لم يريده هادي “عيداً” فأضحى ” مذبحة ” : 12 قتيلاً و50 جريحاً في احتفال “الإ
في ما يبدو تجديداً لمحاولات كسر الجنوب، مضت السلطات الرسمية بمحافظة عدن، في إقامة فعالية الاحتفاء بالذكرى الأولى لانتخاب عبد ربه منصور هادي، رئيساً للبلاد، على سيل من الدماء.
وقال نشطاء في الحراك، إن مدينة عدن شهدت، أمس الأول الخميس، أسوأ موجة قمع يتعرض لها أنصار الحراك الجنوبي.
وقُتل، الخميس، 9 أشخاص على الأقل من أنصار الحراك، فيما قالت مصادر طبية عن منظمة أطباء بلا حدود، إن القتلى 11، والجرحى بالرصاص أكثر من 50 شخصاً.
وشهدت عدن، أمس الجمعة، هدوءاً حذراً، فيما أفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق متظاهرين شيعوا بعض قتلى الخميس، أحدهم خالد البغدادي، إلى مقبرة القطيع بكريتر.
وأمس أيضاً؛ فارق الحياة مونس عبدالرحمن وصلاح عبدالرب، في مستشفى النقيب، متأثرين بإصابتهما، فيما قالت مصادر “الأولى” إن حملة مداهمات أمنية تمت حتى فجر أمس، في أحياء كريتر والمنصورة وبير فضل.
وحشد حزب الإصلاح أنصاره من المحافظات الشمالية والجنوبية، للاحتفال بمناسبة مرور عام على انتخاب عبد ربه منصور هادي، رئيساً للبلاد، في ساحة العروض، وهو المكان الذي كان الحراك الجنوبي أعلن أنه سيقيم فيه احتفالية سمّاها “يوم الكرامة”، لإحياء ذكرى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التوافقية في 21 فبراير 2012.
وقال لـ”الأولى” شهود عيان إن ما يقارب 12 مدرعة انتشرت في ساحة العروض لمنع أنصار الحراك من الدخول إليها، غير أنهم تجمعوا في ساحة الدرويش في حي السعادة، وحاولوا الدخول لإقامة فعاليتهم.
وأضاف الشهود أن قوات الأمن والجيش استخدمت الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع لتفريق جموع الحراك، وأن القوات أطلقت النار في الهواء بدايةً، ثم وجهت مرمى السلاح باتجاه المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى. وأشارت مصادر “الأولى” إلى أن معظم الإصابات تركزت على الرأس والصدر.
وقال أحد شهود العيان إن مسلحين بزي مدني كانوا يطلقون النار من عمارة غير مأهولة بالسكان تقع خلف منصة ساحة العروض.
وأكد لـ”الأولى” شاهد عيان أن مدرعة عسكرية دهست شاباً من متظاهري الحراك في أحد أطراف الساحة، وأنه أصيب في رجله إصابة بالغة.
واستقبل مستشفى الجمهورية قتيلاً و3 جرحى بطلقات نارية وشظايا، و37 مصاباً باختناقات القنابل المسيلة للدموع، فيما استقبل مستشفى أطباء بلا حدود 5 قتلى و38 جريحاً، كما استقبل مستشفى النقيب بالمنصورة قتيلاً، و16 جريحاً، وعشرات المصابين بالمسيل للدموع، طبقاً للشهود.
وأثار مقتل الصحفي وجدي الشعبي جدلاً، أمس؛ ففي حين تقول بعض المصادر إنه كان مرتبطاً بعناصر في تنظيم القاعدة، أفادت مصادر أخرى أنه انخرط في فترة سابقة مع الحراك. غير أن مصدراً محلياً، رجح أن يكون مقتل الشعبي تم على خلفية ثأر بينه وبين سماسرة أراضٍ.
وعثر جيران الشعبي عليه مقتولاً داخل منزله مع أحد أصدقائه، فيما نقل المصدر المحلي عن شاهد عيان قوله إنه رأى المسلحين الذين قتلوا الشعبي يحملون مصاباً، ولاذوا بالفرار في سيارتين.
وقال مصدر آخر، إن دورية أمنية اعتقلت شابين كانا في طريقهما إلى منزل الشعبي بعد علمهما بمقتله.
ومساء أمس؛ نقل موقع “سبتمبر نت”، الذي تقول إدارته إنه ليس ناطقاً باسم وزارة الدفاع؛ نقل عن مصدر مسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية، أن “عناصر من تنظيم القاعدة اشتركت في أعمال القتل التي قامت بها العناصر المسلحة أمس (الخميس) في محافظة عدن”.
