خالد الشيخ محمد صمد أمام كل أساليب التعذيب وانهار بعد حرمانه من النوم
كشف كتاب صدر حديثًا أن أساليب التعذيب كافة التي اتبعها المحققون في وكالة الاستخبارات الأميركية “السي آي إيه” مع خالد الشيخ محمد المتهم المعروف بكونه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من أيلول العام 2001، من إهانات وصفع على الوجه وترويع بدني أو حتى تعذيبه 183 مرة من خلال أسلوب الإغراق، لم تفلح في استنطاقه وإجباره على الكلام وإفشاء المعلومات الخاصة بالمؤامرات المستقبلية التي كان يخطط لها تنظيم القاعدة.
وجاء في الكتاب الذي قام بتأليفه المدير السابق المدير السابق للجهاز الوطني للعمليات السرية التابع للسي آي إيه والذي أشرف على عمليات التحقيق مع خالد شيخ محمد وغيره من المتورطين في الهجمات الإرهابية، أن الوسيلة الوحيدة التي أجبرته على الكلام كان حرمانه من النوم والإبقاء عليه قائمًا في حالة يقظة دائمة لمدة 180 ساعة، أي سبعة أيام ونصف اليوم.
كما اعترف رودريغيز أيضًا باتباع وكالة السي آي إيه “أساليب وتكنيكات قاسية، وأساليب يمكن أن تندرج تحت مفهوم التعذيب، وذلك في سبيل الحصول على معلومات يمكن أن تساعد على إحباط أي هجمات يمكن شنها في المستقبل ضد الولايات المتحدة”.
وقال رودريغيز في كتابه الذي يحمل عنوان “إجراءات قاسية” إن “المسؤولين الأميركيين لم يفلحوا في الحصول على أي معلومات من خالد الشيخ محمد إلا عن طريق التعامل معه بمثل هذه الأساليب القاسية التي عادة ما تصفها الإدارة الأميركية بأنها أساليب مساعدة لعمليات الاستجواب”.
وأكد رودريغير في مقابلة أجرتها معه صحيفة “نيويورك بوست” أنه “حتى وسيلة التعذيب بالماء لم تفلح معه، ولم تروعه، إذ أنه كان يعد على أصابعه عدد مرات غطس وجهه في الماء، لأنه كان يعلم أننا سنتوقف عند المرة العاشرة”. وأضاف أن “الوسيلة الوحيدة التي أفلحت معه، كانت في حرمانه من النوم”.
وكانت السلطات الأميركية قد ألقت القبض على خالد شيخ محمد في العام 2003 في مدينة روالبندي في باكستان، وقامت بإخفائه في أحد المواقع السرية التابعة للسي آي إيه للتحقيق معه، وعندما سأله المحققون عن المؤمرات الإرهابية المستقبلية التي ينوي تنظيم القاعدة تنفيذها، كان رده الوحيد هو “عما قريب ستعرفون”.
وكانت محكمة عسكرية أميركية قد بدأت السبت الماضي في محاكمة خالد الشيخ محمد وخمسة آخرين بتهمة تدبير هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر العام 2001 في كل من نيويورك وواشنطن. وقد شاهد أفراد عائلات ضحايا تلك الهجمات، إجراءات وتفاصيل المحاكمة التي تجري في غوانتانامو عبر دوائر تلفزيونية مغلقة في قواعد عسكرية أميركية.
وقد بدت على خالد الشيخ محمد علامات التحدي والجرأة أثناء المحاكمة، كما رفض أن يجيب على أسئلة القاضي.
واعترف رودريغيز في كتابه بـ “تدمير 92 شريطًا كان قد تم تسجيلها أثناء عملية استجوابه”، مؤكدًا أن “ذلك كان بهدف حماية عملاء الاستخبارات الأميركية وسمعتهم في الولايات المتحدة”.
كما اعترف أيضًا بأن “المحققين جربوا مع خالد الشيخ محمد، “48عامًا”، الكثير من الأساليب التي أثبتت فشلها في محاولة لإجباره على إفشاء ما يعرفه من معلومات”.
وأشار في كتابه إلى “تجريده من ملابسه وتعريته وإجباره على الوقوف داخل الزنزانة والاكتفاء بتغذيته بسوائل بروتينية وإجباره على ارتداء حفاضات”. وقال إنه “لما لم تفلح معه الأساليب المهينة، قام المحققون باتباع أساليب بدنية تمثلت في ارتطام عظم الكتف بشدة في الجدران الخشبية على نحو يحدث معها صوت دوي”.
وشملت أساليب الاستنطاق البدنية الأميركية جذبه بمنتهى العنف المعروفة اصطلاحيًا باسم “لفت الانتباه بالجذب” واعتصار وجهه باليدين لفترة المعروفة اصطلاحيًا باسم “قبضة الوجه”، وكذلك صفعه على وجهه في المنطقة التي تقع ما بين الخد وشحمة الأذن والمعروفة اصطلاحيًا باسم “صفعة الإهانة”.
ثم بدأت بعد ذلك أساليب التعذيب بإغراق وجهه في الماء مع تقييد يديه خلفه، وتكررت تلك العملية 183 مرة.
وأشارت صحيفة نيويورك بوست إلى أن “بقية المعتقلين وعددهم 30 قد انهاروا بسهولة أثناء التحقيق معهم، وبعضهم انهار من أول صفعة على الوجه”.
ويقول رودريغيز إن “هذه الأساليب لا تقارن بالأساليب التي كان يتبعها تنظيم القاعدة مع أي أميركي يقع في أيديهم، وضرب مثالًا لما حدث مع مراسل “وول ستريت جورنال” داني بيرل الذي تم ذبحه على يد خالد الشيخ محمد”.