واقعية على قدرة اليمن في إجراء الانتخابات الرئاسية بكل يسر.
إذاً فالقرار الذي اتخذته لجنة الطوارئ برئاسة الشيخ احمد صالح العيسي والقاضي بتأجيل جولة الأسبوع القادم، كما تم تداوله، هو قرار صائب ويفرضه المنطق، وان جاء بناءً على تحذيرات من الجهات الأمنية المختصة، والتي تعرف جيداً مدى خطورة الوضع لو حدث إلا يحمد عقباه، فحماة الملاعب من قوات الأمن ستكون منشغلة في تأمين المقار الانتخابية.
وهنا نجدها مناسبة كبيرة لان ندعو شباب الوطن التواق للتغيير، والذي حرك المياه الراكدة في العمل السياسي، ندعوه لمبادلة هذا الوطن الوفاء بالوفاء، فمن حق الوطن على شبابه، الاحتشاد أمام مراكز الانتخابات للتصويت بنعم للرئيس التوافقي.
فكما نادى الشباب بالتغيير وخرجوا من اجله، فبالتأكيد لن يفوتوا الفرصة للمشاركة بفاعلية، ولن ينصتوا لكل من يريد تعكير سير العرس الديمقراطي الذي أرسى تقاليده الشرفاء من أبناء اليمن وعلى رأسهم فخامة الرئيس علي عبد الله صالح .
-صحيفة الثورة 14-2-2012-
باحث دكتوراه بالجزائر