البابا بنديكتوس السادس عشر يعلن استقالته من منصبه!
أعلن الناطق باسم الفاتيكان أن البابا بنديكتوس السادس عشر سيعلن استقالته من منصبه في 28 شباط الجاري.
وفي أول تصريح له بعد شيوع خبر الإستقالة، أشار الحبر الأعظم إلى أنه لم يعد يملك القوة المطلوبة للبقاء على رأس الكنيسة الكاثوليكية بسبب سنه.
تجدر الإشارة إلى أن البابا في حال تنفذه استقالته سيكون الأول الذي يستقيل خلال نحو 600 عام، حيث أن البابا الأخير الذي قدم استقالته كان البابا غريغوري السابع في العام 1415.
كما تجدر الإشارة إلى أن البابا الحالي هو من مواليد بافاريا في ألمانيا عام 1927، وقد بلغ من العمر 85 عاما. أشغل منصبه في عرش البابوية في 19 نيسان/ أبريل من العام 2005، ليكون البابا الخامس والستين بعد المائتين. وزار البلاد في أيار/مايو من العام 2009.
وقد فاجأ البابا بنديكت السادس عشر العالم أمس الإثنين (11 فبراير 2013) بإعلانه أنه لم تعد لديه القدرة الذهنية ولا البدنية التي تعينه على تلبية مهام منصبه ليصبح أول بابا يتنحى منذ العصور الوسطى.
وقال البابا (85 عاماً) الألماني المولد، والذي أثنى عليه الكاثوليك باعتباره بطلاً، ونظر إليه الليبراليون بارتياب، إنه لاحظ تدهور قواه خلال الأشهر القليلة الماضية.
– قال متحدث باسم الفاتيكان إن استقالة البابا لا ترجع إلى «صعوبات في البابوية»، وإن القرار كان مفاجئاً، الأمر الذي يشير إلى أنه حتى أقرب مساعدي البابا لم يكونوا على علم بأنه يوشك على التنحي. وأضاف المتحدث أن البابا لا يخشى انشقاقاً في الكنيسة بعد الاستقالة.
– شهدت ولاية البابا أزمة انتهاكات جنسية بحق الأطفال شوهت صورة الكنيسة التي يتبعها 1.2 مليار شخص، كما شهدت ولايته فضيحة تسريب أوراقه السرية على يد كبير خدمه. وفي أحد خطاباته أيضاً أغضب البابا المسلمين.
– قال البابا في بيان إنه من أجل سلامة الحكم (…) من الضروري توافر القوة الذهنية والبدنية، القوة التي تدهورت لدي في الشهور القليلة الماضية لدرجة أنه بات يتعين علي أن اعترف بعجزي عن أداء الواجب الكهنوتي المنوط بي على أكمل وجه». وأضاف «لهذا السبب، ومع علمي التام بأهمية هذه الخطوة التي أتخذها بكامل إرادتي، أعلن التخلي عن كرسي البابوية في روما».
– وقبل انتخابه بابا للفاتيكان كان الكردينال السابق يوزيف راتسينجر يُعرف بموقفه المتشدد بشأن القضايا اللاهوتية. لكن بعد عدة سنوات في المنصب الجديد لم يبدِ البابا مواقف متشددة.
– بدا الوهن على البابا بشكل متزايد في الشهور القليلة الماضية في مناسبات عامة، وكان من حوله يساعدونه أحياناً على السير.
– قال متحدث باسم الفاتيكان إن البابا سيتخلى عن مباشرة مهامه بدءاً من الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش يوم 28 فبراير، ليصبح كرسي البابوية شاغراً لحين اختيار خليفة للبابا، الذي حل محل البابا الراحل يوحنا بولس. وذكر المتحدث باسم الفاتيكان الأب فدريكو لومباردي، للصحافيين أن البابا الجديد سينتخب على الأرجح بحلول نهاية مارس.
– قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إنها «تأثرت» بقرار الاستقالة المفاجئ للبابا بنديكت السادس عشر.
– أشاد كبير الحاخامين الإسرائيليين يونا ميتزجر، أمس بتواصل البابا بنديكت مع الديانات، وقال إن العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان في أزهى عصورها. وتمنى له دوام الصحة.
– انتخب البابا بنديكت في 19 أبريل 2005، حين كان عمره 78 عاماً، أي أكبر من عمر البابا يوحنا عند انتخابه بعشرين عاماً.
– وفي حين أشاد به المحافظون لسعيه لإعادة التأكيد على الهوية الكاثوليكية التقليدية، اتهمه منتقدوه بالعودة بعقارب ساعة الإصلاحات إلى الوراء بنحو خمسين عاماً، وبإلحاق ضرر بالحوار مع المسلمين واليهود والطوائف المسيحية الأخرى.
– وبعدما بدا منزعجاً تحت الأضواء في البداية، بدأ يشعر بالألفة مع منصبه الجديد، وأظهر أنه ينوي أن يكون بابا على طريقته. وقال لومباردي إن البابا لا يعاني من مرض معين، وإن قراره بالتنحي اتخذ دون التعرض لضغط خارجي.
– أول بابا ألماني منذ نحو 1000 عام، وثاني بابا غير إيطالي على التوالي.
– دأب على السفر، حيث كان يقوم بنحو أربع رحلات خارجية سنوياً، لكنه لم ينجح أبداً في الحصول على شعبية سلفه.
– واجه ماضي بلاده عندما زار معسكر النازي في أوشفيتز. لكن زيارته لألمانيا تسببت أيضاً في أول أزمة كبيرة في بابويته عندما اقتبس خلال محاضرة ألقاها بجامعة ريجنسبرج عن إمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر قوله إن الإسلام لم يجلب على العالم إلا الشرور، وإنه انتشر بحد السيف. وبعد احتجاجات تخللتها هجمات على كنائس في الشرق الأوسط ومقتل راهبة في الصومال، قال البابا فيما بعد إنه يأسف لأي سوء فهم نتج عن خطبته.