مرسي لا يريد المقاومة والاخوان يريدون من حماس تسليم السلاح

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريراً حول زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني  المنتهية ولايته إسماعيل هنية إلى مصر ولقائه بالرئيس محمد مرسي، وطرحت  الصحيفة سؤلا مفاده “هل يمكن للرئيس المصري يمكنه التأثير مركز نشاط حماس  السياسي والعسكري؟”، معتبرة أن هناك مؤشرات ظهرت الخميس الماضي عقب اجتماع  هنية مع مرسي وإعلان هنية بعد الاجتماع عن تمديد ساعات فتح معبر رفح لمدة  12 ساعة والسماح لعبور 1500فلسطيني كل يوم،  والتخفيف على القيود المفروضة  عليهم كذا تزويد مصر لقطاع غزة بالوقود والكهرباء.

واعتبرت “هآرتس”  أنه “على الرغم من هذه التسهيلات إلا أن مرسي لم  يستجب لطلبات هنية بالكامل”، معللة ذلك “بعدم استعداد مصر بعد لفتح معبر  رفح لكافة السلع بسبب ضغوط الولايات المتحدة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة  خصوصا وأن أي تساهل مع حماس سيؤدي لتغير سياساته تجاه القيادة السياسية  الجديدة في مصر”، وأضافت الصحيفة: “أن هناك مطلبين رئيسين من حماس الأول أن  تنأى بنفسها عن الخلايا الإرهابية التي تعمل في شبه جزيرة سيناء.. والثاني  تعزيز مسار المصالحة الفلسطينية من أجل بناء قيادة فلسطينية موحدة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن تقارير صحفية تحدثت عن اجتماع خالد مشعل رئيس  المكتب السياسي لحركة حماس مع المرشد العام للإخوان المسلمون محمد بديع  لمناقشة خطة تنهي حركة حماس خلالها أعمالها المسلحة خلال عام واندهاش مرشد  الإخوان من طلب مشعل الخاص بأن تطلب مصر من الولايات المتحدة بأن تضغط على  إسرائيل للإفراج عن 220 معتقلاً لحماس في السجون الإسرائيلية وتسليم مشعل  قائم بأسمائهم، وأضافت الصحيفة الإسرائيلية انه بحسب مصادر لها في مصر فإن  “حماس أعلنت استعدادها لإعلان خفض تسليحها وفك الارتباط مع الجماعات  السلفية المتطرفة في سيناء والتحول التدريجي إلى حركة سياسية وحصر جناحها  العسكري”.

وذكرت الصحيفة “أن مشعل عرض معلومات مفصلة عن انتشار الجيش السوري قال  عنها(يمكن أن تحدد نتائج هذه الحملة)، وذلك مقابل أن يقوم عضو من جماعة  الأخوان المسلمون بالاتصال بالإدارة الأمريكية”، وحددت “هآرتس” المعايير  الجديدة لاختبار جدية حماس في اختيار بدائلها الإستراتيجية الجديدة، فقالت  الصحيفة” العلاقة مع القيادة المصرية الجديدة، والتخلي عن الارتكاز للقوة  السورية، وقطع العلاقات مع إيران، إلى جانب الاعتراف بعدم جدوى المقاومة  المسلحة ضد إسرائيل، هو اختبار ملح لحماس للنظر في بدائلها الإستراتيجية  المختلفة”.

وأوضحت الصحيفة أن حماس لن يكون في مقدورها الاستمرار في المقاومة  المسلحةـ حيث قالت: “حماس لن يكون في مقدورها العمل ضد إسرائيل بطريقة من  شأنها أن تضع الحكومة المصرية برئاسة الأخوان المسلمون، في خانة الاختيار  بين دعم الإرهاب، والحفاظ على موقفها كدولة تعمل من أجل منطقة آمنة، وكذلك  علاقتها مع الغرب”.

وفي إشارة إلى تغير الموقف المصري تجاه حركة حماس، ذكرت الصحيفة” أنه  على عكس مبارك الذي لم يتوان للتعاون في فرض عقوبات على قطاع غزة، فأن مرسي  لا يريد أن ينتهج نفس موقف مبارك بشأن غزة، ولهذا الغرض فأنه يحتاج من  حركة حماس تقديم تنازلات خاصة بعملياتها المسلحة في المقام الأول، وهو أمر  يجب أن يكون مشعل أستوعبه تماماً”، وأضافت الصحيفة “وعلى عكس مبارك أيضاً،  أنتهج مرسي نهجاً مختلف في التعامل مع حماس، وهو عدم وضع شروط مسبقة،  فموافقته على بعض طلبات حماس، ومع ذلك فأنه لا يزال ممسكا بورقة مساومة  قوية، ي الوقت ذاته الذي يلقي فيه بالكرة إلى ملعب حماس”.

واختتمت الصحيفة تقريرها بتساؤل حول أمكانية اقناع قيادة حماس السياسية  لجناحها العسكري بالتخلي عن السلاح، حيث قالت الصحيفة : ” السؤال الآن هو  إلى أي مدى يستطيع هنية ومشعل وباقي ما يسمى بالقيادة السياسية لحماس  بإقناع الجناح العسكري للحركة بتغيير إستراتيجيتها وتغير راعي الحركة من  سوريا إلى مصر، وهناك حجة قوية يمكن استخدامها من قبل حماس وهي أن حكم  الأخوان في مصر هو فرصة لتحييد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وكسر سياسة  الحصار”، وأضافت الصحيفة: ” مع ذلك من أجل تحقيق هذا الهدف فأن حماس مضطرة  لدفع ثمن سياسي من شأنه أن يخدم مصلحة مصر، والذي بنهاية المطاف سيمثل  معضلة صعبة لإسرائيل”. 

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *