الشارع.. سلطة الواقع

عبدالله الصعفاني

أجزم أن في ميادين مصر ما يحتاج لكل علماء السياسة والاجتماع وفقهاء القوانين والدساتير.. وحتى علماء النفس..

 

* والصورة التي تتبلور منذ مطالع الربيع الحارق في حالة ديناميكية من التمزق والالتئام والتشكل والتوالد أيضا.. واتبعوني.. 

* قبل عام فقط أدى الرئيس محمد مرسي اليمين الدستوري إثر ثورة الإطاحة بنظام مبارك.. وبعد عام عاود الشعب المصري خروجه إلى الميادين مطالباً بإسقاط مرسي.. 
* فشل نظام مرسي في مواجهة احتياجات الناس وتطلعاتهم وكان العام كافياً لقلب الطاولة على الرئيس الجديد وحزبه الذي فشل في إدارة البلاد واستيعاب جميع المصريين.. 
* بفعالية حركة تمرد صار الخارجون على نظام مرسي أكثر عدداً من الذين خرجوا على مبارك رغم انتقال الإخوان المسلمين إلى ميادين التظاهر دفاعاً عما أسموه شرعية مرسي. 
* وهنا يجب التوقف على حقيقة أن الشعب لا يثور على ذلك النحو العبقري إلا عندما يغضب على أداء حكومي لم يقدم على أي خطوة إيجابية إلا بعد فوات الأوان. 

* حسمت القوات المسلحة المصرية أمرها ببيان أصاب جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة بارتباك شديد اختفى فيه الرئيس وسط أسئلة حرّاقة يتقدمها “إنت فين يا ريس” وأغلق معظم رفاقه تلفوناتهم.

* وبذات الطريقة اختفت أبرز قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة هرباً من أي حوار متأخر وبالكثير من الخبث السياسي وضعوا مرسي في مواجهة مع ملايين المتظاهرين الذين يرون أن رئيسهم ليس إلا مندوباً لمكتب الإرشاد.

* ما يحدث في مصر استدعى الكثير من الجدل السياسي والقانوني حول شرعية الصندوق وشرعية الميادين؟

* المدافعون عن مرسي يتمسكون بصندوق سبق وأن ثاروا على مثله في ثورة 25 يناير.. والمؤيدون يرددون..لا يمكن لأي صانع قرار أن يتجاهل الملايين.. ثم إن الصندوق ليس سوى جزء من الشرعية الديمقراطية.. ومن الواضح أن شرعية الميادين كسبت معركتها مع شرعية الصندوق استباقاً.

* ومع حتمية رحيل مرسي كما رحل مبارك فإن السؤال الذي يتصدر طابور الأسئلة: هل يلجأ الإخوان للعنف رغم معرفتهم أن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة وأن الأمر ينطوي على مغامرة أم يمتصون الضربة بعد تحولهم إلى كتلة اقتصادية واضحة؟

* في كل الأحوال نحن أمام مفاهيم مثيرة قابلة للتكرار في بلدان كثيرة.. عنوانها (الشارع.. سلطة الأمر الواقع)

 

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *