مرسي الذي انتهى.. والجماعة التي سقطت

إبراهيم عيسى

لم يعد محمد مرسي رئيساً لمصر.

هذه قصة انتهت.

شرعية الرجل انتهت وسقطت تمامًا تحت أقدام ملايين المصريين في ميادين وشوارع قرى ومدن مصر.

 

مرسي بعامه الكئيب وفشله المريع، وبانفصاله عن الواقع وبعزلته عن شعبه وبعماه السياسي وبولائه لجماعته وسمعه وطاعته لمرشده، انتهى.

انتهى حكم العناد والغطرسة والاستعلاء والعجز وبث الكراهية والفتنة والاستقواء بالإرهابيين، انتهى حكم الكذب والتكاذب وازدواج الشخصية والمتاجرة بالدين والتفريط في السيادة والتفريط في الوطنية لصالح حلفاء إرهابيين وقتلة.

انتهت شرعية جماعة نصبت على الشعب وخدعت المصريين، فكان الرد في ٣٠ يونيو أسطوريًّا وتاريخيًّا وغير مسبوق، حيث خرج الملايين على امتداد جغرافيا مصر كلها، من العريش حتى الأقصر.

بل إن الصعيد بقُراه ومُدُنه ولأول مرة -وعلى عكس هدوئه في ثورة يناير- خرج بمنتهى الشجاعة والبسالة وتظاهر ضد مرسي وفشله وعجزه وإرهابييه.

ثم إن مصر كلها بريفها وحضرها، بفقرائها وأغنيائها، وبكل الطبقات والشرائح الاجتماعية، بستاتها بطلات مصر النبيلات وبشبابها وعواجيزها وصبيتها وأطفالها.. كلها خرجت تلعن اليوم الذي حَكَمَنا فيه مرسي وتطهِّر نفسها من اختياره.

لم يكن يومًا بين مؤيدي ومعارضي مرسي.

بل هي أيام بين الشعب كله بأطيافه وطوائفه وأطرافه وتياراته وفئاته وبين مجموعة من بضعة آلاف من أنصار حاكم فقد شرعيته.

الشعب المصري تحدّى الإرهابيين من حلفاء مرسي الذين هددوا بالقتل ورشِّ الدم على معارضيه، واستخفَّ بالمجرمين الذين يشاركون مرسي في تقسيم غنائم البلد.

وها هم المصريون يُنهون حكم الإخوان الفاشلين الكذابين.

إن مكتب الإرشاد المجرم في حق البلد والشعب قد لا يفهم ما جرى.

لذلك نشرح له ببساطة:

لقد استعنتُم أيها القتلة بقناصين مجرمين (ربما هم أنفسهم من استعنتم بهم من قبل) لحماية مقركم الكريه من أي مظاهرات أو اقتحامات، حيث إنه رمز قوتكم وكعبة جماعتكم وراية هيبتكم، وتخشون أن يسقط فكأن الجماعة سقطت ويكون رمزا لسقوطكم، كما كان مع مبنى الحزب الوطني في ٢٨ يناير، فجاء بضعة صبية من سكان المقطم في مسيرة مراهقين أمام المقر، فارتجف قناصتكم المرجِفون وقتلوا ثمانية شباب في جريمة ستحاسبكم مصر كلها عليها، وسنقتص بالقانون منكم واحداً واحداً لدماء هؤلاء الشهداء.

لكن تعالَ إلى النتيجة..

لقد تم إحراق مقركم الكئيب كما احترق مقر الحزب الوطني.

وسقط المقر.

وداس شباب المقطم بأحذيتهم وكْر ومقر التخطيط لجرائم الجماعة ضد الشعب.

تحيا مصر.

وعاش الشعب المصري.

 

 

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *