إلى رئيس اليمنيين, بمناسبة خطابه على أصوات الطائرات الأمريكية

أمـيــن الوائــلي

 

إلى رئيس اليمنيين…. بمناسبة “الخطاب الهااااام” ليلة العيد على أصوات الطائرات الأمريكية
السلام عليك 
أما قبل..
 
(1)
 
فإن اليمنيين يشغلهم جدا الاستماع الإجباري لضجيج أصوات الطائرات الأمريكية فوق رؤوسهم, في أجواء العاصمة والمحافظات الأخرى, ولا أحد سيصغي في هذه الأثناء لخطابك الهاااااام.
 
فإذا كنت تحدث نفسك وكتبة الخطابات المعزولين عن بقية اليمنيين فأنت وهم وما أنتم فيه.. ولليمنيين أن يدبروا أو يتدبروا أمرهم طالما وولي الأمر لا يعنيه من أمرهم شيئا.
 
واعلم أن السيادة الوطنية ليست “كلام فارغ” حتى لا يعنيك في شيء تذمر واستياء اليمنيين لعلو اصوات الطائرات الأمريكية وغياب صوتك وضياع اصواتهم لديك. ولم يفوضك اليمنيون الناخبون لتتصرف بالسيادة كيف تشاء وتبيح لمن تشاء ويشاء الأرض والسماء!
 
(2)

أيها الرئيس هادي, مضى عامان ولم تزر مدينة يمنية باستثاء عدن وعودتك مرة من الخارج إلى الحديدة. عدا ذلك هناك 19 محافظة يمنية لم تطأها قدمك منذ وليت أمرنا. بينما الأمريكيون يرصدون كل شبر من أرضنا وطائراتهم تجول وتجوب سماء هذه البلاد طولا وعرضا.. واستخباراتهم وجنودهم على الأرض وفي الموانئ تزيد من سلطة وسطوة تدخلهم وحضورهم في حياة وشئون اليمن واليمنيين أكثر من الحاكم والحكومة!!

ثم أنت لا تكف عن ترويعنا بحديثك المكرور عن “متربصين” ومتآمرين ومتضررين من التغيير لا تفتأ تلصق بهم كل سوء وشر وتحملهم وزر إدارتك وأوزار حكومتك. فهلا أرحت واسترحت وقلتها صراحة؛ من هم هؤلاء وسميتهم للشعب وللعالم فنعرفهم ولا نعود نجهلك؟ أم أنك تشير إلى طواحين هوائية وتستهترنا لها؟ وثالث الاحتمالات, هو أن الرئيس هادي- هداه الله وهدأ من سريرته- يزاول خصومة شخصية لا غير نكاية بخصوم مفترضين يجثمون على صدر خياله فهو يروعنا بما في نفسه لا بما في الواقع ويجثم على صدورنا بلازمة قلق يومي ما انفك يرافقنا وعهده الرئاسي تبعا لخلط الرئيس بين الخاص والعام وبين الذاتي والموضوعي؟!

(3)

يا رئيس اليمنيين, ليس من واجبك التعالي على مواطنيك.. وليس من الحكمة استغباء مواطنيك… كما أنه ليس من واجبنا القبول بكل ما منك. ومن أسف أنك تصغي إلى نفسك ومن حولك ولا تعبأ بشعب أنت مؤتمن على صوته ولست بديلا عنه.

(4)

أيها الرئيس… الجيش وأمضيتم فيه سيوف الهيكلة…. وأزحتم جميع الجميع, عداكم ومن والاكم. فعن أي متآمرين يتحدث رئيس الهيكلة عافاه الله؟؟

إن جنود حراستك التي أنشأتها قتلت وأصابت وضربت واعتقلت جنودا غبرا عزلا يطالبون بإكرامية وحقوق متأخرة ليوفرون بها عيدا بسيطا لأطفالهم ومن يعولون. لكنك عدت من سفرك ولم تفعل شيئا أو تقل شيئا وكأن هؤلاء مجرد أرقام لا وزن لها ولا يستحقون عزاء أو تشييعا محترما إلى المقبرة؟ لقد طواهم النسيان خلال أيام قلائل. ثم فخامتك تخطب ليلة العيد عن طواحين الهواء المتربصين بالجيش وتزبد وترعد.

وأمامنا كمواطنين, أنت وفريقك ومن حولك مسئولون عن ما آل إليه أمر الجيش وعن دماء القادة والجنود الذين يُقتلون كل يوم وعن ضرب معنويات البقية وتعريضهم لتجربة قاسية تمتحن فيها الولاءات بطرق تجرح الذات العسكرية في الصميم!!

 (5)

إنه لمن العبث بمكان, أن تنفق عاما ونصف في عسكرة الفترة الانتقالية واسترقاق اليمنيين ومشاعرهم وأفكارهم بداعي الهيكلة وتغيير القادة حتى كان لك ما فرضته أنت لنفسك وأمضيت إرادتك وخطة الخبراء الأمريكيين في القوات المسلحة تحت طائلة التهديد والوعيد والاستقواء بمجلس الأمن وعقوبات الفرنجة. أوليس قد أنجزت مرحلتي الهيكلة كما أردت وحتى رضيت وقلتها بفمك في مؤتمر القادة التشاوري؟ فما الذي بقي لتحدثنا عنه, وأنت تنفق فترة ما بعد العام والنصف في ترويعنا واسترقاقنا لفكرة مخاتلة أخرى اسمها المتربصين بالهيكلة أو بالجيش؟؟ هذا كثير – يا ريس- وإن شئت الصدق فإنه مهين ومستفز بلا حدود. شعبك ليس بهذه الخفة لتطلب إليه أن يصدق أو تتوقع منه أن يتقبل فكرة كهذه بكل ترحاب!!

 (6)

كم مرة ستعيد علينا نفس العبارة ” العجلة تحركت ولن تعود”؟ إنها تعود وتعود وتعود. وعجيب أنك لا تراها تعود وهي تعود, بفضل من يقفون خلف مقبض القيادة؟!

أو كم مرة ستقول وتكرر علي مواطنيك جملة خطابية مستهلكة وبائتة بائسة كهذه, وأنت تؤكد: “لمن تضررت مصالحهم من التغيير والطامحين لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء أن المساس والعبث بوحدة قواتنا المسلحة والأمن وإنضباطها هو أمر ليس مرفوضاً فقط بل انه عامل هدام وخطير سيعرض المتورطين فيه للملاحقة القانونية والمحاكمة العسكرية والحليم تكفيه الإشارة . “؟!

 (7)

لن نخوض مجددا والآن في, أي تغيير تعني؟ حسبك وحسبنا أن نعرف ونستحضر قائمة بأسماء من حولك ومن وليتهم وحالفتهم ومن تحكم بهم أو يحكمون بك اليمن واليمنيين, لندرك نوع التغيير الذي وقع وقيمته في المحصلة!!

وقبل أن أقول لك عيد مبارك, دعني أبلغك, نيابة عن اليمنيين وساكني صنعاء, رسالة موجزة مشفوعة بمعايدة: “شكرا على الحديقة الأولى مدرع, والسلام أمانة على مستشاركم اللواء”!!

 ***

والآن فخامة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي: عيد مبارك. ولليمن الخير

[email protected]

 

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *