رئيس تحرير “الصحوة” سابقاً: حزب الإصلاح خطر قادم يهدد اليمن
الدعوة للتغيير أعطت فرصة مناسبة للقوى التقليدية لأن تطل برأسها من جديد
– الإصلاح يمارس الاقصاء على المؤتمر وكوادره بطريقة غير عادية والخلل يكمن في رئيس الحكومة
حذر الكاتب والمحلل السياسي نبيل الصوفي من الخطورة التي يشكلها حزب الاخوان المسلمين “التجمع اليمني للاصلاح” على اليمن والشعب اليمني خلال هذه الفترة.. مؤكداً بالقول: “إن حزب الاخوان يمارس الاستحواذ والاقصاء وأصبح الآن طرفاً يشل البلاد كلها”.. منوهاً بأن “حزب الإصلاح وحلفاءه ورثوا العباد والبلاد.. يرثون اليوم القوة.. يرثون المصالح المادية.. يتحالفون مع كل الأطراف ويتحركون بشكل كبير جداً”.
مبيناً أن “الإصلاح اليوم فرض نفسه حليفاً لعلي محسن غصباً عنه ووجد نفسه حليفاً لأولاد الأحمر غصباً عنه، وهم ليسو سواء”.
وأضاف: “الآن الإصلاح وعلي محسن وأولاد الأحمر صف واحد لأن التوجيه منهم يعبر عن رؤية واحدة”.
وبخلاف الإصلاح أكد الصوفي أن المؤتمر الشعبي العام لديه استعداد للقبول بالتعايش مع الآخر.. كما أشار الصوفي إلى ان الإصلاح وحلفاءه ليس عندهم هذا الشعور، وأن الشعور السائد لديهم الآن هو نشوة النصر، وممارسة الاستحواذ وشل البلاد كلها التي ستوصلنا في النهاية إلى ما أسماه الصوفي “ديكتاتورية ما بعد الثورة”.
نبيل الصوفي- رئيس التحرير السابق لصحيفة “الصحوة” الناطقة باسم حزب الاخوان المسلمين “الإصلاح”- شن هجوماً لاذعاً على حزب الإصلاح واصفاً إياه بأنه حزب غير ديمقراطي وغير مرن.. موضحاً ان حزب الإصلاح- مثله مثل بقية الأحزاب الايديولوجية- هو حزب الفكرة وحزب المركز وليس حزب الناس، حيث يقرر المركز ما يكون الأمر عليه وما على الناس سوى تنفيذ ما يقرره المركز.
وأضاف ان هناك أحزاباً يهمها قياس رأي الناس ثم تقرر ما تراه مناسباً في ضوء ذلك، وان هذا لو حصل داخل الإصلاح سيقولون عنه كفر، بحجة ان الحكم لله وليس للناس!!.
وتطرق رئيس تحرير موقع “نيوز يمن” الاخباري إلى محطة 2011م، وقال: “إن الناس الذين خرجوا إلى الشارع كانوا أضعف بكثير من النخبة التي بقيت في البيوت والقصور، فتحول الخروج للشارع إلى أزمة”.. مؤكداً ان ما تسمى بـ”الثورة” هي ضد التغيير وان “الفعل الثوري” لا يخدم إلا ما كان قبل “الثورة” حيث يتم إعادة ما كان من قبل بصورة جديدة وتقوية ما كان قبلها.
وأضاف: “الذي مول ونصب الخيمة وأتى بالأعضاء ونظم الناس، كل هؤلاء هم قوى تقليدية ولا علاقة لهم بقوى الثورة ولم تكن النخب السياسية والمثقفة إلا لافتة لها”.
وقال: “إن أحزاب المشترك كانت من ضمن تلك القوى التقليدية التي لم يكن لها أية علاقة بقوى الثورة”.. مفسراً ذلك بالقول: “ليس هناك أحزاب تقود ثورة.. الأحزاب تقود انقلابات.. تقود حركات سياسية، أما ان تقود ثورة فهذا غير معقول”.
كما أشار الصوفي إلى انه لا مكان للشباب في اليمن في العملية السياسية.. نافياً ما تردد عن التحام أحزاب المشترك بالشباب.. مؤكداً ان أحزاب المشترك لم تجتمع أو تلتحم بالشباب المعتصمين وان ما حصل هو ان الحركة المدنية في اليمن خرجت تطالب بما تراه حقاً لها، فالتحقت بها القوى التقليدية وفي مقدمتها الإصلاح والاشتراكي.
مضيفاً أن حزب الإصلاح ربط أعضاءه بالتنظيم وخرج إلى الشارع ورتب افراده ورتب حتى الخيام التابعة لهم أين تكون وكيف تكون، ورتب مسؤوليتهم داخل الساحة من الغرف المغلقة.. متسائلاً: “فهل تقاد الثورة من الغرف المغلقة؟!!”.
وأردف قائلاً: “إن الإصلاح لم يخرج إلى الشارع من أجل الثوار وانما من أجل التفاوض السياسي معه، خصوصاً أنه قاد (الثورة) من اللحظة الأولى”.. متسائلاً: “هل أخذ الإصلاح تفويضاً من قوى الثورة لقيادتهم؟!!”.
