قالوا لي كافر

عبدالرحمن غيلان
توصيف الأحداث لا يأتي مجازفةً بقدر ماهو ممارسة فعليّة.. واتكاء حقيقيّ على مشهدٍ واقعيّ خطط له البعض وتضرر منه الكثير.


قد تذهب الكثير من الأرواح نتيجة إشاعة.. أو بفعل فاعلٍ أدمن هتك الأعراض واتخذ من حضوره الجماهيري بؤرة استهدافٍ للآخرين.. ليدفع البقيّة ثمن فتواه الفردية وغير المنطقيّة فضلاً عن أنها لم تكن يوماً لها علاقة بالإنسانية السمحاء.
مثلاً المعتوه الذي حاول قتل الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ رحمه الله.. لم يقرأ حرفاً واحداً من روايات الأديب النوبليّ وإنما غيره صوّر له أنّ كتابات محفوظ تدعو للفسق والفجور ودفعوا به للقتل بغرس خنجره في رقبة الأديب العالمي.. كل ذلك لأنّ من دفعوا به صوره له بأنه كافر.
مثل هذا الدفع السلبي مازال مستمراً بل تطوّر وتكاثر بعد ما يُسمّى بالربيع العربي وتناسل بشكلٍ همجيّ في غالبية دول الربيع العربي الذي أضحى في مخرجاته أزمة مجتمعية يدفع المثقفون خاصة ثمن استشراء مثل هذه الظاهرة اللعينة واقعاً بائساً تبدأ بالتحريض والتكفير وتنتهي حتماً بالقتل.. مما يجعل النتاج الأدبي العربيّ محلّ رصد للجماعات المتطرفة وتشويه مُتعمّد بعيداً عن القراءة الواعية والجادة لإزالة اللبس والغموض وبيان مايمكن النقاش فيه بعيداً عن صدور الأحكام المُسبقة والتي هي كارثيّة في مجملها.
[email protected]

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *