تركيا تتوسط لاتفاق يؤدي الى وقف اطلاق النار بين المتمردين والحكومة الليبية
تتجه الازمة في ليبيا القائمة بين نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من جهة ، والثوار الليبيين (المعارضة) من جهة اخرى، نحو وقفا محتملا لاطلاق النار وانهاء الحرب الدائرة بينهما منذ اكثر من ثلاثة اسابيع .
وبحسب مسؤول في وزارة الخارجية التركية التي تسعى بلاده للتوسط من أجل وقف اطلاق النار بين الجانبين، فان ممثلين عن نظام القذافي والمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا سيصلان الى انقرة في وقت لاحق اليوم، ومعهما بعض الاراء بشأن وقف محتمل لاطلاق النار.
فقد كشفت الحكومة التركية اليوم الاثنين عن سعيها للتوسط من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، حيث تتوقع ايضا إجراء مباحثات مع مبعوث من حكومة معمر القذافي تجري في أنقرة ومع ممثل من المعارضة.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية التركية سنتحدث لنرى ما إذا كان هناك أساس مشترك لوقف إطلاق النار.
وأضاف أنه من المتوقع وصول نائب وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي إلى أنقرة في وقت لاحق اليوم وأن ممثلا للمعارضة من المتوقع أن يزور العاصمة أيضا.
ويمكن اعتبار زيارة نائب وزير الخارجية الليبي يوم أمس لليونان وتسليمه رسالة إلى الحكومة اليونانية في أثينا مفادها أن القذافي يريد إنهاء الصراع بين جيشه وقوات المعارضة المدعومة بغطاء جوي من دول غربية، دليل على رغبة نظام القذافي في انهاء الحرب.
ومن المتوقع أن يتوجه نائب وزير الخارجية الليبي العبيدي إلى مالطا غدا الثلاثاء.
وبحسب وسائل الاعلام الايطالية، فإن نظام طرابلس يرغب في تعاون اليونان ومالطا بصفتهما عضوين في الاتحاد الاوروبي، وانقرة لكونها عضو بارزفي حلف شمال الاطلسي، في وساطة بهدف ايجاد وقف لاطلاق النار.
ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء المالطي لورنس غونزي اليوم الاثنين مبعوث نظام القذافي بعد ان تم ارساله بشكل طارئ من جانب طرابلس، دون ان يتم تحديد الساعة المحددة للقاء.
واوضح غونزي ان مالطا وافقت على لقائه لتنقل اليه رسالة فاليتا القاضية بضرورة وقف اي شكل من اشكال العنف.
وترى ايطاليا التي اعترفت بالمجلس الانتقالي الذي شكله الثوار الليبيون ك”محاور شرعي وحيد”، ان الغرض من زيارة مبعوث النظام الليبي لليونان هو عرض مقتراحات الايجاد حل للنزاع في ليبيا “لا تتمتع بالمصداقية”.
وجاء على لسان وزير خارجيتها فرانكو فراتيني اليوم عقب استقباله في روما مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي ان “النظام في طرابلس يرسل مبعوثين الى اليونان لعرض اقتراحات” تهدف الى ايجاد حل للنزاع في ليبيا.
واضاف فراتيني ان “هذه الاقتراحات لا تتمتع بالمصداقية. من غير الممكن القبول بها”.
واضاف انه ناقش هذه المسالة مع نظيره اليوناني صباح الاثنين، مضيفا ان الرسالة التي تم نقلها الى اليونان مفادها ان “نظام (القذافي) سيحترم وقف اطلاق النار. ولا تتضمن شيئا حول رحيل القذافي ولهذا السبب لا يمكننا قبول” هذه الاقتراحات.
ولهذا اكد فراتيني ان “ليس بامكاننا استبعاد” امكانية تسليح الثوار لكن فقط “كخيار اخير”.
واعتبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل في رده على سؤال لقناة (راي 2) الايطالية من بنغازي، ان ثمة فقط طريقين ممكن سلوكهما “اما ان يساعدنا الحلف الاطلسي على التخلص من القناصة او ان يسلحنا كي يفعل مقاتلونا ذلك”.
واشار الى ان مسؤول المجلس الوطني الانتقالي للسياسة الخارجية توجه الى روما “للطلب من ايطاليا الاضطلاع بدور هام في اطار مهمة الحلف الاطلسي لحماية الشعب الليبي”.
وشكر عبد الجليل لايطاليا انضمامها في عمليات فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا “والدور الهام لقواعدها في حماية ومراقبة اراضي وشعب” ليبيا .