وعن بقية القوى التي كانت في الساحة كالأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين وغيرهم، قال الصوفي: “إن هؤلاء كانوا موجودين في الساحة بنفس الطريقة التي يتواجد فيها المصلون مثلاً لصلاة الجمعة.. كل الناس موجودون لكن الذي يتكلم ويوجه الناس هو الإمام.. خطاب الإصلاح فرض على قوى الثورة، وعندما أتكلم عن الإصلاح اليوم فليس هو ذلك الإصلاح الذي كنا عرفناه قبل الثورة.. جاء خطاب آخر وجديد”.
وأضاف: “اليمن تستحق التغيير، والمجتمع يريد التغيير، والناس يريدون التغيير في الأمور المتعلقة بشؤون حياتهم المعيشية، والساسة يريدون ذلك لغرض سياسي آخر”.
وسخر الصوفي من مزاعم قيادات المشترك بأنهم يتبنون مشاكل الناس وتطلعاتهم ويعملون من أجلهم، وقال: “فرق كبير جداً ان تتكلم عن مشاكل الشارع لتستغلها كدعاية لصالحك الحزبي، وفرق بين ان تتكلم عنها بغرض ان يدعمك الشارع نفسه من اجل تمرير سياستك”.
وحول ما تردد عن تعداد من خرجوا إلى ساحات الاعتصام والذين قيل انهم تجاوزوا الـ8 ملايين مواطن، اعتبر الصوفي هذا الرقم مبالغاً فيه بشكل كبير جداً.. مؤكداً ان عددهم لا يمكن ان يصل إلى مليوني مواطن.
واستغرب القيادي الاخواني السابق نبيل الصوفي اتهامات حزب الإصلاح وحلفائه للرئيس علي عبدالله صالح بالاستبداد.. مؤكداً أن “علي عبدالله صالح حكم بقدرته على التواصل مع مختلف الأطراف وخاض ترضيات هنا وترضيات هناك، وكل هذه الأطراف كانت مشاركة معه في الحكم، وهذا يتناقض مع مفهوم الاستبداد.. في اليمن لا يمكن ان يكون هنا استبداد”.
وأضاف بأن جميع القائمين على الحكم اليوم هم من النظام السابق، نظام علي عبدالله صالح “وكل ما في الأمر انه خرج الرئيس وبقي النظام” كما قال.
واعتبر الصوفي التذرع بمخرجات النظام السابق وموروثه والمزاعم التي تحدثت عن قوانين فصلها الرئيس على نفسه وأدواته السياسية في مفاصل الحكم والإدارة وغيرها من المزاعم، بأنها وسيلة لإقصاء الآخرين.
مبيناً بالقول: “للأسف يتحدثون عن علي عبدالله صالح كما لو انه كان عنده دولة بوليسية ضخمة على ما يشاء قدير يفصل القوانين ويستزرع المخبرين و… وإلى آخره”.
ودعا الصوفي إلى الحديث عن حلول للخروج من هذه الأزمة بدلاً من الاتهامات والعودة إلى الوراء كون الجميع يتحملون المسؤولية.. وأضاف: “هذه البلاد بلاد تشاركية، مجتمع حكم تشاركياً ولا يزال إلى اليوم يحكم تشاركياً رغم التغييرات التي حصلت”.
وفي حوار أجرته مع صحيفة “الجمهورية” الحكومية ونشرته السبت قبل الماضي، وصف الصوفي أداء حكومة الوفاق بـ”الفاشل”.. ولفت إلى ان حزب الإصلاح ومعه بعض الأطراف يمارسون الاقصاء على المؤتمر الشعبي العام وكوادره بطريقة غير عادية في بعض الوزارات.. محملاً رئيس الحكومة باسندوه مسؤولية ذلك.. وقال: “إن الخلل يكمن في رئيس حكومة الوفاق الوطني وفي مكتبه”.. لافتاً إلى ان باسندوه ما زال يعيش منذ 40 سنة خصومة مع الرئيس علي عبدالله صالح.
وفي إشارة إلى كوادر الإصلاح التي حظيت بمناصب كبيرة في الدولة ثم انقلبت على الرئيس علي عبدالله صالح خلال الأزمة أمثال نصر طه مصطفى وسمير اليوسفي وفارس السقاف وغيرهم، عاتب نبيل الصوفي زملاءه في حزب الإصلاح الذين ينتقدونه لمواقفه المغايرة للحزب ولهم، وقال: “هم كانوا شركاء مع علي عبدالله صالح واليوم هم يقولون فيه الكثير، فلماذا لا نسقط عليهم ما يسقطونه هم على الآخرين؟!!”.
وأردف: “إن الخصومة شيء طبيعي في العمل السياسي إنما الإشكال هو الإيغال فيها”.. وقال: “إن الخطورة تأتي من حزب الإصلاح كونه يتغول في الخصومة في المشهد السياسي” كما قال.