وقال المصدر إن “العناصر الإرهابية أقدمت مساء أمس على مهاجمة أحد الأطقم العسكرية التي تقوم بمهمة الحراسة أمام مبنى إدارة الأمن في مدينة المنصورة، ولقي عنصران من أعضاء تنظيم القاعدة مصرعهما أثناء الملاحقة، وهما وجدي عبده محمد الصبيحي، المسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة، وداود علي صالح، بعد تنفيذ العملية الإجرامية. وأضاف المصدر أن من بين القتلى بمدينة كريتر أحد أعضاء تنظيم القاعدة والمطلوب للأجهزة الأمنية، وهو عبدالله حسن العمودي”.
غير أن موقع وزارة الدفاع عاد ليصحح الخبر بأن “الصبيحي” و”داود صالح” وجدا مقتولين في منزل الأول في المنصورة.
وفي تفاصيل اليوم الدامي في ساحة العروض، تطابقت مصادر “الأولى” بشأن استخدام القوة المفرطة ضد متظاهري الحراك، وقالت المصادر إن أنصار الحراك حاولوا الدخول من منافذ متعددة إلى الساحة، وإن محاولاتهم استمرت حتى مغرب الخميس.
وأسعف القتلى والمصابون إلى مستشفيات الجمهورية، الصداقة، النقيب، أطباء بلاحدود، والوالي. وقال أحد المسعفين إن غالبية الجرحى والمصابين باختناقات الغاز المسيل للدموع نقلوا إلى مستشفى النقيب، مشيراً إلى أن المصابين الذين أسعفوا إلى مستشفى الجمهورية تعرضوا لمداهمات أمنية واعتقالات.
واعتقل الأمن في عدن عدداً من أنصار الحراك، فيما قال أحد نشطاء الحراك لـ”الأولى” إن أقارب بعض شباب الحراك ما زالوا حتى أمس الجمعة، يتصلون بنشطاء لاستفسارهم عن مصير أبنائهم.
وأفاد “الأولى”، أمس، ناشط في الحراك، أن الأمن اعتقل، الخميس، متظاهرة من الحراك تدعى أنسام، كانت تمكنت من دخول ساحة العروض حاملة علم الجنوب.
وتداول الإعلام الحكومي والحزبي أحداث الخميس في عدن، ببرود وتناقض شديدين، متهماً الحراك بنشر مسلحين لاستهداف عناصر الأمن والجيش.
وعن فعالية الاحتفال بذكرى 21 فبراير، قالت مصادر محلية في عدن إن حوالى 35 سيارة من المشاركين في الفعالية دخلت ساحة العروض عند الساعة الـ12 ظهراً، وإن الآلاف من المشاركين توافدوا بعد ذلك على دفعات، وتم إدخالهم بحماية أمنية مشددة.
وقال شاهد عيان إن حوالي 8 ناقلات جند خرجت من معسكرات صلاح الدين، وعلى متنها جنود بزي مدني، تم حشدهم إلى ساحة العروض، بعد ظهر الخميس، للمشاركة في الفعالية.
وقال أحد نشطاء الإصلاح إن أنصار الحراك رشقوا السيارات الداخلة إلى الساحة بالحجارة، كما رشقوهم بالحجارة أيضاً أثناء الخروج.
واستمرت الفعالية من الساعة الـ4 عصر الخميس، حتى قبيل المغرب، وتحدث فيها محافظ عدن وحيد رشيد، فيما ألقى وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان، كلمة الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما أُعلن في المنصة.
وقال لـ”الأولى” مصدر محلي إن نشطاء الحراك نصبوا نقاط تفتيش في طريق العريش وأماكن تواجد شعبيتهم، وهشموا زجاج بعض السيارات التي خرجت من ساحة الاحتفال وتحمل علم دولة الوحدة، واعتدوا على راكبيها، وصادروا بعض متعلقاتهم الشخصية.
وفي المنصورة بالقرب من مصنع كوكا كولا، أطلق مسلحون يعتقد أنهم من أنصار الحراك، الرصاص على سيارة عائدة من احتفال ساحة العروض، وقتل طفل اسمه يونس محمد صالح، حسب مصادر محلية، أفادت أيضاً أن حي العريش شهد تبادل إطلاق نار بين قوات الأمن ومسلحين.
وحصلت “الأولى” على إحصائية لمكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة عدن، ذكر فيها أن عدد القتلى 3، والمصابين بالرصاص 31، وحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع 96.
كما تضمنت الإحصائية 3 إصابات طعن بأدوات حادة، حالة إصابة ناتجة عن سقوط، 6 حالات إصابة “تراشق بالحجارة” في صفوف الأمن، 9 حالات إصابة غالبيتها جراء رشق بالحجارة، و5 حالات اختناق بفعل الغاز المسيل للدموع.
وذكرت الإحصائية أن 6 أطقم أمنية وعسكرية تعرضت لتهشيم الزجاجات (طقمان يتبعان الأمن المركزي على مقربة من مدخل الساحة الجنوبي، وآخران للجيش بجانب كلية التربية ومعسكر بدر، وطقم واحد تابع لشرطة خور مكسر، ودورية تابعة للنجدة).
الاولى