سياسيون وأكاديميون: علي محسن الأحمر كشف عن حقيقة أحقاده وثقافته الاستبدادية والقمعية
لاقى الحوار الذي أجرته صحيفة الجمهورية السبت الماضي مع اللواء المتمرد علي محسن صالح الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع ردود أفعال ساخطة وساخرة لمن اعتقد أنه الرجل الأول في النظام السابق، نظام الزعيم علي عبدالله صالح..
وقال سياسيون إن هذا الجنرال أصيب بمرض الشيخوخة وبالهرِم السياسي خاصة بعد أن ركبته الطموحات حين أنضم إلى فوضى المشترك مارس 2011م حين أراد أن يحكم البلاد ويضعها تحت سيطرته.. وأكدوا أن علي محسن لم يغادر دائرة الوهم المصطنع حين حاول إظهار نفسه أنه المنفذ بدعم من وسائل إعلامه وتضليلاته التي يزودها بها بين الحين والآخر.
> وقال المحلل والمراقب السياسي محسن العمودي إن علي محسن في حواره حاول إعادة أنتاج نفسه بعد أن طالة حريق الأرض والانتفاضة التي ساهم في إشعال نيران فتنتها وصراعاتها التي لم تكتمل.. وأضاف: هذا القائد العسكري حان وقت تقاعده.. ويلفت العمودي إلى أن حوار علي محسن في هذه اللحظة في ظل احتدام الصراع الطائفي والمذهبي بين الإصلاحيين والحوثيين في الجوف وعمران وصعده وغيرها من المحافظات وفي ظل تباين الرؤى وتوسع الاختلاف في الجنوب أراد من ورائه أن يخلط الأوراق في ظل غياب رئيس الجمهورية وذلك من خلال الكشف عن بعض تفاصيل إدارته أو شراكته في إدارة دولة الرئيس علي عبدالله صالح.. التي لم تعد مجدية وعفا عليها الزمن ويدرك حقيقة الرجل من خلال وقوفه المستميت خلف مشاريع إثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد ودعم القاعدة و…وإلخ.
أجندة خاصة
> الدكتور نجيب غلاب علق على الحوار بقوله لقد افتتن شباب الساحات ومن كانوا وقوداً لثورة القبائل به وبعصبية الاخوانجية.
واضاف: لا يمكن إنكار قدرة الرجل وقيادته ومكانته التي استقاها من علي عبدالله صالح واستغلالها لأجندة خاصة.. لكن هذا لايمنحه حق الاسترخاء والاعتقاد واهماً أن بإمكانه البقاء طويلاً.. مستدركاً: ولعل اعتراف الجنرال على أنه كان الرجل الأول وليس الرجل الثاني في عهد علي عبدالله صالح يعني أن كل المفاسد والجرائم والنهب والقتل كانت مسؤوليته وهو ما ينبغي للشعب إدراك ذلك.
> لغة التعالي على الشعب وأنه لولا انضمامه ما نجحت الثورة ـ حد زعمه ـ كانت محط انتقاد الكثيرين، فقد اعتقد أن انضمامه حسب الدكتور طارق المنصوب طهره من كل جرائمه التي كان له الفضل فيها.. سواء كان رجلاً ثانياً أم أولاً كما اعترف.
هستيريا عسكرية
> ويعود المحلل محسن العمودي ليقول: لقد تحول الرجل فجأة من عسكري خائب إلى شخص أخر يريد أن يصنع العجائب للشعب كبطل منقذ ولم يتوقف عند حد التكفل باسقاط نظام صالح الذي قال إنه الرجل الأول فيه بل تمادى في الحديث بوقاحة وغطرسة كأمثال أولاد الأحمر الذين يتطاولون على الشعب ومبادئه.. وأكد العمودي أن محسن بدا متباكياً حظه العاثر حين فشلت ثورتهم وأرتكب خطأ كبيراً حين اعتقد أن الشعب يمكن أن يصدق مهزلته وهزاله الذي ظهر في الحديث وتغاضى عن كل شراكته فيما حدث ويحدث حتى اليوم من حالة عدم استقرار وأمن ليعود لإطلاق نفس المبررات الواهية التي ينطق بها المشترك وحزب الإصلاح واتهام نظام صالح بكل كبيرة وصغيرة بينما أظهر نفسه فاضلاً ومثالياً أكثر من اللازم وبريئاً من كل ماحدث من ظلم وتعسف قائلاً: لم نستفق مما كان يخطط له علي عبدالله صالح إلا في اللحظات الأخيرة متناقضاً مع نفسه حينما قال: أنه يخطط منذ 94م للانقلاب على صالح أو ما اعتبره تغييراً.. وهذا الحال ينطبق مع ما اعتبره الجنرال العجوز أن النظام السابق أعاد الوطن إلى ما قبل 26سبتمبر و14أكتوبر وانه يتميز بالعنصرية والتجهيل وهدم الأخلاق متناسياً أنه الرجل الأول في النظام كما اعترف بنفسه وهو ما يتناقض أيضاً مع ما قاله أن ثورة سبتمبر اقتلعت المناطقية والطائفية وهو ما يؤكد أن عقله أصبح عاجزاً عن استيعاب المتغيرات الجارية وأنه مصاب بحالة هستيريا عسكرية نتيجة قرب أفول نجمه وإحالته للتقاعد وإعفائه من الخدمة العسكرية.
ثقافة التسلط
> وبدا الرجل في الحوار بأنه ذو مخيلة سياسية واسعة وخصبة.. غير أن الدكتور نجيب غلاب عدها واحدة من أمراض الخرف السياسي المبكر الذي أصاب الرجل الذي كان يعتقد في لحظة من اللحظات أنه بات اليوم الرجل الأول في النظام الحالي أو هكذا يريد أن يكون.
ويزيد غلاب بقوله: هذا الرجل تناسى أنه من صنع أو كان له الأولوية في إنشاء ثقافة التسلط والطغيان وماخور الفساد الذي نخر جسد الوطن وتشكيل عصابات وتزعم مافيا إقليمية لزعزعة أمن اليمن، كما أنه كشف عن حقيقة أحقاده وثقافته الاستبدادية والقمعية التي لا يبدو أنه سيتنازل عنها.
> شيخوخة الأفكار في حديث الجنرال المخادع البيروقراطي بدا على هذا العجوز كوباء سياسي انتشر في جسده كواحد من نخب الاستبداد الذي ما فتىء يعبر عن حنينه ومشاعره تجاهه حينما سيطر على تفاصيل (ثورة الشباب) ووجه باعتداءات واسعة طالت حقوقيين وصحفيين وإعلاميين وسياسيين وشباب ونساء وغيرهم.. ونزعة الهيمنة التي لاحت في أفق حركة التغيير الشبابية وفي تصفية العملية الثورية وتقويض الأمن والاستقرار بدعمه صراعات مبنية من أحقاد فئوية طائفية استبدادية كمحاولة فرض الأمر الواقع الذي تجاوزه اليمنيون بعد انتخابات 21فبراير2201م وإشاعة سياسة الخوف والقلق والغموض والاضطراب كوسيلة من وسائل إعادة إنتاجه كرجل أول في زمن الرئيس وهادي.
اليمن السعيد