اوسام ..ضحكتنا الاخيرة

بقلم/ عيدروس عبد الرحمن 

عندما تموت في 27 رمضان فانت والله لسعيد ترتفع الى السماء مع صعود الملائكة بعد تنزيلهم ليلة القدر وعندما تضع بصمة وماركة مسجلة باسمك ورسمك وهي الابتسامة التي لاتفارق محياك وتوزعها بسخاء على من تحب وتعرف ومن لاتعرف فانك تضع (المكوى ) على ظهورنا لندرك فداحة الالم والحزن الذي لحقنا جراء صعودك المفاجىء الى السماء .



البعض من الناس وهم من سلالة الطيبين تأمل وتتمنى ان لم تكن تعرفهم حتى يغادروا دنيانا دون وجع انساني ولا نبش مفجع للذاكرة ولا مسحة حزن تظل عالقة في الاذهان كلما طاف الخيال بهم اومعهم ودون ندبة سوداء تلدغك كافعى سامة كلما قرع باب الذكريات دونما استئذان ..وهو واحد منهم ان لم يكن في الصدارة .

عرفته منذ سنين في معسكر لشباب المنتخب في ماليزيا مع كل من الاشقاء امين السنيني ومساعده عبدالرحمن سعيد واجزم ان ذلك المنتخب كان الافضل سلوكا وادبا واخلاقا والتزاما وتجانسا والفة وحبا لبعض بقيادة اب صنع اسرة ولم يكتف بصناعة فريق وطني للشباب كان يحبهم بحزم ويربيهم باصرار حتى ظهرت وبرزت واضحة تلك السلوكيات في حياتهم المعسكرية ..كانوا جميعا بزي واحد والتزام يبعث على الهيبة والاطمئنان .. اما هو /يرحمه الله / فكان من ذلك النوع النادر والقادر النادر خصال وسجايا عالية المقام والقادر على ان يسحب منك بساط الثقة والالفة بسرعة لاتوصف القادر على ان تصافحك ابتسامته قبل وصول الايادي للتصافح ويدخل قلبك قبل الملامسة وتعرفه وتحبه دون ان تراه وتتعرف عليه وخلقنا علاقات سامية مع الجميع الا انه كان الاكثر صخبا بهمس ناعم على شرائح الفكر والفؤاد وعندما طلبت ذات مرة ان اتطفل واتدرب معهم وبعيدا عنهم سارع الكثير منهم اعطاءي بدلة التدريب ولم افقه لماذا اخذتها منه ولم يقبل بارجاعها اليه حتى بعد المعسكر ..كانت سمته الطاغية الابتسامة التي تجلجل المكان ولم اره في حياتي قط الا وهو عارضا ابتسامته على الجميع

..واخر مرة كنا معا في تركيا وعشنا اياما واوقات نادرة لاني اكتشفت ان عددا وافرا من اولئك الشباب الماليزي هم من يحتلون صدارة المنتخب . وكنت سعيدا جدا ان التقي بهم في البحرين لكن الله يسامح العيسي وحزبه الذين ارجعوني من المطار … في تركيا خرجنا معا وتصورنا معا ورسمنا ذكريات لاتنسى وكان /يرحمه الله / في كل اتصال بي يعاهدني ويعدني ان يرسل الصور .. لكنه فجأة سبقنا جميعا الى الله .. الى من لاتضيع ودائعه .. الى من لايظلم عنده احد ..وتركنا في زحمة الحياة وجور الكهرباء وظلم بعضنا لبعض . اتصل الصديق منصور الدبعي باكيا للقول انه وعد في لقاء صحفي معه انه سيكون هداف الموسم القادم ..فقلت له صدق هو هداف العصور كلها لانه احرز كراته في قلوبنا المعتصرة الما ولوعة على شاب وعريس الكرة اليمنية . ياحبذا لو تكون لدينا في اتحاد الكرة ملفات للنجوم ليعرف الناس تاريخهم وانجازاتهم بدلا من اللهث وراء الحزن الذي يعتصرك وتأدية الواجب وتعريف من لايعرف بهوية صانع الضحكة والابتسامة التي لاتفتر . يابديع السماء يامن سميت نفسك الرحمن اللهم ارحمه واكرم نزله واعف عنه وعوض شبابه بفردوسك الاعلى والهم اهله وذويه الصبر والسلوان واجبر قلوبنا بفقده لانه كان عزيزا ..(ويا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)



Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *