يسقط حكم الصرافين

 

فيصل الصوفي

مساء الاثنين كنت أشاهد قناة “الحافظ قرآن وسنة”، وهي قناة موالية لجماعة الإخوان المسلمين، وفي البرنامج رجال دين يرسلون عتابا محرقا لرجال دين آخرين من الإخوان والسلفيين لأنهم استراحوا وقت الشدة.. ووجه واحد منهم نداءا عاطفيا على النحو التالي: أنتم يا شيوخ الأمة شردتم، واليوم أنتم تعيشون في عهد الدكتور مرسي،

فاثبتوا مع مرسي، يا شيوخ الدين عمرتم عمارات، فاخرجوا ناصروا مرسي، أنتم أثريتم والآن تنسون مرسي، يا علماء الإسلام عشتم على الصدقات، فاصدقوا الآن وقفوا مع مرسي.. وما كان بقي إلا يقول: تاجرتم بالمخدرات فكفروا عن خطاياكم بنصرة مرسي!

ذكرني الرجل بعبارة وردت في رسالة وجهها القيادي الإخواني سيد عبد الستار المليجي لمحمد عاكف المرشد السابق للجماعة، قال له : “وجماعتنا اليوم تقاد بالصرافين، وليس بالعلماء والواعظين”!.. قلت إذا كان الصرافون يقودون الجماعة، وكان شيوخها من الصنف الذي ذكره صاحبهم، فلم يلام شعب مصر على هبته لإسقاط حكم الصرافين وآكلي السحت؟   

مصر دولة عربية إسلامية، و 90 % من سكانها مسلمون،هؤلاء المسلمون يرفضون حكم جماعة الإخوان، لذلك يسعون لإسقاطه..لماذا؟ هل المصريون تحولوا فجأة عن الإسلام، ولا يريدون حلا إسلاميا؟ ومن باب أولى هل يجوز للإخوان المسلمين توجيه مثل هذه التهم للملايين التي تحتشد في الميادين؟لقد قسم الإخوان المسلمون شعب مصر إلى طائفتين، الأولى ضد الإسلام والمشروع الإسلامي، والثانية معه، وعصام العريان قال أمس هم في الشوارع ونحن في الشوارع ونجلس انشأ الله سنة!.. فيا له من عناد!

وإخوان اليمن المتعصبون لحكم المرشد، لا يلاحظون عيوب النموذج الذي يطمحون إليه، لسان حالهم قول الشاعر الجاهلي: “وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وأن ترشد غزية أرشد”.. يصدقون قيادات الجماعة إن الملايين التي في الشارع صليبين وكفار وفلول يثورون على الإسلام، والمشروع الإسلامي.. ويرددون بعدها آمين!

لم يثر شعب مصر ضد الإسلام، لأن جماعة الإخوان ليست الإسلام، بل ثار على كذبهم ومكرهم وخداعهم وفشلهم وعجزهم وتخبطهم وإرهابهم وفسادهم وتكفيرهم وكراهيتهم وعنفهم وخبثهم وجشعهم وشيطنتهم.

 ولم يثر على “المشروع الإسلامي” لأن المشروع الإسلامي لا وجود له أصلا، وشعار”الإسلام هو الحل”، يراد به ” الجماعة هي الحل” بينما الإدارة الكفوءة هي الحل، والمشاركة هي الحل، والاقتصاد القوي هو الحل، والديمقراطية هي الحل، والتسامح هو الحل، والحرية هي الحل، والعقل هو الحل.

 

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *